يوما ما
سأحملُ جثتي
سأمضي بها في طريق لا يعرفه أحد
حتى خطاي الكسلى أبدا لن تدري
بأي درب سأمضي
سأحملها
وأقطع كالريح كل لحظة للعدم
وكل مطلق للغياب

سأحمل جثتي
هناك
حيث لا أين ولا متى
سأتأملها جيدا
هذا هو الرأس الذي ينقره طائر الحزن
هذه هي الرقبة التي راودتها المشانق
ها هما العينان مسبلتان .. ناعستان كفخار مكسور
في نعمة الأبدية
ها هما الشفتان
تتعريان الآن خلف أبجدية صامتة
ولا مرايا لهذا الوجه القابع كشبح
سوى بلاغة الهواء

سأمضي بجثتي
أنا سندبادُ هبائي
وأنا قمري الغنائي الذي
يتمطى أبدا في محاق لا يراه سواي
لن تخاصمني غابة ما على مفاصلي
ولن تحط طيور بيضاء في آخرة الروح
ولن يتسلق قلبي
أرنب بري
يعلمني يقظة الإيقاع في صحارى النبض

سأمضي
مذعورا ومطمئنا
كاسيا وعاريا
محترقا ومطفأ
كاذبا وصادقا
أميرا وخفيرا
لا فرق
كل قيمة تستوي ونقيضها في لحظة العدم

هذه جثتي فوق يدي
جميلة كطلقة
وشاهقة كعرش
أخيرا
سأركض كشبح

رأى أيامه تغازل آخر لحظة
في قيامة السؤال.

***