أكبر حجر لا يحرك البركة السياسية الراكدة

عبد الجبار العتابي من بغداد: اكد رسام الكاريكاتير العراقي المعروف خضير الحميري ان الحذر هو السمة الغالبة على واقع الكاريكاتير في العراق، وانه يشعر بالخوف مع كل رسمه يرسمه، مشيرا الى ان الصحافة العراقية تعتبره فنا مكملا وليس اساسيا على عكس ما يتعامل العالم معه، كما اعرب الحميري عن امله في تشكيل لجنة جديدة للكاريكاتير تقوم بتفعيل النشاطات وتجميع الفنانين للاستفادة من حضورهم في المعارض من اجل التحاور فيما بينهم

* سأسألك اولا.. هل انت ترسم بالالوان ام بالاسود والابيض، ولماذا؟
- انا في الاساس ارسم بالالوان وذلك منذ اكثر من سنتين او ثلاث سنوات، ولكن الرسومات تنشر في الغالب حسب الصحيفة، فأن كانت الصحيفة ملونة فينشر الكاريكاتير ملونا والعكس صحيح، وحاليا العالم يتجه باتجاه الملون، احيانا تقول ماذا يليق بهذا الرسم؟ هل يليق به ان ينشر ملونا ام بالابيض والاسود، لكن التقنيات الحديثة في الصحافة والفنون الصحفية عموما تتجه للاستعانة بالكمبيوتر، فأنا رسومي يتدخل الكمبيوتر في بعض اللمحات الموجودة فيها.

* اغلب رسوماتك فيها تعليقات او حوارات لماذا؟
- هناك تهميش وليس تعليقا لانك بحاجة الى ان تعطي المتلقي مفتاحا ليصل الى الفكرة، هذه الفكرة لايمكن ان يصل اي شخص الى مفتاحها اذا ما اعطيه (رأس الشليلة) كما يقال، حتى يوصل ليفهمها، واحيانا هناك رسوم لا تعني شيئا بدون تعليق، منها مثلا رسم لي حول (اجهزة كشف الكذب)، ولا يمكن لك ان تعرف ماذا يعني بدون التهميش، ولكنني في وقتها علقت على خبر يقول (تم استخدام اجهزة كشف الكذب في العراق) وحولته الى كاريكاتير، فلا عيب في التعليق في الكاريكاتير، وبالنسبة لي انا اعتبر الكاريكاتير السياسي وليس الكاريكاتير التأملي بحاجة الى التعليق والتعليق المكثف في سبيل ان يديم الصلة مع القاريء.

* انت مع الرسم بدون تعليق ام ضده عموما؟
- حسب الرسم، فالرسم المعبر يحتاج الى ما نسميها نحن (الفقاعات) اذا كان يستحق فلا بد من التعليق، واذا كان يكتفي بذاته وواضح ومعبر فهو لا يحتاج الى التعليق، ولكن بعض الكاريكاتيرات تعبر عن حالة اجتماعية معينة فالصمت وحده لايكفي.

* كيف ترى حال الكاريكاتير في العراق حاليا؟
- انه في حالة نهوض، انه جيد.

* ما ابرز سماته الان؟
- الحذر، فلا زال رسام الكاريكاتير العراقي يرسم بحذر، يخشى ان تفلت افكاره خارج المسموح به، الى حد الان لا يرسم بحريته، ولو اتيحت له الحرية الكاملة لكان الفن الكاريكاتيري العراقي بعافية وبوضع ممتاز جدا.

* متى شعرت بخوف فعلا عن رسم كاريكاتيري؟
- اشعر بخوف مع كل رسم ارسمه، حيث انني مع كل رسم ارسمه افكر ماذا سيفكر شخص ما في تفسير هذا الرسم، واتجنب التفسيرات المتطرفة قدر الامكان.

* هل واجهت موقفا؟
- المواقف موجودة دون ان اشير اليها، موجودة تلميحا او تصريحا، الوضع هو وضع عام والكاريكاتير ضمن الاعلام وهو اداة رأي، بل اداة رأي متقدمة، وسيلتها واطارها النقد وليس المدح، ولو كان اطارها المدح لا خوف عليها، ولكن عملنا ان ينتقد الاخرين، وهنا تكمن الخطورة، الاغلبية يعتبرون انفسهم في حالة من القدسية، من الصعب ان تتمادى عليها بالنقد.

* كيف ترى شباب الكاريكاتير العراقي خلال السنوات السبع الماضية؟
- لو كان الوضع مشجعا لكان الكثير من الشباب قد اندقعوا الى هذا الحقل، ولكن الوضع لا يشجع، وحال هؤلاء الشباب كحالنا، الحذر يقلص من امكانيتهم على الابداع.

* اقصد مستواهم الفني كيف وجدته وخطوطهم؟
- ظهر اكثر من رسام وللاسف اختفوا لربما ان صحافتنا غير مشجعة لهذا الفن، لكن هناك مجموعة من الطاقات لرسامي الكاريكاتير في كردستان، طاقات ممتازة ومبدعة، ولديهم مطبوعات متخصصة بفن الكاريكاتير وايضا الصحافة تهتم به بشكل جيد.

* صحافتنا.. البغدادية مثلا هل تهتم؟
- صحافتنا لا تهتم، وانها الى حد الان تعتبره كفن مكمل وليس اساسيا، على عكس الصحافة العالمية التي تعتبر رسام الكاريكاتير ركنا اساسيا، فهناك.. في سبيل ان تؤسس اي مطبوع جديد عليك ان تبحث عن رسام مقتدر من الممكن ان ينهض بهذا المطبوع، هنا يبحثون عن رسام مكمل لتكميل التشكيلة فقط.

* هل تعتقد ان رسومكم الكاريكاتيرية ممكن ان تحرك ساكنا في الوضع السياسي الحالي؟
- لا.. لا.. لا، فأكبر حجر لا يحرك هذه البركة الراكدة على الاطلاق!!.

* معرضكم الاخير جاء بعد غياب طويل ما السبب؟
* اجتماعنا في المعرض لاننا نريده انطلاقا لتكوين تجمع كاريكاتيري عراقي ينظم تواجد فن الكاريكاتير العراقي في المنتديات العربية والعالمية، وايضا ينظم عملنا على المستوى الاعلامي والفني.

* من كان وراء اقامته ولماذا؟
- نحن.. مجموعة من رسامي الكاريكاتير تعاوننا مع جمعية التشكيليين العراقيين لاقامة المعرض لاننا على الطريق الى تشكيل تجمع كاريكاتيري بعد ان انفضت لجنة الكاريكاتير منذ زمن واصبحت لا وجود لها، وحاليا نحن في طريقنا لتكوين تجمع كاريكاتيري عراقي يقوم بأحياء ذكرى نشر اول رسم كاريكاتيري وسف نجعلها سنوية.

* لماذا اللجنة لم يعد لها وجود ونحن نعرف ان هنالك لجنة؟
- في التسعينيات.. نحن الذين كنا نشكل اللجنة، لكن اغلبنا سافر الى الخارج وبعضنا انقطع عن العمل، فأصبح تحصيل حاصل انفراط عقد لجنة الكاريكاتير منذ ذلك الوقت، وما صارت هنالك اية همة لاحقة لاعادتها، الان نشعر ان الوقت مناسب لتجميع جهود فناني الكاريكاتير بطريقة او بأخرى.

* هل هي عودة الى اقامة المعارض المشتركة؟
- معارضنا كرسامي كاريكاتير متواصلة في الصحافة، لاننا نمارس النشر في الجرائد، ولكن التواجد في معرض موحد يمثل لغة حوار بين الفنانين وتواصل وتنشيط للعمل الصحفي، وايضا تنشيط لحضورنا في اي ملتقى دولي او اقليمي.