عبدالجبار العتابي من بغداد:اعرب رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب عن استغرابه من موقف المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بعدم دعوته الى اجتماعه المقبل في مدينة بنغازي بليبيا في المدة من 24 إلى 26 تشرين الاول / أكتوبر الحالي، من اجل طرح موقفه على الاتحادات الاعضاء من اجل اعادة عضويته الى اتحاده العربي، مؤكدا ان اتحاده كان ينتظر الاجتماع بفارغ الصبر، ودعا فاضل ثامر رئيس اتحاد الادباء في العراق زملاءه العرب الى فتح صفحة جديدة، كما ابدى في حديث خاص لـ (ايلاف) استياءه من من تصريحات امين عام رابطة الكتاب الاردنيين حول بيان اصدره عدد من الادباء العراقيين في عمان، طالب فيه من المكتب الدائم واتحاد الادباء العرب بالتعامل مع الادباء العراقيين اسوة بالطريقة التي كان يعامل بها ادباء فلسطين، كما دعا الشاعرين عبد الرزاق عبد الواحد وفاضل الربيعي الى الانتماء الى اتحاد الادباء العراقيين لانمهما جزء منه ومن تراث وثقافة البلد.

وقال فاضل ثامر: فوجئت بهذا القرار بنقل اجتماع المكتب الدائم من البحرين الى مدينة بنغازي في ليبيا لاننا سبق ان ابلغنا من خلال اجتماع المكتب الدائم الذي عقد في حزيران / يونيو الماضي في القاهرة بأن الدورة المقبلة ستكون في البحرين، وكنا ننتظر في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق هذا اللقاء بفارغ الصبر لاننا كنا نعول كثيرا على اعادة النظر في قرار تعليق عضوية اتحاد الادباء والذي استمر اكثر من سبع سنوات، وهذه مدة طويلة، خاصة ان لبى اتحادنا جميع المتطلبات والشروط التي كان يرغب الزملاء في المكتب الدائم وفي اتحاد الادباء والكتاب العرب تنفيذها ومنها ادانة الاحتلال وكذلك اجراء انتخابات نظامية، والوقوف الى جانب كل نضال ومقاومة ضد الاحتلال بوصفنا جزء من مقاومة ثقافية وسياسية مهمة جدا تريد للعراق ان يخرج نهائيا اخر جندي من جنود الاحتلال وان نستطيع ان نمد اواصر الصداقة مع جميع انحاء العالم وفي المقدمة الاشقاء في البلدان العربية الذين تربطنا بهم اواصر الدم واللغة والثقافة.

وأضاف: نحن فوجئنا لاسباب كثيرة لاننا لم نبلغ الى حد الان وكنا نأمل ان نتلقى دعوة للمشاركة في هذا اللقاء لكي نستطيع ان نقدم تصوراتنا ووجهات نظرنا لاننا وجدنا ان الكثير من الاشياء التي كنا نرسلها الى المكتب الدائم كانت لا تصل الى جميع الاعضاء، اذ انني سبق ان التقيت في الشهر الماضي، ايلول/ سبتمبر، بالاخ الدكتور حسين جمعة في دمشق بمعية الاستاذ ابراهيم الخياط الناطق الرسمي لاتحاد الادباء وقال بأنه لم يطلع على الكثير من البيانات والوثائق التي سبق لنا ان ارسلناها والخاصة بالانتخابات، وقال بأن الامين العام لم يبلغه بهذه القرارات بل ذهب ابعد من ذلك عندما اوحى ان الاخ الامين العام يحاول ان يفرض عودة اتحاد الادباء في العراق على الرغم من معارضة بعض الاعضاء.

وأوضح: انا اقول وادعو جميع زملائي في المكتب الدائم، اننا لا نريد ان نكون ضحية لخلافات او صراعات بين الاعضاء انفسهم، ونقول: بأنه حان الوقت لفتح صفحة جديدة وعدم التعكز على الكثير من الاسباب والمسوغات التي لم تعد قائمة، واصبحت في الحقيقة غير مبررة، لكن يخيل لي ان هنالك من يحاول دائما ان يوجد مبررات مفتعلة.

على الصعيد ذاته قال فاضل: ساءني ايضا ما نشرته صحيفة الدستور الاردنية من تصريحات الاخ امين عام رابطة الكتاب الاردنيين الاستاذ سعد قليبات حول البيان الذي اصدره عدد من الادباء العراقيين منهم الاستاذ الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد والاستاذ فاضل الربيعي في عمان والذي طالب فيه من المكتب الدائم واتحاد الادباء العرب بالتعامل مع الادباء العراقيين اسوة بالطريقة التي كان يعامل بها ادباء فلسطين، بمعنى تأسيس اتحادين: اتحاد للادباء داخل العراق باعتباره بلدا محتلا، واتحاد اخر للادباء، وهذا منطق غريب جدا، فأولا لم يسبق لاتحاد الادباء والكتاب العرب ان تعامل مع هذا الامر عندما خرج المئات من الادباء والمثقفين العراقيين خارج العراق وشكلوا مؤسسات، كان الجواب التقليدي لاتحاد الكتاب العرب: اننا نتعامل مع الاتحادات الرسمية المنضوية تحتها ولا يجوز التعامل مع اتحادات خارجية، اما المقايسة مع فلسطين فهي غير واردة لاننا نعتقد ان هذه حجج واهية ومصطنعة ومفبركة.

واكد: العراق الان بُلّ من مرضه والان رسميا اعلن عن خروج القوات الامريكية في شهر حزيران / يونيو الماضي وان ما بقي من قوات امريكية لا يزيد عن 50 الف هي قوات للتدريب وستخرج في العام 2011، الان القرار بيد العراقيين ونحن اتحاد الادباء لم نسمع ولن نسمح لاي جهة اجنبية او حتى رسمية من الدولة العراقية من التدخل في الشأن الثقافي العراقي، نحن جهة مستقلة ننتمي الى منظمات المجتمع المدني وجهة ديمقراطية تمتلك حرية الارادة والتصرف ونحن دائما نمارس نشاطا على الرغم من تجاهل مؤسسات الدولة قاطبة لنا، لكننا نشعر بأننا نسهم في احساس عميق بمسؤوليتنا كمناضلين وكمثقفين وايضا كناشطين اجتماعيين، ولهذا ندعو جميع الزملاء في الامانة العامة في الاتحاد العربي الى اعادة قراءة المشروع العراقي بشكل جديد الى عراقة المشهد العراقي.

ومضى في حديثه قائلا: اقول للزميلين الاستاذ الشاعر عبد الرزق عبد الواحد وفاضل الربيعي انتم دائما جزء من ثقافتنا ولا احد ينكر وجودكم والبلد مفتوح لكم واتحاد الادباء مفتوح لكم اذا احببتم ان نقيم علاقة معكم فنحن لا نهمشكم، ونعتبركم جزء من تراثنا ومن ثقافتنا، ويشرفنا ان تكونوا دائما في الساحة الثقافية لكن هذا التصعيد ربما يعطي الفرصة لبعض الغلاة ومع الاسف لبعض الصقور في الامانة العامة لكي يقفوا ضد عودة اتحاد الادباء لاسباب مسيسة ولاجندات معروفة تغذيها بعض الاتجاهات السياسية التي لا تقف ضد المثقفين العراقيين واتحادهم اساسا وانما ضد العراق وتوجهاته واختياراته الديمقراطية البعيدة عن الاحتلال والبعيدة عن الدكتاتورية والبعيدة عن الانظمة الشمولية التي وللاسف تتحكم في الكثير من الاتجاهات الثقافية والسياسية في الوطن العربي.

وفي ختام حديثه قال فاضل: انا اشكر بشكل خاص الموقف الشريف الذي وقفه الاستاذ محمد سلماوي، وقد كان اول المتفهمين فعلا لموقف اتحادنا واصبحت لديه القناعة التامة، واشكر جميع الزملاء الذين وقفوا في اجتماع القاهرة الماضي في حزيران / يونيو، الى جانبنا، وانا اعتقد ان الصورة الحقيقية اذا ما تكشفت لدى بقية الاعضاء فأن سيتفهمون شرعية موقفنا ويقفون الى جانينا ولكننا نأمل ان يتم توجيه الدعوة لنا لحضور اجتماع سرت المقبل، على الاقل لكي ندلو بدلونا ولكي نوضح الصورة لمن ظلت الصورة غائبة او غائمة لديه.

وكان اتحاد الادباء العرب أوقف عضوية العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وكان يرفض اعادة عضويته على الرغم الاجابات الدقيقة التي قدمها الاتحاد العراقي عن موقفه من القضايا التي كانت سبب الرفض بالاضافة الى الانتخابات التي كان الاتحاد العربي يطالب بنزاهتها، وقد جرت بحضور مراقبين قبل ستة اشهر.