إمامَ الجمعِ والمُفْرَدِ،
حرَسَتْكَ آلهةُ الغياب
باسم مَنْ ماتوا حسرةً،
باسم العوانس والعواقرْ
الطُلّقِ والأراملْ
باسم المحبة
(مياهٌ كثيرة لا يمكنها أنْ تُطْفئَ المحبة).

باسم مَنْ لم يَلِدُوا
مَنْ شابوا ولم يَرَوك
باسم أطيان وخيلٍ مطهمةٍ
صُكوكِ غفرانٍ، وأملاكٍ، مَرْكباتٍ مُذهّبةٍ،
عجلات بارودٍ فوقها يُرَفْرف السوادُ والدمُ
باسمِ مُثليٍّ يُوَصدُ من تحتٍ ويُنْفخُ
ثم يُفَجّرُ
وعاهرٍ تُرْجمُ
وكأسٍ تُهشّمُ
وربٍٍّ كلَّ يومٍ يُعْدَمُ

لا الجنُّ تعرف آهاتنا ولا حرّاسُ القطيعة
حتى الغيومُ عن هذا التراب الفسيح تَرْحَلُ
بقرنِ الثور غاصَ لحمُنا وغطّى إثْمُنا سريرَ العائلة
حتى السيولُ آثامَنَا لا تغمرُ
دعِ quot;الريّانَquot; يحمل الأرضَ الغريبة
وquot;الرِّضوانَquot; يحرسُ النعيم
فالنهاية قابَ قوسين أو أدنى
لأن ما يجري شنيعٌ على صفحة الوردِ المُضَرّجِ بالشذا
لأَنَّ ما يُزْرَعُ
قبضُ ريحٍ ووهمٌ
وأنّ ما يُدرَك
فاتحةُ الحلم الضريرْ

لا quot;نرجسَquot; اليومَ تبكيك،
لا زهرَ في الأصيص المهشّمِ فوق الشرفات المُوصَدة
كيف للشرفات أنْ تستشرفَ الآتي؟
كيف للرؤيا أن تتمَّ والليلُ ليس ليلا والنهارُ ليس نهارا
أتدركُ معنى أنْ يكونَ الحضورُ غائبا
والنهايةُ أٌحْجية؟

quot;سفينةُ الشمسِquot; مُبحرةٌ
أم ظلالُ النجوم؟
أين عابيبُ- ثُعبانُها؟ أينَ هاروتُ؟
وهل صَعَدَ السماءَ رُبّانُ بابل؟
وquot;أهلُ الترابِquot; القيّمونَ على اللهاث
هل حصدوا قبل أنْ يزرعوا
رأينا الكواكبَ ظهرا
وردةً فوق مقصلة

هم يعرفون: الغيبةُ شفْرةُ اللانهاية
هم يعرفون: المحبةُ قدْرَ ما تُرَى
هم يعرفون: سحرُ الذي لا يُرَى في ألاّ يُرَى
هم يعرفون: قدرَ ألاّ يعرفوا
أنّ الحضورَ غائبٌ
والغيابَ سُدى.

باسم إسرافيلَ ndash; هَوِّنْ عليهِ مَرَارةَ الموت
ندعوك ألاّ تجيءَ
خوفا عليك من الحلم الضرير
والخديعةِ الكبرى.

باسْم المخلّص بين اللوح المُشَفّرِ والسماء القاتمة
باسْم السوادِ الأصمّ الأبكمِ
الشاخصِ بين شفرتين
دعْ طقْسَنَا يقرع بالطبولِ آذاننا
دعْ أُمّهاتنا بانتظار الفرجِ المُؤمّل
دعْ أولادنا بالصدور العارية
مُسْتَترين
دعْ دموعَ الشمع تَسّاقط من عيوننا

أيها الملاكُ الرهيف
quot;الكلُّ يُنْسَى ...والكلُّ باطلٌ وقبضُ الريحquot;.

هوامش الغياب:
* نرجس: هي أمُّ بقية الله.
* أهل التراب: كائنات خارقة شريرة تسكن الصحراء في معتقدات الطوارق.
* الريّان: اسم من أسماء ثور أسطوري يحمل الأرض بقرنيه.
* الرّضوان: ملاك يحرس الجنة.
* الكلّ باطل وقبض الريح- من إصحاح الجامعة.
برلين 21 آب 2010