1

وتعاود المجيء كما الرسائل
ترمم بقايا الجرح القديم
عبر بياض الأعماق المستقطعة
وتطلع من نصفها الأخرس
كأنفاس تدفع الوطء
ما كنت غير أفق
حوطته الناطحات
بعروشها الخاوية!
وتسألين عن سيرته الأولى
حين يتناثر اسما اسما
في مطر شارد في الطرقات
كشعب مغتال
وراء الأستار

2

في صمتها العليل
تفتح بياضك البليل
تكتب..
ولا تنكتب!
قد تسقط العبارة
مثلك في دوامة بلا قرارة
كلما طفحت في صمتها العليل
الإشارة
وتبقى على طرف هواء
عالقا بسقوف لا تنام
تشد الرعشة للرعشة
بين انكسار النصفين
في انتظار عودة هذا الكل
من شجرة النسب المفرغة

3

منتحب في لغطها
الذي لايفضي إلا لنفسه
قد تقودني الأضواء الخاسفة
ولا أنقاد..
كظل حجري
أصون صوتي في زغب الأحواض
وتراني أنمو كقطرات صموتة
على تيجانها على الرغم من الطفيليات
أقول ما أقول
لي فروسيتي المعتقة
دون فائض عالم
ولكم فروسيتكم الطافحة
كل فصل ببول القبائل!

4

لطالما انجذبت لمهدها
تحت الأنقاض
أتوزع في مائها عن آخري
وأدعو لي
بالعودة في غسيل الأمهات
كلما دنا أفق
من سفري الخفيض اللهاث
أو تلقف ناي الرعاة
صوتي

5

أقول لك دوما
كلما اشتبكت بباب حرفك
على مرأى من الأجساد المسندة
لا شأن لهم
بطين الحكايا
لا شأن لهم
بالزرقة الذبيحة على شفق
لا شأن لهم
بالنبع المقبور على حجر
لا شأن لهم
بالخيط الشفيف في العجين
لا شأن لهم
بالمناديل الآتية من نسج الليالي
كحطب السفر
لا شأن لهم بكل هذا المأوى
ولهم واسع النظر واللغط!

ـــ شاعر من المغرب