يوسف يلدا من سيدني: توفي يوم الأحد الماضي مصمم الرقص الفرنسي رونالد بيتيت، عن عمر 87 عاماً، في جنيف التي عاش فيها لأكثر من 15 عاماً، حسب ما أكدته مصادر من quot;أوبرا باريسquot;. وكان المصمم والراقص الأكثر

رونالد بيتيت في صورة إلتقطت له في كانون الثاني 2008

شهرة في عالم الرقص المعاصر، قد ضمّن لوحاته الراقصة العديد من مصممي الأزياء، من بينهم إيف سان لوران، في أزياء أبطاله، والرسام بيكاسو في تصميم المشاهد، والشاعر جاك بريفير.
ولد بيتيت في 13 كانون الثاني 1924 في فيليمومبل (شمال شرق فرنسا)، من أم إيطالية وأب فرنسي كان يملك كافتيريا في الحي الشعبي (لاس هالس)، في وسط العاصمة الفرنسية. وأول عمل راقص لبيتيت كان قد قدمه في مدرسة الرقص لأوبرا باريس، وعمره عشر سنوات.
وخلال مسيرته الطويلة، مرّ مصمم الرقص الفرنسي بباليه كامبوس إيليسيس (194599)، وباليه مارسيليا (1972 ndash; 1998)، وهوليوود التي عمل في أشهر مؤسسات الرقص الكلاسيكي فيها.
أسس رونالد بيتيت في عام 1948 (باليه باريس)، والتي قدم من خلالها (آنسات الليل) لمارغو فونتين، الى جانب العمل مع كازينو باريس، حيث صمّم، في عام 1961، عمله الفني الكبير عن زوجته وملهمته، النجمة الراقصة زيزي جينماري.

زوجة بيتيت، زيزي جينماري في باليه راقص من تصميمه

وقد جاءت لوحات بيتيت الراقصة، التي عكست تصوره المسرحي للباليه، لتغدو، وبسرعة فائقة، من كلاسيكيات الفن الراقص. وباليه (كارمن) الذي قدمه مع زوجته زيزي يمثل بداية لمسيرته الإبداعية في عالم الرقص وتصميم اللوحات الراقصة.
وعندما عاد من الولايات المتحدة، عمد رونالد بيتيت الى تكييف الكوميديا الموسيقية مع ذوق الجمهور الفرنسي، لينجز وبالتعاون مع (مجلة باليه باريس) عمله الفني ( مون ترك ان بلومس) لزوجته زيزي (1961 ndash; 1962)، وبعدها بأربع سنوات ذاع صيته من خلال عمله الرائع (مديح الجنون).
في العام 1970 تم تعيينه مديراً للرقص في (أوبرا باريس)، لكنه سرعان ما تخلى عن منصبه من أجل تقديم المزيد من العروض الضخمة في كازينو باريس. وبعدها قرر، مع زوجته، ترك عملهما هناك، في عام 1976.

لقطة من الباليه الراقص (كارمن) لرونالد بيتيت

وأثناء إنضمامه الى باليه مارسيليا (جنوب شرق فرنسا)، قدم بيتيت مجموعة من أروع الأعمال الفنية الراقصة، مثل: (باليه بنك ndash; فلويد)، و(القط ذو الحذاء الطويل)، و(السيدة المجنونة)، و(حبيبتي بافلوفا)، و(الفهد)، و(بحيرة البجع والساحرات).
وبعد تركه مارسيليا، إستمر في أعماله الإبداعية الجديدة في مجال رقص الباليه، ليقدم (كلافيجيو)، لتنال تصاميمه شهرة عالمية واسعة. وفي خريف عام 2010 عاد بيتيت الى (أوبرا باريس) ومعه أفضل ثلاثة أعمال في الباليه، وهي: (الموعد)، و(الذئب)، و(الشاب والموت).
تعد أعمال رونالد بيتيت في مجال تصميم رقصات الباليه ذات قيمة فنية عالية، لأنها إستلهمت حركاتها وموضوعاتها من أعمال كبار عمالقة الفن المبدعين في عالمنا المعاصر.