1 ـ المؤقت

في المؤقتِ تَسقي وتَسقي ولا ينبتُ العشبْ
في المؤقتِ لا الشرقُ شرقٌ ولا الغربُ غربْ
في المؤقتِ يبقى الغريبُ رهينَ حقائبهِ
ويؤجلُ نبضتَه القلبْ
في المؤقتِ لم يعترضْ أحدٌ من ضيوفِ المكانِ على قلةِ الملحْ
في المؤقتِ لا يشتري العابرونَ كتابا
ولا يحملونَ المزيدَ من الحاجياتِ
ولا يذهبونَ لأبعدَ من أولِ السوقِ
خشيةَ أن يذهبَ الوقتُ من دونِهم
في المؤقتِ بابُ الحقيقةِ نصفٌ
وإغماضةُ العينِ نصفٌ
ونارُ التوجسِ كلٌ ونصفْ
أيّها الدائمُ المستريحُ هناك
تُرى كيفَ طعمُكَ؟ كيف هو الصبحْ؟
كيف يضحكُ في فمِك الدائمونَ ولا يأبهون
كيف شكلُك؟
كيف تجلسُ فوق الأريكةِ ؟ كيف تنامُ
وكيف تبوحُ بلا وجلٍ
أيها الدائمُ ؟ ...

2 ـ العصفور
العصفورُ بأول حريتهِ
حين يطيرُ بعيدا ، يضحكُ في السر
فإذا صار بعيدا أكثرَ ، يضحكُ كالمجنونْ
يلهو ويقهقهُ حتى تدمع عيناه
العصفور العاشق يضحكُ من فرحٍ؟
يضحك من تعبٍ؟
أو يضحك من خمرة وحدتهِ؟
أحيانا يبدو منكسرا
فرط الندمِ القاتل إذ يتذكرُ ...
لكن ...
أجنحة العمرِ اهترأتْ
حتى لم تبقَ بها رفةُ صبحٍ آخرَ
والريشُ بلا لونْ
العصفور العاشقُ يجلسُ فوقَ أريكتهِ
مثل قتيلٍ باسلْ
وإلى جانبهِ القاتلْ

3 ـ شخص ٍ في المرآة ..


صديقي الغريبُ ..

ذكرتُكَ أمس ِ، ترى أين أمضيتَ ليلتكَ الفائتة؟

وأين أراضيكَ؟ كمْ موحشٌ أن تظلَّ بعيدا

تكابدُ صمتا وتعفو

وأعرف أنك فوق المسامير تغفو

لماذا فعلتَ بنفسك ما ليس يقدر أعداؤك الكثرُ

أن يفعلوه؟

حملتَ صخورَ العذاب ولم تسرق النارَ، هل أنت تثأرُ منك؟

صديقي الذي في المرايا أراكَ

وأفزعُ من ريحك الصامتة!

4 ـ عذابات القصيدة


ماذا أفعلُ

ألطاولة ُ امتلأت حبرا ً

وأنا من ليلة ِ أمس ِ

أدقّ عليها بالقلم ِ الميْت ِ ولا ينفع

حضرتْ كلُّ الأوجاع ِ

وسالَ القلبُ

ولم يأت ِ المطلعْ

عدت إليها ثانية ً، مئة ً ، ألفا ً

تلك الليلة َ كانت متعبة ً

جرّبت جميعَ الأوزان ِ، ولا شيءَ الليلة َ أكتبه ُ

ثمة َ أفكارٌ جائعة ٌ

أكلتْ كلّ ثمار ِ الروح ِ ولم تشبعْ ....