حاوره محمد الأزرق: عادل أزماط من الوجوه المألوفة في مدينة شفشاون، تراه متأبطا آلة التصوير يجوب الأزقة والدروب باحثا عن الضوء والظلال يلتقط الجوهري في العابر ويستبطن الجمال في الأشياء والجدران والطبيعة، يشحن صوره بشاعرية بالغة، واعيا أيما وعي بمدى خطورة أن تكون مصورا متميزا في زمن يعرف انفجارا هائلا للصور.

كيف بدأت علاقتك بالصورة الفوطوغرافية؟
علاقتي بالصورة بدأت ذات صدفة جميلة حيث عرض علي العمل كمصور فقط خلال فترة العطل بالموازاة مع الدراسة..رفقة السيد جعفر عسو لأجل الإستعانة على مصاريف الدراسة و ليس حبا في الصورة،. هكذا كانت الشرارة لتبدأ سلطة الصورة تتملكني في البداية عبر الفيديو ثم عبر الصورة الفوتغرافية.. خاصة مع ميلي الأدبي و الدراسي.. قبل ذلك كنت عاشقا متلقيا للصورة في كل تجلياتها، لكن أن أكون صانعا للصورة هذا ما لم أكن أتوقعه.
أعتقد أنه بعد الطباعة تأتي آلة التصوير كأعظم اختراع في التاريخ.. ذلك أن القبض على الزمن على اللحظة كان دائما هاجسا يؤرق الفكر الإنساني.. كذلك فالإنسان يفكر بالصورة ولا يفكر بالكلمات.. نحن مرتبطون بالصورة حتى أصبحت الآن نبوءة و لم تعد مجرد فن عابر فقد أضحت وسيلة و وسائل توجيه الشعوب و التاريخ من هنا تأتي أهمية الصورة.. في الخلق في التأثير و الأخطر في التوجيه..خاصة و أن الصورة في مستواها البسيط يفهمها الجميع ولا تحتاج إلى وسيط

كيف تقيم حركة التصوير الفوطوغرافي في مدينة شفشاون ؟

2 الحديث عن فن التصوير في مدينة شفشاون يجرنا للحديث عن تجارب فردية و ليس عن حركة فنية، لكن القاسم المشترك بين هذه التجارب هو انتماؤها للمدرسة الإسبانية بسبب احتكاك المصورين الشفشاونيين و تلقيهم أصول التصوير على يد مصورين إسبان، و لعل أهم الأسماء البارزة في شفشاون في هذا الميدان أذكر الفنان جعفرعسو الذي تلقيت على يده المبادئ الأولى، ثم الفنان أحمد بن الأمين الفنان المعروف ، كذلك أذكر الحولاني الذي سمعت عنه الكثير لكني في الحقيقة لم أرى أعماله بعد.. بعد هذه الأسماء تأتي موجة جديدة من الشباب لم تخرج عن النهج الفردي النازح نحو العصامية أكثر منه إلى التكوين العلمي..

ماهي المواضيع التي تفضل عدستك التقاطها؟
عن المواضيع المفضلة.، قد أقول أني لازلت في مرحلة و البحث و التجريب، لذلك أحاول أن ألامس جميع المواضيع و المدارس الفوتغرافية خاصة مع التطور السريع لهذا الفن.،لكن هناك مواضيع أحب الإستئناس إليها خاصة التصوير بالأبيض و الأسود، و كذلك تصوير حالات إنسانية هشة ، ثم هناك البورتريه..

هل لديك طقوس معينة وأنت تمارس التصوير الفوطوغرافي؟
لا توجد طقوس معينة لإلتقاط الصور فلكل مصور طقوسه كما أن لكل صورة ظروفها الخاصة..فهناك صور تعتمد على عنصر الصدفة. و أحيانا يشبه التصوير برحلة قنص بمطاردة الفريسة و أحيانا كذلك يشبه الصيد في البحر في اعتماده على رمي الطعم و التسلح بالصبر.. كما أن هناك صورا تفاجئك فلا تملك إلا أن تسارع إلى القبض عليها و إلتقاطها في برهة خاطفة من الزمن.. في حين هناك صور تعتمد البحث و الإعداد خاصة تصوير الأماكن التاريخية والعمران.. شخصيا أحاول أن أجرب البحث و الدراسة و التركيز على الصورة كيفما كانت ظروف الإلتقاط.

بمن تأثرت في مسيرتك الفنية؟
أقول أني ممن تأثروا بالمكان و ليس بالأشخاص تأثرت بمكون جمالي رائع إسمه شفشاون بكل ما تحمله هذه المدينة من حمولة تاريخية، فنية و عمرانية كذلك من تجارب انسانية هشة تركت بداخلى هذا العشق لشفشاون الروح و الصورة.

ما جديد أعمالك؟
أحاول التركيز على أشكال جديدة في تقديم الصورة خاصة عبر استعمال شبكة الأنترنت و التفاعل المباشر مع المتلقي. كذلك نشرت عملا كنت قد أسميته مقامات شفشاونية صوفية جمعت فيه بين الكلمة و الصورة. في جريدة الأندلس برس و موقع طنجة الأدبية.. كما أن لي العديد من الصورة نشرتها جريدة و موقع الأندلس برس.. أما عن الجديد فأني أعد الآن لمعرض في الشهور المقبلة كما أن هناك أفكارا أعمل عليها الآن من قبيل إصدار ألبوم صور يجمع ما بين الصورة و الكتابة. وثمة أفكار اخرى مع شعراء و كتاب نعد لها بتأن.