إعداد عبدالاله مجيد: تلقت جامعة اميركية في ولاية كاليفورنيا تمويلاً لتنفيذ مشروع بحثي باستخدام تكنولوجيا متطورة للتعرف على الوجوه هدفه حل ألغاز تحيط بأعمال فنية مشهورة. وقال البروفيسور كونراد رودولف استاذ تاريخ الفن القروسطي في جامعة كاليفورنيا إنه استوحى الفكرة من عمل خبراء الأدلة الجنائية والمسلسلات التلفزيونية التي تتناول هذا اللون من القصص البوليسية لاستخدام تقنيات التعرف على الأشخاص الحقيقيين في لوحات مثل رائعة الفنان الهولندي يوهانسن فيرمير quot;الفتاة ذات قرط اللؤلؤquot;، ولوحة quot;الفارس الضاحكquot; للفنان الهولندي فرانس هالس أو آلاف البورتريهات والتماثيل النصفية التي ضاعت هويات اصحابها.
ومن المقرر أن يبدأ العمل على تنفيذ المشروع في غضون شهر أو نحو ذلك. ويستخدم محققو الشرطة وخبراء الأدلة الجنائية برمجيات للتعرف على الوجوه بقياس قسمات وملامح أساسية مثل حساب المسافة بين العينين أو المسافة بين الفم والأنف. وتعتبر مثل هذه السمات في الواقع فريدة مثل بصمات الاصابع تقريبًا. ويأمل البروفيسور رودولف باستخدام التقنية نفسها في التعرف على هويات الكثير من الوجوه في اعمال فنية سواء أكانت لوحات أو تماثيل نصفية.
وما زال العديد من الأشخاص في لوحات مشهورة مجهولي الهوية مثل الفتاة ذات القرط اللؤلؤ، بورتريه القرن السابع عشر الذي اقتبسه فيلم سينمائي بطولة سكارليت جوهانسن. وفي بريطانيا على سبيل المثال هناك 14 لوحة معروضة الآن في غاليري البورتريه الوطني في لندن لا تُعرف هوية اشخاصها. وكان يُعتقد أن الكثير من هذه اللوحات لشخصيات تاريخية مثل الملكة اليزابيث الاولى ولكن هوياتها موضع خلاف الآن. ويصح الشيء نفسه على العديد من لوحات موضوعها شكسبير على ما يُفترض مثل بورتريه شاندوس نسبة الى جيمس بريدجيز دوق تشاندوس الذي كان من اوائل مقتني اللوحة أو لوحة كوب التي تمثل بورتريه جنتلمان يُقال إنه شكسبير واقتناها الأسقف تشارلس كوب.
ويتطلب التعرف على هوية الشخص المرسوم في بورتريه مقارنته مع هوية شخص معروف آخر في لوحة منفصلة. ونقلت صحيفة الاوبزرفر عن البروفيسور رودولف أنه يعتزم استخدام تقنية أخرى في علم الأدلة الجنائية تقوم بتكبير سن الشخص الذي يراد التعرف على هويته. وتُستخدم في التحقيقات الجنائية صور اطفال مفقودين في برمجيات ترسم وجوههم كما سيبدون بعد سنوات على فقدانهم. ويمكن استخدام تكنولوجيا تكبير السن لمعرفة ما إذا رُسمت الفتاة ذات القرط اللؤلؤ مرة أخرى وهي امرأة اكبر سنًا قد تكون هويتها معروفة.
ولكن الى جانب الأعمال الفنية المشهورة، فإن هناك حشدًا من الأشخاص المجهولين الذين يمكن التعرف على هويتهم. وكان النبلاء والارستوقراطيون قبل القرن التاسع عشر كثيرًا ما يدسون أنفسهم أو افراد عائلاتهم أو اصدقائهم في لوحات تصور اماكن مكتظة ليكونوا وجوهًا في الزحام دون أن ينتبه أحد الى اصحابها.