&
وحده قد مشى
عابرا شارعا وطأْتْـهُ الحشود العريضةْ
تائها ، حائرا ، ساهما
يُمَنّي الوصولَ الى المبتغى
ولا مبتغى
راح يسألُ اهلَ المدينة مسترشدا
اما من مجيبٍ شفيـق
لماذا أتوهُ وأنتم دليلي ؟
أجابوه انّ السؤال مذَلّـة
ولو عن خفايا الطريق
**********

وحده قد غرق
زاحمتهُ الخفافيشُ ليلاً
لتأكل بعض البراز
ومن زبد البحر زاداً
يُـقـوِّمُ& تحليقَــها فوق سقفِ الكهوف
جاءه هاتفٌ من بعيد :
لاتكـنْ عبْـدَ جُـحْرِك
لعلك أعزل من ان تكون شجاعا
غصَّ في البحر أعمق& تلْقَ الدررْ
وفي كبد الحوت رائحةٌ من هوى يونسٍ
فهلاّ توغّلتَ في جوفهِ
لِتنزعَ عنهُ القساوة والمقتَ والغِلَّ&
من قلب هذا الحجرْ
*********

صبره قد وهـنْ
فمازال ينتظر الماء حتى يفيضْ
لَحَمتْ كفّهُ لصقَ وجهٍ دميمٍ بَـذِيءْ
وطوفانهُ لا يجِيءْ
يخافُ انتشارَ الوباءِ ويعلو العفن
يخافُ اكتساحَ الدماء ويطفو الدرَن
هي الارضُ مشتاقةٌ لاشتداد الوبالْ
لتقطعَ حبل اللقاء وبتر الوصال
بين قيلٍ كريهٍ ، وأكوامِ ثرثرةٍ واقتتال
بين صحوٍ لركلِ العقول وهدم المحال
********

وحدهُ قد بكى
دمعهُ سافحٌ مثل نهرٍ حزين
مولعٌ& كالغريب البعيدِ ، يداري الأنين
ويُخفي التوجّعَ والشوقَ عند اشتداد الحنين
ليتهُ لم يعِشْ عمرَهُ ها هنا
بيتهُ هوّةٌ ، قاعُها يحتويه الكلاب
ماؤهُ آسِنٌ مرتعٌ للذباب
زادُهُ ماتقيءُ الوحوش وترمي الذئاب
نسلُهُ من مخيض الزناة ونسلِ القحاب
فرْشُهُ يابسٌ من دمٍ& آثِـمٍ واغتصابْ
فـقْـهُهُ عالـقٌ بين مهبلِ أنثى ولثْـمِ الرضاب
أمسُهُ عاثرٌ ، قافزٌ ،منفِـرٌ ، مثل مَـشْيِّ الغرابْ
كذبةٌ من ضَلالٍ مشتْ عقربا في اليباب
لدغتْ كلّ ما فيهِ سُمّاً مزيجاً بحلوى العذاب
رهبةً بالوعيدِ وسيل العقاب
فلا من حنـوٍ وعـزفٍ
ومغنى الفؤادِ ورقص الرّباب
فأفٍّ وأوفٍ وحيفٍ وخوفٍ وتُفٍّ
ورجفٍ وقصفٍ بأرض الخراب
علامَ مقامك بين اليباب ؟!
إلامَ تظلّ حزينا معنّى
تضمّخُ كفّيكَ حنّاءَ نذْرٍ على كلّ باب
وداعاً ، فلا ملتقى ولامشتهى& للصحاب
&موطنٌ عاف كلّ الجنائنِ قفراً
نابشاً في الثرى قبْـرَهُ
وانزوى داجناً في التراب

[email protected]
&