بغداد: احتضنت قاعة عشتار التابعة لدائرة الفنون التشكيلية في مبنى وزارة الثقافة المعرض الشخصي الخامس للفنانة التشكيلية العراقية رنا الطائي الذي حمل عنوان (تجلي امرأة).
& أهدت الفنانة التشكيلية رنا الطائي لوحات معرضها الى (آدم)، مؤكدة ذلك في عبارة صريحة كانت تحتل مساحة من البوستر التعريفي للمعرض قالت فيها: (قد تطلب منك حواء تفاحة حمراء او صفراء وربما خضراء، لكنها وهبتك العمر كله)!!، مشيرة الى لوحاتها تتباهى بالمرأة.
وضم المعرض الذي هو الشخصي الخامس للفنانة الشابة (15) لوحة بقياس متر لكل لوحة، تميزت بالوانها البهيجة والزاهية وقد مزجت ما بين التعبيرية والسريالية على الرغم من تأكيداتها انها لم تتأثر بأي رسام عالمي.
محاكاة لاحلام المرأة
وقالت رنا لـ (ايلاف): كل اللوحات مرسومة عام 2014 ولكن لم يسبق لي ان عرضت اية لوحة منهن، واللوحات تحاكي احلام امرأة وتجلي امرأة، اللوحة الاولى كانت التجلي، وانا اعني بها الاشراقة والنهوض للمرأة وانا هنا اؤكد على ان المرأة تظهر دائما، وهذه المرأة هي حلمي وحلم اية امرأة عربية او عربية، حيث انني سأنقل المعرض هذا الشارقة لكي اعطي انطباعا ان حلم المرأة العراقية هو نفسه حلم المرأة العربية، اما الشعار الذي وضعه للمعرض فهو ان المرأة طلبت تفاحة ولكنها وهبت عمرها كله لادم، المعرض مهدى الى ادم.
واضافت: المعرض مختلف عن اعمالي على الرغم من ان مسيرتي واقعية خيالية وهي الاساطير والقصص ولكن هذا المعرض كان للمرأة فقط،فهي احلام طفولة واحلام شباب وكل حلم حلمته في حياتي كان هنا.
وتابعت: لم اتأثر بفنانين عالميين، فالمعرض كله عبارة عن صورة فوتوغرافية لشخصيات حية انا اعرفهن من صديقاتي او غيرهن فجسدتهن داخل المعرض، كما انني لم اكن انانية في رسوماتي، بل هو عرفان وحب للمرأة لانها الام والصديقة والزوجة ولكنه في النهاية مهدى الى ادم.
آراء فنانين ونقاد
الى ذلك تابعنا المعرض من خلال مشاهدات واراء عدد من الفنانين والنقاد الذين اطلعوا على اللوحات وتشكلت لهم تصورات عنها.
فقد اكد الفنان والناقد قاسم العزاوي ان اكثر ما لفت انتباهه في المعرض الوانه البهيجة، وقال: تنوعت اساليب الفنانة رنا في هذا المعرض ورؤاها، اساليبها المدرسية التشكيلية، وقد اشتغلت كثيرا بمقاربات الواقعية وكذلك التعبيرية اضافة الى ان بعض اللوحات فيها مقاربات سريالية، واعتقد ان الفنانة بحاجة الى بصمة لتنتقل من اسلوب الى اسلوب اخر فهي تمارس اسلوبا واحدا بعد ان تتقنه وتشبع عين المتلقي ثم تنتقل الى اسلوب ثاني، لكن على الرغم من هذا كانت الوانها بهيجة ومواضيعها جميلا، بمعنى انها اضفت جمالا على اعمالها التشكيلية وعلى منجزها البصري.
واضاف: اللوحات بأحجام جيدة وبإطارات جيدة ايضا وقد استخدمت خامات الاكرليك وبعض المواد الاخرى ومنها الزيت ولكن اغلب اللوحات بالاكرليك التي تكون سهلة التصحيح والتصويب، انه معرض جيد في هذا الظرف غير الجيد.
اما الفنانة التشكيلية ندى الحسناوي فقد اشارت الى جمالية الفكرة، وقالت: لمحت التعبيرية في مجموعة اعمال وتعطي ايحاءات لموضوع واقعي لكن هنا اختلف الموضوع بأمرأة ورجل بصيغ مختلفة سواء في تكوينات لونية او مفردات بسيطة بغدادية بين الوردة والمرأة، وهناك الاجواء السمائية، كما انها ادخلت عالم الباراسايكلوجي على النزعات السريالية، هذا ما احسست، وبالمجمل انها ارادت ايصال فكرة معينة خاصة بها كامرأة عراقية.
واضافت: مواضيع النساء فيها نوع من التشابه وبما انها فنانة من هذا الزمان، اعتقد ان الفكرة حلوة، وبصراحة احببت المعرض واتمنى لها التوفيق.
اما الفنانة بان عبد اللطيف فعبرت عن اعجابها باللوحات، فقالت: رنا فنان معروفة، ولسنا هنا لنعرف بها، لكنها في هذا المعرض قدمت بصمة جديدة باسلوبها وطرحت فكرة جديدة ورؤية جميلة جدا حول تجليات المرأة تجاه الرجل، اي انها قدمت نظرة ايجابية لعلاقة المرأة بالرجل دون التحيز العنصري، كما انها قدمت الجانب الفكري والانساني عند المرأة، هناك خط رومانسي واضح في اعمالها السابقة ولكنها هنا قدمته بأسلوب عقلاني.
&فيما اكدت الفنانة دينا القيسي ان رنا اظهرت دواخلها في اللوحات، وقالت: رنا صديقتي، وبصراحة هناك ثلاث لوحات لامست مشاعري من اعمال المعرض، ربما توارد خواطر ولكنني شعرت ان الذي قصدته موجود بي.
واضافت: معرضها هذا مختلف عن بقية معارضها حتى وان كانت اختلافات طفيفة لكن اثرها واضح، ثم انها دائما تشتغل على المرأة ولكن هذه المرة اشتغلت على نفسها، ابرزت دواخلها وفي كل لوحة تحس ان هنالك مشكلة او عاطفة معينة او شعور معين واشعر انها متطورة عن معارضها السابقة، وان شاهدت تواصل نجاحها ونحضر معرضها العشرين.
من جانبه اكد الفنان التشكيلي حسن الصباغ على تميز الفنانة، وقال: عودتنا الفنانة رنا على اقامة المعارض المتميزة دائما ولها اسلوبها الخاص، وفي هذا المعرض ابتعدت عن الاسلوب البغدادي الذي اعتادت عليه وصارت تدخل في المدرسة الحديثة للفن التعبيري وهذا تحول كبير في حياتها الفنية وانا ابارك لها هذا الجهد.
&واضاف: اثار انتباهي تركيزها على موضوع المرأة في المعرض هذا بالذات، هذا الكائن اللطيف اكدت عليه بلمساتت تعبيرية قوية جدا، وما لفت انتباهي ايضا وجود رموز سريالية لكنها اتخذت المدرسة التعبيرية اساسا لعملها.
&الى ذلك اشار الناقد علي حمود الحسن الى الالوان المشرقة في اللوحات وقال: المعرض تنويع اسمته الفنانة (تجلي امرأة) والفكرة منه ان الاحلام التي يفترض ان تحلم بها المرأة او احدى امانيها التي تحلم ان تحققها، ونجحت الفنانة عبر اسلوب اقرب الى الواقعية الفتازية او السحرية بعيدا عن ترف ماركيز.
واضاف: الفكرة والالوان مشرقة وفكرتها تحكي عن احلام النساء العراقيات فأضفت نوعا من البهجة على الموضوع وقد ابعدت احزان ومكابدات المرأة المستديم من السومريين الى الان، وربما السبب في هذا ان الفنانة، كما يبدو، تمتلك طاقة تتمثل في شحنة من الامل ومن دفق الحياة، والدليل انني عندما سألتها لماذا لا نرى مكابدات المرأة العراقية قالت انها حتى هذه المحاولة تحاول ان تنقلها بصورة طيبة.
وتابع: هذا نوع من اشتغال الفنان على منطقة خاصة وتتميز الفنانة بالوانها الحميمة والجميلة وخطوطها واضحة وبسيطة وتضفي بهجة على من يشاهدها.
&
التعليقات