يوميات أيس!&

اجتاح الوحوش أيس،& لا ندري من أين جاءوا، لكن وجوههم البشعة ليست غريبة كما يقولون،& سبق لي أن رأيتها في كوابيس طفولتي تخرج من كتب وخزائن السحرة والمنجمين والمبجلين، وكل الرجال الذين قرروا مصائرنا!
&جدران بيوتنا تتهاوى، وعبثا تهب أضلاعنا لإسنادها!
&والليالي ثقبت بالرصاص، وأضحت خياما ممزقة.
&سرنا على أشلاء بعضنا، وعلى قلوبنا، وكنا نريد أن نوصل أطفالنا ضفة النهر، وكان بعيدا!&
قالوا إنها خطى كتبت علينا!
ألم تجد الأقدار شيئا تكتب عليه حكاياتها التعيسة غير حدقات أطفالنا؟
&هل غادر الله سماءه؟ أم إنه ليس هناك أصلا؟ هل انقلبت الكلمات كلها كما تنقلب الثعالب على ظهورها، وكان علينا أن ندخل هذا الجحيم لنعرف الحقيقة؟
ألقت الجدة سجادة الصلاة، وسبحتها، وحملت متاع طفل لا تعلم إنه مات تحت الأنقاض، ومضت معهم إلى التيه!&
&
نواعير أيس!
حين كانت نواعير أيس تبعث في الليل أنينها كغيمة تتبعثر في السماء!&
يعرف الناس أن جنازة غدا ستخرج من البيوت الصامتة. أو ستأتي بها سيارة من بعيد!
فيذهب الحفارون إلى المقبرة مبكرين.
&لسنين طوال يتلقى الناس أنباء موتهم من دورة الخشب على الصخر ممزوجا برائحة زيت السمك المحترق!&&
نادرا ما تكذب النواعير في مدينتنا، نادرا حقا!
&مرة واحدة كذبت! بعثت في ليلة مقمرة أصواتا تشبه الزغاريد!
وسارت في الريح موجة من شذى الجوري وطلع النخل!
&فرحت الفتيات اللواتي طال انتظارهن، وتلمسن صدورهن!
&كثيرون قالوا: سيعود الرجال من غيابهم ونقيم الأعراس!
&لكن المدينة ظلت على صمتها المثقل بالغبار!
اكتشف النجارون أن خشب النواعير قد تشقق، وعليهم أن يبدلوه!
شاعر قديم من أيس&