كان تشارلز الأول ملكًا أسطورة، حاكمًا أراد حرمان الشعب البريطاني السعادة والحرية، وتحدي سيادة القانون. لكن الشعب والنبلاء قطعوا رأسه، ودفنوه تحت الثلج. في هذا الكتاب سيرة هذا الملك الأبيض بتفاصيلها كلها.
إيلاف: للملك تشارلز الأول الذي أُعدم خلال الحرب الأهلية الانكليزية في القرن السابع عشر أبضاعًا محفوظة في ذخائر داخل أبنية متعددة في طول البلاد وعرضها.هذه الأبضاع هي في أحيان كثيرة خصلات قُصت من شعر رأسه المفصول عن جسده حين كان بعدُ على خشبة الإعدام.
&بنظر من يحتفظون بهذه الخصلات، كان تشارلز شهيد كنيسة انكلترا. من القصص التي روّجت عنه أنه تُوّج بالبياض، ودُفن تحت غطاء من الثلج، ومن هنا عنوان سيرة حياته التي نُشرت حديثًا "الملك الأبيض: مأساة تشارلز الأول" White King: The Tragedy of Charles I &(المكون من 432 صفحة؛ منشورات تشاتو أند وينداس؛ 20 دولارًا) بقلم لياندا دي لايل.
ظل الله
لكن تشارلز الأول بنظر آخرين ملك أسطورة، حاكم أراد أن يحرم الشعب السعادة والحرية، وأن يتحدى سيادة القانون. تقول دي لايل إن هذه الألقاب والأوصاف ليست معروفة اليوم، وتأمل بأن تثير الاهتمام بموضوعها.
&سيرة تشارلز الأول ظالمًا ومطلومًا |
في الواقع، ما كان تشارلز الأول ببراءة الحمل الوديع ولا بفظاعة الطاغية السفاح، بل كان متسلطًا عنيدًا خرج عن مزاج ممالكه الثلاث، ورفض التكيف مع روح تلك الفترة. وكان مقتنعًا، كما أكد في آخر خطبة له، "أن الرعية والعاهل شيئان مختلفان تمامًا".
عملًا بهذا الرأي، كان تشارلز يفرض على شعبه أن يمنحه قروضًا ويراقب ما يقوله رعاياه ويقطع آذانهم، ويجبر الجنود على السكن في بيوتهم بدلًا من ثكناتهم، ويعلن الأحكام العرفية لأنه "ظل الله في الأرض". وتمكن من إدخال مستويات "كاثوليكية" من الحسية على الشعائر الدينية، واضطهاد الذين لم يمتثلوا، وفرض كتاب صلوات جديدة على الإسكتلنديين من أتباع الكنيسة المشيخية، لأنها كنيسته.
تحدى البرلمان في صيف 1642، ورفض السلام مقررًا استئناف الحرب في عام 1648 لأن "إله المعارك" لا بد من أن يقف بجانبه. لكنه هُزم، فقُدم للمحاكمة. رفض الدفاع عن نفسه، لأنه كان يعتقد بأن لا ولاية دنيوية تعلو على ولايته. وفي 30 يناير1649، مات وانتهى معه مفهوم الحكم الملكي بالحق الإلهي.
&
في حين أن دي لايل المختصة بدراسة الفترة التي حكم خلالها آل تيودور تبدي قدرًا كبيرًا من التساهل مع تشارلز، فهي لا تتجاهل مثالبه وتراهشخصية مأساوية، "ملكًا صاحب مُثُل عليا، يوحي بقدر كبير من الولاء"، لكنه ضيق الأفق وبلا سليقة سياسية.
الشقية الكاثوليكية
تكتب دي لايل أن بعد انهيار الرقابة وانتشار كتابة العرائض والنشرات الإخبارية، واجه تشارلز ضغوطًا من الشعب ومن النبلاء أيضًا. امتنع النواب عن التصويت على تجريد وزير تشارلز المكروه اللورد سترافورد، فأُدينوا بوصفهم "أعداء الشعب".
على النقيض من الدراسات الشائعة عن تلك الفترة التي تتجاهل أحيانًا العامل الديني، فإن كاتبة سيرة تشارلز الأول لا تنتبه إلى دور اللاهوت فحسب، بل وإلى السياسة في الدين أيضًا.
تقول إن العداء للكاثوليكية، أي تضافر الكراهية الدينية وكراهية الأجانب ورعب الاستبداد الأوروبي، تركز على الملكة هنريتا ماريا، زوجة تشارلز"الشقية الكاثوليكية القادمة من فرنسا"، في إشارة إلى مجيئها إلى انكلترا حين كانت في الخامسة عشرة يرافقها 28 قسًا كاثوليكيًا، وعهد بالعمل "من أجل حرية الكاثوليك" في انكلترا.
لم تفعل الملكة شيئًا لمواجهة الصيت الذي ذاع عنها بأنها "حصان طروادة". لكن التشهير بها كان ملوثًا بكراهية المرأة، كما تكتب دي لايل.
بمساعدة رسائل ملكية غير منشورة، تعيد الكاتبة إلى هنريتا ماريا إنسانيتها. وتصورها امرأة تفهم معنى أن تُثكل بابنها حين فقدت طفلها الأول، ومفاوضة وراء الكواليس، وعندما اندلعت الحرب الأهلية أعلنت نفسها قائدة عسكرية، ثم تاجرة سلاح، وهاربة في أعالي البحار فضلت تفجير سفينتها على أن تؤخذ رهينة.
كما إن سيرة حياة تشارلز الأول كتاب مصور على نحو يليق بالملك الذي كان يتذوق الجمال. فهو لم يكن رجلًا عمليًا، لكنه كان من الفطنة ليرتدي قميصًا إضافيًا في ذلك اليوم الثلجي الذي أُعدم فيه بقطع رأسه.
تشير دي لايل إلى الفرح والرعب عندما تحرك مقتنو الآثار بمقصاتهم لأخذ خصلات من الرأس الذي تدحرج على خشبة الإعدام.&
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "تيليغراف". الأصل منشور على الرابط:
http://www.telegraph.co.uk/books/what-to-read/did-charles-deserve-lose-head/
التعليقات