تسعى السلطات الأوكرانية في خضمّ الحرب التي تخوضها ضد روسيا إلى السيطرة على مقرات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في العاصمة كييف، تعتبرها موالية لموسكو.

وفي السادس من شهر يوليو-تموز الحالي، قامت الأجهزة الأمنية بمداهمة عدة بنايات يقيم ويعمل فيها رجال دين أرثوذكس لا يخفون علاقتهم الوطيدة بالكنيسة الأرثوذكسية في موسكو.

وكان عشرات من رجال الدين الأرثوذكس، ومن طلبتهم قد غادروا كييف في نهاية شهر مارس-آذار الماضي بعد أن شددت عليهم السلطات الرسمية الأوكرانية الرقابة، وهددتهم بالطرد باعتبارهم عملاء" لنظام بوتين، و"جواسيس" يعملون لصالح وكالاته الاستخباراتية.

وقال طالب رفض المغادرة لجريدة "لوموندّ الفرنسية: "أرفض المغادرة... والدير هو بيت رجال الدين... لذا سيظل مفتوحًا رغم أنف السلطات". إلاّ ان الأجهزة الأمنية تمكنت من السيطرة على بعض المقرات في حين ظلت مبيتات الطلبة ورجال الدين مفتوحة. ويقول طالب آخر لنفس الجريدة إنه لا يفهم سبب الإجراءات التي تتخذها السلطات الأوكرانية تجاه الكنيسة الأرثوذكسية رغم أنها لم تورط نفسها في أيّ عمل سياسي أو دعائي يخدم مصالح موسكو.

ويضيف هذا الطالب قائلا: "يعرف العالم بأسره أن كنيستنا مستقلة، وليست تابعة لأي نظام".
أما بالنسبة للسلطات الأوكرانية، ولنسبة كبيرة من الأوكرانيين، فإن الكنيسة الأرثوذكسية تخدم في الخفاء نظام بوتين، وتمده بمعلومات دقيقة ومفصلة عن الأوضاع في البلاد، بما في ذلك الوضع العسكري.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعليقات تطالب السلطات الأوكرانية بالحذر من رجال الكنيسة الأرثوذكسية لأنهم "عملاء" لموسكو.

وعلى موقعه، نشر وزير الثقافة الأوكراني صورتين قال إنه عثر عليهما في مقرات رجال الدين الأرثوذكس...، الأولى لنيقولا الثاني، آخر الأباطرة الروس، والثانية لزوجته ألكساندرا وذلك للتأكيد على الارتباط الوثيق بين الكنيسة الأرثوذكسية في كييف وموسكو.

وأمام كنيسة أرثوذكسية، كانت سيدة تصلي ماسكة بصليب من خشب. وقد أثارت صلاتها غضب بعض المارة. وعلى أحدهم سألها لماذا تصلي، أجابت بأنها تصلي من أجل السلام. فكان رده على جوابها: "الأفضل أن تصلي لأرواح ضحايا الجيش الروسي".