إيلاف من الرباط: تستعد جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، للاعلان عن خارطة طريقها الاستراتيجية الجديدة للفترة 2025-2026 تحت شعار "هي الدافعة: هي المنتجة للقيمة".
ويجسد هذا البرنامج الطموح رؤية جريئة لتعزيز دور النساء المقاولات في خلق القيمة الاقتصادية والاجتماعية المضافة في المغرب.

يرتكز برنامج "هي الدافعة" على ثلاثة محاور تكمل بعضها البعض، ويتعلق الأمر بـ: برنامج "هي المتعلمة"، وهي عبارة عن منصة تعليمية إلكترونية تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ وبرنامج "هي المقاولة"، وهو عبارة عن آلية لمواكبة النساء حاملات المشاريع المبتكرة؛ وبرنامج "هي المصنعة" وهو عبارة عن مبادرة موجهة لإدماج النساء في القطاع الصناعي.

وتقدم هذه المبادرات الثلاث المُهَيْكِلة، حلولًا تلائم احتياجات النساء المقاولات المغربيات، تماشيًا مع التحديات والمعطيات الواقعية على الميدان.
وسيتم الإطلاق الرسمي لهذه المبادرات الاستراتيجية، يوم الجمعة 13 ديسمبر الجاري بمقر جهة الدار البيضاء-سطات.

وسيجمع الحدث مجموعة واسعة من الفاعلين، من بينهم شركاء من القطاعين العام والخاص، صناع القرار السياسي، ونساء مقاولات من مختلف أنحاء المملكة. وتشمل قائمة الشركاء والداعمين الرئيسيين لهذه المبادرة، كلا من وزارة الصناعة والتجارة، وجهة الدار البيضاء-سطات، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومؤسسة "تمويلكم"، والبنك العقاري والسياحي، والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية.

تعكس هذه المقاولات التزامًا مشتركًا بدعم التمكين الاقتصادي للمرأة. وفي سياق ذلك، قالت ليلى الدكالي، رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب إن "هذه المقاولات تمثل إرادة وطنية ودولية لدعم ريادة الأعمال النسائية، بما يتماشى تمامًا مع أولويات النموذج التنموي الجديد، وأهداف التنمية المستدامة".

ويقترح البرنامج الأول "هي المتعلمة"، والذي تم تطويره بدعم من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، منصة رقمية مبتكرة تجمع بين محتويات تعليمية في مجالات الإدارة والتسويق الرقمي والتكنولوجيا الحديثة، مع تقديم مواكبة شخصية/فردية، يشرف عليها متخصصون في الذكاء الاصطناعي.
يهدف هذا البرنامج إلى تزويد النساء المقاولات بأدوات للمرونة التعليمية، مع تمكينهن من تطوير المهارات الأساسية لنجاح مشاريعهن.

أما البرنامج الثاني "هي المقاولة"، والذي تم إعداده بشراكة مع جهة الدار البيضاء-سطات، هو عبارة عن حاضنة أعمال تحمل اسم "بداية"، حيث يركز هذا البرنامج على دعم حاملات المشاريع صاحبات المقاولات الناشئة. يشمل البرنامج المواكبة المكثفة من خلال التكوينات المتخصصة، والاستفادة من خبرات الموجهين والخبراء والمستثمرين، ومن أدوات تكنولوجية لتوجيه النساء المقاولات في مختلف مراحل إنجاز مشاريعهن.
ويهدف البرنامج إلى خلق مقاولات ذات إمكانات نمو عالية وتسريع الابتكار على مستوى جهة الدار البيضاء-سطات.

وأخيرا، هناك برنامج "هي المصنعة"، الذي تم تصميمه بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة، حيث يستهدف هذا البرنامج تعزيز إدماج النساء في القطاع الصناعي. ويجمع بين التكوينات التقنية، تسهيل الوصول إلى التمويل، والتشبيك لدعم إنشاء مشاريع صناعية مبتكرة ومستدامة. والطموح هنا هو تمكين النساء من أن يصبحن فاعلات رئيسيات في مسلسل التصنيع الذي يشهده المغرب، مع تعزيز وصولهن للأسواق الوطنية والدولية.

تبعا لذلك توضح الدكالي أن برنامج "هي الدافعة" يسعى إلى تحقيق تحول هيكلي في منظومة ريادة الأعمال المغربية من خلال تعزيز التميز والابتكار والشمولية لفائدة النساء في القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد الوطني. كما يتطلع إلى الوصول إلى آلاف النساء عبر المملكة، مع تحقيق تأثير ملموس في خلق فرص العمل، تطوير مشاريع مستدامة، وتعزيز القيمة الاقتصادية.

وعلى سبيل المثال، يهدف برنامج "هي المصنعة" إلى تمويل 180 مشروعًا صناعيًا. أما محور"هي المتعلمة" فيطمح إلى مواكبة مئات النساء عبر مسارات تكوينية مرنة ومُخصّصة.

ويعتمد البرنامج أيضًا على التكامل الاستراتيجي للتكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتحديث الوصول إلى الموارد وتعزيز تنافسية النساء المقاولات على المستوى الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث سيشكل منصة للحوار والتعاون بين مختلف الفاعلين في منظومة ريادة الأعمال. وتسعى جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب، من خلال هذه المبادرات، إلى إعادة تعريف معالم ريادة الأعمال النسائية، وترسيخ دور النساء كرائدات وقائدات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.

يشار إلى أن جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب تأسست سنة 2000، وهي أول منظمة نسائية مغربية تحصل على شهادة ISO 9001:2008. يقع مقرها الرئيسي في الدار البيضاء ولها 7 فروع جهوية.

تعمل الجمعية على النهوض بريادة الأعمال النسائية، ومواكبة النساء رئيسات المقاولات في تطوير مشاريعهن وتثمين أدوارهن على المستويين الوطني والدولي. كما تدافع الجمعية عن مصالحهن في مراكز اتخاذ القرار وتشجع بقوة إطلاق النساء للمشاريع والإشراف عليها.