استقرار المنطقة مفتاح تقدمها الاقتصادي
الامارات تجتذب ثلث الاستثمارات الاجنبية في الدول العربية


بهاء حمزة من دبي

اكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الاماراتي على على أن الإمارات ستبذل جهودا كبيرة لتوفير مناخ أمن ومستقر وشفاف ومشجع للاستثمار وذلك رغبة في مضاعفة حجم الاستثمارات الاجنبية فيها والتي بلغت وفقا لاحصائيات العام الماضي 10 مليارات دولار أي ما يعادل ثلث الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تدفقت على العالم العربي باكمله مشيرا الى ان النمو سيرتفع أكثر بالمنطقة لو كنا في منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وفيها استقرار وأمان وأضاف للأسف إننا نعيش في منطقة تشهد عدم استقرار وتمر بظروف مختلفة كما نرى في العراق ولبنان وفلسطين في الوقت الذي نمتلك فيه التزاما تجاه شركائنا بتوفر الاستقرار والطمأنينة .


واضاف خلال افتتاحه أعمال الاجتماع السنوي لمجلس الأعمال العربي في ابو ظبي بمشاركة أكثر من 70 شخصية من قادة الأعمال في العالم العربي إلى جانب وفود حكومية رفيعة المستوى من مختلف أرجاء المنطقة أن دولة الإمارات شرعت منذ سنوات في إدخال تغييرات كبيرة ومهمة طالت مختلف جوانب المجتمع بغية تحرير القطاعات الاقتصادية وحفز روح المنافسة والشراكة في جو يكفل النمو للقطاع العام والخاص على حد سواء.


وقال ان العقد الماضي شهد إجراءات جريئة لتحقيق المزيد من الانفتاح الاقتصادي الأمر الذي انعكس بجلاء في معدل النمو الذي تشير التوقعات إلى انه سيبلغ هذا العام زيادة بنسبة 23 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي مع التأكيد أن مساهمة قطاعي النفط والغاز لا تتجاوز 30 في المئة. وأكد على أن دولة الإمارات ترحب بالاستثمارات الأجنبية المباشرة لكنه أشار إلى وجود الكثير من التحديات والإجراءات التي تعترض سبل تعزيز هذه الاستثمارات.


وشدد على الدور الحاسم والأساسي للقطاع الخاص داعيا هذا القطاع في البلدان العربية للاضطلاع بهذا الدور الحاسم. وقال في تصريحات نقلتها وكالة انباء الامارات ان هناك مشاريع في أبوظبي تتطلب المزيد من الاستثمارات العربية المباشرة داعيا رجال الأعمال العرب إلى استكشاف الفرص المتاحة بالتعاون مع القطاع الخاص في الإمارات.


واشار وزير الخارجية الاماراتي الى ان موقع المنبر الاقتصادي العالمي يؤكد أيضا أنكم ملتزمون تماما بالعمل على تعزيز القدرة التنافسية لاقتصاديات دولنا العربية فضلا عما تبذلونه من جهد مقدر لتوفير الأدوات الضرورية في بلدانكم للمنافسة في عصر العولمة الاقتصادية والمساهمة في تنمية وتطوير مجتمع الكفاءة والمساواة.


وطالب الوزير الاماراتي بضرورة التركيز على التنمية المستدامة حتى تحقق أهدافها الرئيسة التي بدورها لن تتم إلا في مجتمعات توفر مناخا لتحرير إمكانات وطاقات المنافسة من قبل حكومات تثق بقدرات شعوبها المتحررة من الحروب والنزاعات بما يمكنها من صياغة حياتها في فضاء من الحرية والتسامح.


من جانبه تحدث رجل الأعمال الإماراتي حسين النويس عن الرؤية المستقبلية لأبوظبي التي تشهد نقلة اقتصادية نوعية ودعما حكوميا كبيرا للقطاع الخاص من حيث التشريعات وإعطاء الفرص الاستثمارية المناسبة موضحا أن القطاع الخاص في الإمارات شريك للتنمية وأن الحكومة بدأت تخلق الفرص من خلال خلق مؤسسات فاعلة مثل مجلس أبوظبي الاقتصادي الذي يعد نموذجا للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتطوير العمل الاقتصادي وتفعيل دور القطاع الخاص وتجاوز المعوقات التي تعترض تطويره وتفعيله.


واستعرض النويس القطاعات الواعدة في أبوظبي مثل السياحة والصناعة لافتا الى ان العاصمة تتمتع بمقومات سياحية قوية وسياسة حكومية تشجع على الاستثمار السياحي من خلال التشريعات والمشاريع التطويرية مثل توسيع مطار أبوظبي وزيادة أسطول طيران الإتحاد الذي يعد المحرك الثاني للسياحة بعد هيئة أبوظبي للسياحة فيما تعمل الحكومة على بناء قاعدة صناعية قوية عبر إقامة شركات صناعية قوية واستقطاب الاستثمارات الصناعية العربية والعالمية . وأشار إلى سعي الحكومة لتطوير الجوانب الاجتماعية من خلال التركيز على التعليم وأهمية مواكبته مع العولمة والمناهج الحديثة في التعليم.


مؤكدا على أن حكومة أبوظبي تعي أهمية التعليم وبدأت بسياسة إدخال القطاع الخاص إلى هذا القطاع الحيوي. مشيرا إلى الخطط بتعهيد 30 مدرسة للقطاع الخاص في الوقت الذي بدأت الجامعات العالمية بفتح فروع لها في أبوظبي مثل جامعة السوربون. وأشار إلى التطور الكبير الذي شهده القطاع الصحي في أبوظبي والتعاون القائم بين القطاع الصحي فيها والمؤسسات الصحية العالمية.