بتكلفة تتجاوز 10 مليارات ريال لتضم أعلى بناء في العالم بطول 1000 متر
إطلاق مدينة الملك عبد الله السياحية بالطائف




سعيد الجابر من الرياض


تنتظر محافظة الطائف (غرب السعودية) إطلاق مشروع المدينة السياحية العملاقة خلال الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي لأنحاء بلاده، ويحط خلال هذه الأيام رحاله فيها، ومن المتوقع تسميتها بـquot;مدينة الملك عبد الله السياحيةquot; وتهدف الزيارة أيضاً إلى الالتقاء بأبنائه المواطنين وتدشين عدد من المشروعات التنموية في المحافظة، وتفوق التكلفة الإجمالية للمدينة السياحية 10 مليارات ريال عبر تحالف تقوده شركة quot;وهج وجquot; التي ترأسها شركة العبيكان القابضة وتضم 10 من كبريات الشركات العالمية.


وتقع المدينة السياحية الجديدة ضمن مدينة الطائف المشهورة باستقطاب السواح من جميع أنحاء العالم صيفاً، إذ تقع في الجزء الغربي من المملكة بين خطي عرض 20 ndash; 22 وبين خطي طول 40 ndash; 42 وتتربع على قمة جبل غزوان، كما تبعد 88 كم جنوب شرق مكة المكرمة على ارتفاع 1700 ndash; 2500 م2 فوق سطح البحر . وتتّصف المدينة السياحية الجديدة التي بُنيت داخل مدينة الطائف بمدينة متكاملة حيث تم تخطيطها على أحدث المواصفات العالمية بشوارع رئيسية وفرعية واسعة ومساحات خضراء واسعة وأبراج شاهقة تضم المجمعات التجارية والشركات والمؤسسات والبنوك والفنادق العالمية.


وسيتوسط المدينة أعلى بناء في العالم وهو عبارة عن منارة مسجد والتي ترمز إلى الدين الإسلامي ويبلغ طولها 1000 متر وكذلك برج إلكتروني ضخم يحتوي على أحدث ما وصل إليه العلم من تقنيات وبرامج وأجهزة إلكترونية، وعلى جانب آخر من المدينة سيتم إنشاء حديقة حيوانات ضخمة من شتى أبقاع الأرض.

أما الأحياء السكنية الستة والتي ينتظر تسميتها بأسماء ملوك المملكة منذ تأسيسها فستراعي خصوصية الشعب السعودي وستضم متنزهات عامة وحدائق غناء وساحات ألعاب الأطفال ولن تغفل المدينة الأنشطة الرياضية التي توليها الدولة كل الرعاية والاهتمام، حيث سيشيد فيها الأندية الرياضية المختلفة بالإضافة إلى الأندية الاجتماعية وستقام مدينة ترفيهية تضم مختلف الألعاب المائية والهوائية والإلكترونية لتضاهي كبريات المدن الترفيهية العالمية.

كما ستطوق المدينة والمتوقع تسميتها بـquot;مدينة الملك عبد الله السياحيةquot; بشبكة من الطرق البرية تربطها بباقي مدن المملكة وتشيد بالمدينة العديد من المستشفيات والمستوصفات لتقديم الرعاية الصحية للجميع.

وستستضيف المدينة العديد من المنظمات الدولية التي تهتم بشتى المجالات. وسيكون للحجاج والمعتمرين مراكز عملية لتوعيتهم وتدريبهم على أداء مناسكهم، أما الجانب التعليمي والتربوي فسينشأ عدد من الكليات والمدارس بمختلف مراحلها الدراسية من الجنسين.

وينظر أن يكون المطار في مشروع المدينة الجديدة المعلم الأبرز حيث يسمح باستقبال الطائرات من كل الأنواع والأحجام ويستوعب أعدادا كبيرة من الحجاج والمعتمرين والزوار.
كما يساهم المطار في تعزيز عمليات الشحن ليصبح بذلك رافداً لدعم الاقتصاد الوطني وقد استندت مهمة التخطيط والتنفيذ لمشروع المدينة السياحية لكبرى الشركات الاستشارية والهندسية المتخصصة في المدن العملاقة.

وسيوفر مشروع المدينة السياحية النموذجية الآلاف من فرص العمل للشباب السعودي ويسهم في مضاعفة الناتج المحلي من خلال صناعة السياحة التي تعتبر الدخل الرئيسي للعديد من الدول.

وكان وزير الشؤون البلدية والقروية السعودي الأمير متعب بن عبد العزيز قد رحب بهذه الفكرة وتمنى من الهيئة العليا للسياحة دعم مثل هذه المشاريع باعتبارها الجهة المسؤولة عن السياحة.

وتحتوي المدينة على فندق دائري ضخم يضم بداخله أكبر قبة زجاجية في العالم، وكذلك أكثر من مليون طائر من مختلف الطيور، إضافة إلى الاهتمام بالطبيعة من خلال زراعة أكثر من مليون شجرة من أشجار الطائف المعروفة.


السياحة في الطائف:-

من جانبه، أوضحت دراسة ميدانية حديثة أهمية السياحة في الحد من هجرة السكان من المناطق الجنوبية لمحافظة الطائف( حيث الأراضي الزراعية) وإمكانية إيجاد مورد اقتصادي كبير للأهالي في تلك المناطق التي تشمل كل من بني سعد وبني مالك وبلحارث وثقيف إضافة إلى المواقع المحيطة بطريق الطائف الباحة الذي يشهد في الوقت الراهن تنفيذ مشروع ازدواجيته وتوسعته الى عدة مسارات في كل اتجاه بدلا من المسار الواحد القائم حاليا .

واكد المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالطائف الدكتور محمد قاري السيد ان هناك تعاون وثيقا أبداه عدد من المسئولين عن الأجهزة الخدمية للإسهام في الحد من الهجرة الواسعة التي شهدتها المحافظة نتيجة لانحسار الزراعة والتي كانت المورد الرئيسي للسكان في المناطق الواقعة جنوب الطائف بسبب قلة توفر المياه اللازمة للزراعة مشيرا الى ان تلك المناطق تضم امكانات سياحية كبيرة تجعلها قادرة على ان تكون من اهم الواجهات السياحية في المملكة من خلال استقطاب رؤوس الاموال لاقامة مشاريع استثمارية لاتعتمد فقط على الموقع والمناخ بل على الإمكانات الطبيعية وخصوصا الغابات إذ تضم هذه المناطق 80% من مجموع الغابات في المنطقة وتميزها بتنوع الغطاء النباتي فيها .
وقال: quot; إن جهاز السياحة بالطائف يسعى بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها بلدية الطائف والمجلس المحلي لتنمية المحافظة والغرفة التجارية الصناعية لتوفير بيئة ايجابية للمستثمرين السياحيين حيث نعمل مع هذه الجهات وغيرها على تطبيق إستراتيجية تنمية السياحة بالمحافظة بحيث تصبح السياحة في الطائف بحلول 2025م القطاع النامي الرئيسي في الاقتصاد المحلي مما يعزز مكانة الطائف باعتبارها منتجعا يقدم مجموعة كبيرة من المرافق الجديدة عالية الجودة والتي تتدرج من الفنادق والمنتجعات المناسبة للعائلات التي تتوفر بها الفعاليات المختلفة الى معالم الجذب الرئيسية والمواقع التراثية ومشاريع سياحة المجتمع وبالتالي سيتم توفير المزيد من الفرص الوظيفية وبنية تتسم بالاستدامةquot;.

وأضاف ان الموقع والمناخ والمناظر الطبيعية الخلابة فقط لم تعد الموارد الرئيسية التي تجذب الناس للقدوم للسياحة في الطائف اذ برزت على خارطة السياحة العديد من المشروعات السياحية التي اضافت الى قائمة الموارد السياحية مقومات لم تكن لها وجود قبل عدة سنوات .

وكشف أن معدل الاستمارة السياحي في المحافظة مطمئن وان لم يصل الى مستوى طموح المجتمع المحلي بالمحافظة اذ وصل عدد المواقع الحكومية التي يتم تشغيلها واستثمارها من قبل القطاع الخاص الى 12 مشروعا يركز معظمها على توفير عناصر الترفيه والإيواء بدرجة كبيرة لافتا الى ان هذه المشاريع تتوزع في مختلف انحاء المحافظة وخصوصا في منطقتي الشفا والهدا والطرق المؤدية اليها .