من الخاسر ومن الرابح من 11/9؟؟

اعتدال سلامه من برلين

قام موقع صحيفة فيننشيل تايمز دوتيشلاند باحصائية ملفة للنظر فرز فيه من استفاد وربح من اعتداء الحادي عشر من ايلول ومن خسر .فقالت بان وضع العديد من السياسيين ورجال الاعمال والكثير من الشركات والمؤسسات العالمية منها اميركية اصبح افضل بكثير مما كان عليه قبل هذا التاريخ. فعلى سبيل المثال كان تاريخ ال9/11 افضل ورقة يانصيب ل34 مدير اتحاد للصناعات الحربية، فمتوسط اجورهم ما بين عامي 2002 وحتى 2005 وصل الى 7،2مليون دولار اي ضعفي ما كانوا يتقاضونه قبل اربعة اعوام من الحادثة. واعلى دخل سجله جورج ديفيد من CEO في مؤسسة United Technologies وتقاضي من رفع سعر الاسهم ما بين عامي 2002 و2005 ما حجمه 200 مليون دولار.


وهذا ينطبق على دخل الجنرال والجندي الاميركي في المهمات الخارجية، فالجنرال ارتفع معاشه الى 175 الف دولار والجندي الى 25 الف دولار سنويا. وجاءت هذا الزيادة نتيجة رفع الميزانية العسكرية الاميركية من 154 مليار دولار عام 2001 الى 269 مليار دولار عام 2005.


ومن المستفيدين ايضا امارة دبي الصغيرة التي ارادت بريقا لموقعها التجاري الذي كسبته فبنت اعلى المباني الفخمة واكبر المطارات واكبر مدينة ملاهي، وسوف تتبوأ مركز القيادة في السوق المالية بين بورصة اسواق اوروبا الغربية وشرق اسيا.


واكبر المستفيد ماليا نتيجة بث افلام الفيديو لاسامة بن لادن في كل العالم كانت قناة الجزيرة في قطر، بعد ان جعلت نفسها اهم مصدر معلومات حول تنظيم القاعدة، لكنها تحولت بالنسبة للعديد من وسائل الاعلام الغربية الى بوق يتحدث عبره بن لادن. ونقلها لوقائع الحرب الاميركية ضد العراق زاد نسبة المشاهدين لديها الى عشرة في المائة كما زادت الدعايات لديها.
والصدفة جعلت الفرنسيين جدعون وجول نودا من اشهر السينمائيين في العالم حيث تواجدا يوم الحادي عشر من ايلول في موقع الحدث وكانا يصوران فيلما وثائقيا عن رجال الاطفاء في مدينة نيويورك لكنهما صورا كيف اقتحمت الطائرات برجي المركز التجاري.


والزحف الاميركي على العراق حقق لشركات النفط في تكساس خلال الاعوام الخمس الماضية ارباحا خيالية ليس فقط بسبب ارتفاع اسعار النفط. ففي صيف عام 2003 حصل KBRفرع اتحاد شركات Halliburton على عقود اعادة بناء قطاع الصناعة النفطية في العراق بقيمة 1.4 مليار دولار، كما كشف تحقيق اميركي الى وجود تجاوزات عند منح الشركات حق المشاركة في البناء وصلت قيمة هذه العقود الى قرابة 25 مليار دولار.


واخير ليس اخرا بعد اعتداء ايلول اسست شركة جنرال الكتريك فرعا لبناء تقنيات امنية حققت لها مؤخرا ارباحا بقيمة مليارين دولار . كما تسير الاعمال لدى شركة Siemens Building Technology الالمانية التابعة لشركة سيمنز على افضل وجه، فعبر الانظمة الذكية للكشف والمراقبة وتصوير الحقائب من الخارج خاصة في المطارات نمت مبيعاتها اكثر من 23%. كما وان اجهزة التفتيش الحساسة التي نما بيعها بسرعة البرق حققت ارباحا كبيرة وجهزت سيمنز وشركة الطيران الاميركية بوينغ 450 مطارا في الولايات المتحدة لوحدها.


اما الخاسر الاكبر فهو المستهلك العادي في كل انحاء العالم نتيجة ارتفاع كل شيء من النفط والوقود وحتى السلع العادية. فقبل خمسة اعوام كان بالامكان تعبأة خزان السيارة في المانيا ب64 دولار بينما اليوم ارتفع اكثر من 25%، وذلك نتيجة ارتفاع كبير لسعر برميل النفط من 27 دولار الى 70 دولار من ايلول عام 2001 الى 2002 وحافظ على سعره حتى الان مع ارتفاع مطرد.


والجامعات الاميركية من اكثر جامعات العالم خسارة بعد ايلول وذلك بسبب الاجراءات الامنية التي فرضت على الدخول اليها والالتحاق بجامعاتها او اجراء بحوث علمية فيها بالنسبة للعرب والمسلمين وغالبا ما تحجب التأشيرة عنهم حتى ان بعض الطلاب والمدرسين فضلوا التنازل عن الاقامة في الولايات المتحدة.