خلف خلف من رام الله: منذ صباح الأمس سيكون على المواطنين في قطاع غزة الإقتصاد في استهلاك الوقود، فقد يصبح سلعة نادرة الوجود عمّا قريب في ظل تخفيض إسرائيل لعملية إدخاله للقطاع في محاولة لتشكيل ضغط اقتصادي لإيقاف الصواريخ محلية الصنع التي تطلق صوب بلدات جنوب إسرائيل.

هذا فيما يقف قطاع غزة على مشارف كارثة، حسب تحذيرات مؤسسات حقوق الإنسان، فلن يكون بإمكان البضائع الدخول للقطاع، كون معبر صوفا، الذي عمل في نقل البضائع من إسرائيل لغزة أغلق ابتداء من صباح أمس الإثنين، وتشير تقديرات نشرتها صحيفة يديعوت الصادرة الاثنين أن التفسير العملي لإغلاق معبر صوفا هو تقليص نحو 50 في المئة من عبور البضائع إلى قطاع غزة.

وكانت تدخل عبر صوفا بالمتوسط 120 شاحنة في اليوم، تقريبا بدون قيود (بما في ذلك منتجات الاستهلاك مثل البامبا، البسلي والشوكلاتة). وفي ما يتعلق بمعبر كارني أبو سالم فلن تمر منه يوميًا سوى 55 شاحنة غذاء أساسي كالطحين واللحوم والبقوليات والزيت وغيرها من المواد الضرورية.

ويشير مصدر مطلع في إسرائيل إلى أن كمية الشاحنات اللازمة للإيفاء بنسيج حياة معقول في القطاع يجب أن يصل إلى 80 شاحنة في اليوم على الأقل. ونقلت إسرائيل الأسبوع الماضي مواد بناء إلى السلطة الفلسطينية كي تستثمر في توسيع معبر كرم سالم من الجانب الفلسطيني بهدف زيادة عدد الشاحنات التي يستطيع هذا المعبر استيعابها.

وشددت أوساط الأمن الإسرائيلية بأن الحديث لا يدور عن محاولة لتجويع سكان قطاع غزة بل تقليص الإمدادات بحيث يؤدي الأمر إلى شد الحزام والى ضغط جماهيري على حكومة حماس.

وقالوا أمس في جهاز الأمن الإسرائيلي: quot;نحن لا نتوقع أن ينهض سكان غزة الفلسطينيون ضد حكومة حماس ويطردوها، ولكن بهذه الخطوات يوجد بالتأكيد ضغط جماهيري على حماس وسيتعين عليها من الآن فصاعدًا أن تتخذ خطوات حقيقية لتخفيض سقف الإرهاب الممارس من غزةquot; على حد تعبيرهم.

معبر كرم سالم هو الآن المعبر الوحيد الذي تمر فيه البضائع من إسرائيل إلى قطاع غزة. وتحذر مصادر إسرائيلية إلى أن أي عمليات إطلاق نار صوب المعبر ستؤدي لإغلاقه، وهو ما سيؤدي لوقف أي مواد ضرورية تدخل للقطاع حاليًا.

فضلاً عن هذه الخطى، حسب تعليمات وزير الأمن الإسرائيلية، ابتداء من صباح اليوم سيكون هناك تقليص بين 5 إلى 11 في المئة من كميات الوقود الوافدة إلى القطاع. أساس التقليص سيكون في البنزين، وهو ما سيقود إلى تقليص في استخدام السيارة الخاصة.

كما تكتب يديعوت أنه لن يكون مس بإدخال المازوت الذي يستخدم لتفعيل محطة توليد الطاقة في غزة والتي توفر نحو 20 في المئة من استهلاك الكهرباء في القطاع. كمية السولار التي ستدخل إلى غزة ستتقلص بـ 5 في المئة الأمر الذي سيسمح باستمرار حركة سيارات الطوارئ، الشاحنات وجيبات رجال حماسquot; على حد تعبيرها..

ويعتزم جهاز الأمن الإسرائيلي في المرحلة الأولى تقليص 1 في المئة من حجم الكهرباء التي تورد إلى القطاع. المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلي ميني مزوز ورجال قسم الالتماسات سيجرون اليوم بحثًا مع محافل أمنية بهدف فحص أي من العقوبات التي سيفرضها جهاز الأمن في غزة مسموح بها حسب القانون الدولي وحسب المعايير الإنسانية.

والتقدير هو أن مزوز لن يصادق إلا على وسائل موضعية وفورية ndash; أي أن يكون العقاب مناسبا للفعل ولا يطبق بشكل جارف على سكان مدنيين لا إثم لهم. في قرار المجلس الوزاري قبل نحو شهر اتفق على أن يتم كل قرار بفرض عقوبات على غزة وفقًا لئذن قانوني يمنح لكل عقاب على حده.

هذا وردت محكمة العدل العليا أمس إلتماسًا لمنظمة quot;عدالةquot; التي تعنى بحقوق الإنسان، والتي طالبت بفتح معبر كارني. وقررت محكمة العدل العليا بأن هذه مسألة أمنية وأنها لن تتدخل فيها.