المؤشرات المبدئية كشفت عن نمو ملحوظ
مصر: نتائج أعمال الشركات تنعش آمال البورصة وتحدد إتجاهاتها
أسامة الحنفي من القاهرة
يتوقع خبراء سوق الأوراق المالية في مصر أن نتائج أعمال الشركات التي سيعلن عنها نهاية الشهر ستحمل معها العديد من المفاجئات التي سيكون لها رد فعل قوي على السوق وعلى المتعاملين به خاصة. ومن المتوقع أن تكشف نتائج معظم الشركات عن نمو ونشاط ملحوظ بدعم من التوسعات والخطط المستقبلية التي تتبعها معظم الشركات المقيدة.
كما نصح الخبراء المستثمرون بضرورة الاهتمام بميزانيات الشركات من اجل اتخاذ القرار الاستثماري السليم وضرورة الاطلاع عليها. وأشاروا إلى أن هناك آمالاً كبيرة معقودة على نتائج الأعمال في هذه الأيام على اعتبار أنها قد تكون السبيل الوحيد الذي من الممكن أن ينتشل السوق من حالة الهبوط الاضطراري، والتي فرضتها عليه أزمة الرهن العقاري الأميركي بل وعلى جميع الأسواق العالمية، لا سيما أسواق الدول الناشئة على وجه الخصوص.
وتبدأ معظم الشركات المقيدة في بورصة الأوراق المالية في الإعلان عن ميزانياتها ونتائج أعمالها بنهاية الشهر الجاري عن العام المالي المنتهى. ونظرًا لأن البورصة من أكثر المجالات الاقتصادية حساسية، فمن الطبيعي أن يكون هناك تأثير مباشر وسريع على أسهم هذه الشركات بالسوق سواء كان هذا التأثير بالسلب أم بالإيجاب، إلا أن خبراء البورصة كان لهم رأيًا آخر، حيث يرى الجميع أن الوضع مطمئن للغاية في ظل الانتعاشة والرواج التي تشهده سوق الأوراق المالية حاليًا مؤكدين أن هناك نموًا متوقعًا في الشركات ونشاطًا ملموسًا، وهو ما يظهر بقوة في الوقت الحالي.
في البداية يقول محمود شعبان، رئيس مجلس الإدارة بشركة الجذور لتداول الأوراق المالية، لـ quot;إيلافquot; إن هناك العديد من الشركات التي حققت خسائر ملحوظة خلال العام المالي السابق، إلا أن هذه الخسارة تراجعت بصورة لافته للنظر هذا العام. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب لعل من أهمها قيام هذه الشركات ndash; الخاسرة ndash; بإعادة هيكلة من جديد حتى تمكنت من تحويل خسائرها إلى أرباح.
وأكد أن هناك آمالاً كبيرة معقودة على ظهور نتائج أعمال الشركات قريبًا، مشيرًا إلى أن السوق يترقبها بقوة لا سيما في ضوء الهبوط وعدم الاستقرار الذي تشهدها التعاملات حاليًا. وفي ما يخص الشركات التي حققت أرباحًا خلال العام الماضي، فمن المتوقع أن يتم تصاعد نموها بقوة خلال العام الحالي، نظرًا للتوسعات التي قامت بها. علاوة على ذلك التحالفات القوية التي تمت فيما بينها، خاصة في قطاع الإسكان وقطاع الاتصالات، وتوقع أن النتائج التي سيعلن عنها نهاية الشهر الجاري ستؤثر بالإيجاب على أداء السوق خلال الفترة المقبلة .
وأشار أحمد حنفي خبير التحليل الفني وعضو الجمعية الأميركية للمحللين الفنيين أن ميزانيات الشركات التي سيتم الإعلان عنها قريبًا من المتوقع أن تكون أفضل بكثير من العام الماضي بدعم من التطور الملحوظ في أداء هذه الشركات، وهو ما يظهر من خلال زيادة كمية التداول عليها، مشيرًا إلى أن الضوابط الأخيرة، على الرغم من أنه جاء بعضها بما لا يناسب ظروف السوق، وكان لها دور بارز في تحقيق الانضباط الأمر الذي ألزم هذه الشركات بالمضي قدمًا نحو التطور الدائم والابتعاد عن التلاعبات حماية لحقوق المستثمرين مما جعل الشركات تضع في الاعتبار متطلبات السوق .
وطالب حنفي خلال حديثه مع quot;إيلافquot; المستثمرين بضرورة النظر بدقة في نتائج أعمال الشركات من اجل اتخاذ قرار استثماري سليم والابتعاد عن العشوائية في الاستثمار. مشيرًا إلى أن ميزانيات الشركات هي الترجمة الصحيحة والفورية لأداء الشركات ومن ثم يتمكن المستثمر من اختيار السهم المناسب للدخول فيه ولديه شعور بالاطمئنان كي يطمئن على استثماراته بدلاً من الدخول في المضاربات التي لن يحقق منها سوى الخسائر الفادحة .
وتوقع أن يشهد قطاع الإسكان نموًا كبيرًا في نتائج أعماله، إضافة إلى قطاع البنوك والذي بدأ يتحرك بقوة خلال الأسبوع الماضي وأيضًا قطاع الخدمات المالية والاتصالات. وأضاف أن معظم الشركات المقيدة بدأت تتخذ اتجاهًا جديدًا نحو التطور، وهو ما يظهر من خلال التوسعات والمشروعات الكبرى التي تقوم بها بعض الشركات سواء داخل السوق المصريأم في الخارج وهو ما سينعكس بالإيجاب على أسعار أسهم هذه الشركات في البورصة.
في حين أكد شريف عبد العزيز، نائب رئيس مجلس إدارة ومدير العمليات بشركة ميراكل لتداول الأوراق المالية، أنه إذا ماتت المقارنة بين الأداء المالي للشركات خلال العام الحالي ونتائج أعمال العام الماضي سنجد أن هناك نموًا ملموسًا، مشيرًا إلى أن الأرباح ستكون أعلى بكثير وهو ما سيجعل السوق في وضع الاستجابة أي سيكون هناك رد فعل ايجابي .
وأضاف أن صعود المؤشر الرئيس للبورصة إلى مستويات قياسية وتاريخية خلال العام الماضي وصولاً إلى مستوى 11500 نقطة ثم التراجع إلى مستوى 10108 نقطة بسبب الهبوط الكبير الذي شهدته البورصة خلال تعاملات الأسبوع الماضي عطفًا على تراجع البورصات العالمية وأزمة الاقتصاد الأميركي. وأضاف أن هذا الارتفاع الكبير في المؤشر ناتج عن تعاملات الشركات التي ستنعكس على ميزانياتها.
وأشار إلى أن السوق بدأ يتخذ مرحلة متطورة وجديدة من التعاملات لم يشهدها من قبل في ظل الضوابط والقواعد التي أقرتها كل من إدارة الهيئة العامة لسوق المال والبورصة والتي صدرت بشأنها مما كان لها دور كبير في الحد من التلاعبات. وتوقع أن تشهد نتائج أعمال الشركات المقبلة نموًا كبيرًا، وصافي الربحجيد، لا سيما في مختلف القطاعات خاصة قطاع الإسكان وقطاع البنوك والاتصالات أيضًا، وتوقع أن يشهد قطاع الأسمدة النشاط نفسه وهو ما سيميزه عن نتائج العام الماضي .
من جانبه، قال محمد فوزي المحلل المالي بإحدى شركات الوساطة في الأوراق المالية أن نتائج أعمال الشركات دائمًا ما يكون لها آثار ايجابية وردود فعل قوية يتم ترجمتها على الفور في أداء أسهم الشركات المتداولة في بورصتي القاهرة والإسكندرية، مشيرًا إلى أن الهبوط الملحوظ الذي شهدته البورصة خلال تعاملات الأسبوع الماضي جعل المستثمرين في البورصة يتطلعون إلى كل ما هو ايجابي سواء أخبارأم معلومات أو نتائج أعمال. وأكد انه من المتوقع أن تكون نتائج أعمال الشركات ايجابية للغاية عند ظهورها خلال أيام ومن الممكن أن تساهم بقدر كبير في زيادة النشاط بالسوق.





التعليقات