كامل الشيرازي من الجزائر: افتتحت الجزائر، الأحد، أكبر جسر من نوعه على مستوى القارة الإفريقية، ويتعلق الأمر بجسر واد الرخام التابع لولاية البويرة (120 كلم شرق الجزائر)، ويبلغ طول هذا الجسر نحو 744 مترا وارتفاعه 185 مترا ، وسيساهم بحسب ما ردده مسؤولون محليون بعين المكان في دعم عجلة التنمية على مستوى الولاية، وبلغت تكلفة انجاز هذا المشروع 13 مليار دينار (في حدود 175 مليون دولار)، وصار جاهزا للاستغلال بعد استكماله في فترة قياسية وبإمكانات محلية.

وتتطلع الحكومة الجزائرية إلى إتمام انجاز نفق عين شريكي الذي يبلغ طوله 1300 متر وبلغت تكلفته 10 مليارات دينار، ويشرف على هذا المشروع شركة كوسيدار الجزائرية رفقة مجموعة تركية متخصصة، ويتضمن هذا النفق 3 منافذ للنجدة، 16 كاميرا مراقبة مرفقة بكاميرا متحركة، 34 جهاز تهوية وغيرها من التقنيات الجديدة التي تم إدراجها بما يضمن أمن وسلامة عابري النفق.

وتريد الجزائر استكمال تجسيد 1600 مشروع للإنشاءات العامة قبل نهاية العام الجاري، ويأتي في الصدارة مشروع القرن quot;الطريق السيّار شرق/غربquot; الذي الذي انطلقت أعماله في أيلول/سبتمبر 2006، ويوشك على دخول شوطه الأخير، بعدما كلّف 11 مليار دولار، وسيربط هذا الطريق الحدود الجزائرية التونسية مع المغربية، علما أنّ المشروع مكّن من استحداث 150 إلى 200 ألف منصب شغل، ومن المنتظر أن يوفر المشروع حوالي 84 منصب شغل عن كل كلم.

هذا الطريق العملاق الذي سيربط 32 محافظة من الجهات الأربع للبلاد، إضافة إلى عموم الموانئ والمطارات، سيتم تسليم أغلبية أجزائه بحلول يناير/كانون الثاني 2009، وبحسب إفادات، تشهد أشغال الطريق السيار تقدما كبيرا، وتتم وفق معايير دولية بعد دراسات معمقة من طرف خبراء دوليين، مع الإشارة إنّ الوكالة الجزائرية للطرق السريعة، تشرف على المشروع المذكور، رفقة مكتب فرنسي كندي وثلاث مكاتب دولية أخرى، ولجعل مثل هذه المشاريع مجدية اقتصاديا، سيكون مستعملو الطريق السيار مطالبين بدفع مستحقات محددة مقابل استغلال هذه المنشأة، وتقول السلطات الجزائرية إنّ الأسعار التي سوف تطبق ستكون في متناول جميع المستعملين، بهذا الصدد ستقام محطات الدفع على طول مسار الطريق، وقد انطلقت دراسة يقوم بها مكتب دراسات دولي لتحديد سعر لكيلومتر الواحد والمقاطع المعنية بالدفع.

الطريق السيار الذي يعد أكبر ورشة في تاريخ البلاد حجمًا وأهمية، تراهن السلطات لجعل هذا الهيكل القاعدي قطبا تنمويا يصل الساحل والهضاب العليا بالشبكة الوطنية عن طريق منافذ شمال-جنوب بطول إجمالي يقدر بـ 1700 كلم، مع الإشارة أنّ الطريق السيار يندرج ضمن المشروع الجهوي الضخم للطريق السيار المغاربي المقدر خطه بـ 7000 كلم وتم اعتماد إنجاز الأخير من طرف البلدان الواقعة في منطقة المغرب العربي.

ويقول مختصون أنّ هذا المشروع الضخم سيكون له وقع معتبر على الاقتصاد المحلي، من خلال آثار متعددة تخص عدة جوانب ذات طابع اجتماعي واقتصادي، إذ يستجيب الطريق المذكور لمقتضيات حركة المرور واحتياجات النقل، كما أنه يساهم في تعزيز الأمن في مجال النقل ويخفض من التكلفة الاجتماعية المترتبة عن حالة لا أمن الطرقات، كما يمكّن بصفة خاصة من الزيادة في ربح الوقت بالنسبة للمستعملين ويقلل من تكاليف الاستغلال للعربات، في بلد تتم فيه 85% من المبادلات التجارية عن طريق البر.

وتشهد أشغال الطريق السيار تقدمًا كبيرًا، وتتم وفق معايير دولية بعد دراسات معمقة من طرف خبراء دوليين، مع الإشارة إلى أنّ الوكالة الجزائرية للطرق السريعة، تشرف على المشروع المذكور، رفقة مكتب فرنسي كندي وثلاثة مكاتب دولية أخرى، ولجعل مثل هذه المشاريع مجدية اقتصاديًا، سيكون مستعملو الطريق السيار مطالبين بدفع مستحقات محددة مقابل استغلال هذه المنشأة، وتقول السلطات الجزائرية إنّ الأسعار التي سوف تطبق ستكون في متناول جميع المستعملين.

كما تهتم الجهات الوصية بالطريق السريع للهضاب بطول ثلاثة آلاف كيلومتر، وكذا مشروع ازدواجية الطريق العابر للصحراء الذي سيمتدّ من الجزائر إلى نيجيريا، وتنقسم الـ1600 مشروع المشار إليها، بين محافظات الجزائر الثماني والأربعين، على أن يتم بناء حوالي 60 محولا لربطه بشبكة الطرقات الحالية وذلك بإنشاء (486) جسرًا و(70) جسرًا ممتدا و(13) نفقًا، كما ستقام فضاءات للاستراحة والخدمات.

وتولي الجزائر عناية خاصة بمشروع الطريق العابر للصحراء لما سيكفله من تشجيع للمبادلات التجارية بين الدول الست المعنية به، وهي الجزائر وتونس ومالي والنيجر والتشاد، والطريق العابر للصحراء الذي تمّ الشروع فيه قبل خمس سنوات، عرف تعثرات كثيرة، حيث عانى من نقص التمويل، ما أعاق إنهاء بعض الأجزاء على غرار المحور الرابط بين الجزائر ولاجوس، وهو ما يهدد بعدم إنهاء المشروع في آجاله المحددة العام 2010، على الرغم من تمكّن الجزائر إنجاز 1200 كيلومتر من حصتها البالغة 1400 كلم، تمامًا مثل نيجيريا التي أنجزت هي الأخرى 1200 كيلومتر، بينما استكملت النيجر ألف كيلومتر، في حين لا تزال التشاد تدور في فلك مشاكل منعتها من الوفاء بحصتها، وتنظر الجزائر كما دول منطقة الساحل إلى الطريق العابر للصحراء كبوابة للنهوض بمخططات التعاون الاقتصادي بين الأفارقة، وتقوية فرص الشراكة بينهم، بعدما ظلّ مستوى المبادلات محتشمًا لسنوات طويل