لم يظهر أي تأثير ملموس على الأسواق المالية أو التجارية التشيكية، من جراء أزمة دبي المالية، في حين يجمع التشيكيون الذين ينشطون في دبي على أن ما يجري في هذه الإمارة لا يمثل أي نوع من أنواع الدراما، وإن كان بعض المستثمرين منهم سيخسرون بعض أموالهم. إلا أن الكثير من التشيك الذين اشتروا شققًا سكنية أو فيلات في الإمارات، قبل نشوب الأزمة سيخسرون قليلاً من قيمتها، بالنظر إلى تراجع أسعار المنازل في الإمارات.

براغ: لم يظهر أي تأثير ملموس على الأسواق المالية أو التجارية التشيكية، من جراء أزمة دبي المالية، في حين يجمع التشيكيون الذين ينشطون في دبي على أن ما يجري في هذه الإمارة لا يمثل أي نوع من أنواع الدراما، وإن كان بعض المستثمرين منهم سيخسرون بعض أموالهم.

وتؤكد ممثلة مكتب فيشير السياحي في دبي لوتسيا إيرموفا أن الأجواء في دبي هادئة تمامًا، وكل شيء يبدو عاديًا، الأمر الذي يؤكده أيضًا أوندرجيه باتكا المواطن التشيكي، الذي يعيش في دبي منذ عام 2004، ويمارس فيها تجارة المصابيح والإضاءة.
ويؤكد أوندرجيه أن غرق دبي في الديون هو أمر معروف منذ خمسة أعوام على الأقل، غير أن الإمارة ستنجح في السيطرة على المديونية، بسبب الإدارة الجيدة لها، الأمر الذي يظهر من خلال اجتذاب رأس المال الضروري.

ويرى أن الأسواق المالية تصرفت بشكل هستيري لدى الإعلان عن المصاعب التي تواجهها دبي العالمية، ولا سيما أن ذلك يحدث في الوقت الذي بدأت تتحسن فيه الأوضاع، وبدأت التحضيرات لتنشيط المشاريع التي كانت مجمدة، ولذلك لم يستبعد أن تواجه دبي مصاعب في الحصول على التمويل اللازم لهذه المشاريع.

ويضيف أن الكثير من التشيك قد اشتروا شققًا سكنية أو فيلات في الإمارات، قبل نشوب الأزمة، وهؤلاء بالطبع سيخسرون قليلاً من قيمتها، بالنظر إلى تراجع أسعار المنازل في الإمارات.

من جهته، يقول صاحب شركة سوكوب للفخار والبورسلان ييرجي سوكوب، الذي يقوم منذ سبعة أعوام بتوريد البلاط والأرضيات إنه عاد يوم السبت الماضي من دبي، بعدما شارك في معرض بيغ 5، وأكد أنه لم يسجل تراجعًا في الاهتمامات بالمعروضات.
وأضاف أن شركته لم تشعر بأن الطلبات على منتجاتها قد تراجعت أو أن ظروف تسديد المشتريات قد تراجع، لكنه اعترف أن شركته في الفترة الأخيرة بدأت تتجه نحو إمارة أبوظبي.

وعلى خلاف تقييم هذه الشركات، فإن شركة كوبوس اليكترو اف ز ايه، التي تورد المواد اللازمة للتمديدات الكهربائية لدول الخليج العربي منذ فترة، تقول إنها لاحظت منذ فترة تراجع دخلها من البيع في منطقة الخليج، غير أن نشاط الشركة لا ينحصر في إمارة دبي، حيث تمتلك الشركة مركزًا تجاريًا لمنطقة الشرق الأوسط، وتورد منتجاتها إلى قطر والبحرين وسلطنة عمان، ولذلك فإن نتائج الشركة لا تزال جيدة.

ويرى مدير الشركة، الذي يعيش في دبي، زدينيك سلوفاتشيك، أن طلب دبي من المقترضين تأخير موعد تسليم الالتزامات المالية ليس شيئًا غير اعتيادي في عالم التجارة العربي، الذي يعمل وفق قواعد تختلف عن القواعد المعمول بها في الدول الغربية، فمسألة الالتزام بصرامة بالشروط المتفق عليها لا يتم العمل به بشكل كبير في عالم التجارة العربي.

من جانبه، يوضح صاحب الأسهم الأكبر في مجموعة سيكيرا للتطوير لودييك سيكورا أن شركته أرادت قبل 3 أعوام العمل بشكل كبير في قطاع البناء في دبي، من خلال بناء أربعين طبقة، تتضمن شقق فخمة قيمتها عشرات الملايين من الكورونات. أما النفقات فقدرت بنحو 100 مليون يورو، غير أن المجموعة تراجعت عن هذا الأمر.

وأضاف quot;لقد وظّفنا في دبي قبل 3 أعوام نحو 5 ملايين دولار، وأردنا العمل في مجال بناء العمارات المرتفعة، غير أنه تكوّن لدينا انطباع لاحقاً بأن السوق بدأ يزداد سخونة، وأن الطلب يتراجع، ولهذا تخلصنا من الاستثمارات القليلة التي كانت لدينا.
وأضاف أن أسعار المنازل والعقارات ارتفعت في الأعوام الخمسة الماضية في دبي خمسة أضعاف. أما بدءًا من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، فقد انخفضت الأسعار في دبي بمقدار النصف.

وعلى الرغم من أن رئيس اتحاد كرة القدم التشيكية، إيفان هاشيك، منذ أيار/ مايو الماضي، لا يمارس العمل التجاري، إلا أنه يؤكد، واستنادًا إلى خبرته التي كوّنها عندما درّب فريق الأهلي في الإمارات، أن دبي قد وقعت الآن ضحية للأزمة الاقتصادية العالمية، غير أنها ستعود قريبًا، حسب قوله، لتنفض هذه الأزمة عنها، وتعود للعمل، كرمز لأعلى درجة من درجات الرخاء.