يشارك أكثر من 1200 من قادة قطاع المالية المصرفية الإسلامية في العالم من أكثر من 50 دولة في المؤتمر السادس عشر للمصارف الإسلامية، الذي بدأ أعماله في البحرين صباح اليوم، بهدف العمل على وضع استراتيجيات جديدة لقطاع المالية الإسلامية في العالم، على ضوء الواقع الاقتصادي الجديد، الذي بدأ يبرز على المشهد الاقتصادي المتغير، كما فرضت أزمة ديون دبي نفسها على النقاشات الدائرة في المؤتمر وعلى هامشه.

نزيهة سعيد من المنامة: أكد محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج أن حجم انكشاف المصارف البحرينية يقدر بـ281 مليون دولار لمجموعة دبي العالمية، وأنه لا خطر على الاقتصاد البحريني، وأن ما يحدث في مجموعة دبي من إعادة هيكلة هو أمر طبيعي، ويحدث يومياً في أكثر من شركة حول العالم، وأن الضجة التي رافقت أزمة ديون دبي هي ضجة إعلامية ليس إلا، حسب تعبيره.

خالد العبودي الرئيس التنفيذي والمدير العام للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص

وبدأ المؤتمر السنوي السادس عشر للمصارف الإسلامية لعام 2009، بكلمة للمعراج، شدد فيها على ضرورة تعلم دروس الأزمة الاقتصادية، وتطبيق المعايير والقوانين والتشريعات، التي تضمن الحد من تأثيرات الأزمة على الاقتصاد بشكل عام، والحماية من الوقوع في أزمة أخرى في المستقبل.

كما ألقى محافظ سلطة النقد في سنغافورة هينغ سوي كيت كلمة خلال الافتتاح، وعزت عيسى كيشيف، وزير الصناعة والتجارة في كازاخستان، وخالد العبودي الرئيس التنفيذي والمدير العام للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، وهي ذراع القطاع الخاص في البنك الإسلامي للتنمية.

واستعرضت الجالية الرئيسة للمؤتمر وجهات نظر قادة الصناعة حول استراتيجيات النمو في مرحلة ما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية. ومن بين القضايا التي جرت مناقشتها في المؤتمر تنويع قاعدة عائدات المؤسسات المالية الإسلامية وفهم المخاطر التي تواجه نجاحات القطاع الحالية، في إطار الاضطرابات التي تعانيها الأسواق المالية العالمية، إضافة إلى عدد آخر من القضايا.

وترأست مجموعة سيتي الجلسة، وتحدث فيها عدد من قادة القطاع، من بينهم الدكتور علاء اليوسف، كبير الاقتصاديين في بيت التمويل الخليجي، والدكتور صلاح الدين عبد القادر سعيد، المدير العام لقسم الائتمان وإدارة المخاطر في بنك البحرين الإسلامي، والدكتور منتصر بن مراد، الشريك التنفيذي ورئيس قسم الخدمات المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في خدمات أي بي ام العالمية للأعمال.

عزت عيسى كيشيف، وزير الصناعة والتجارة في كازاخستان

وركزت جلسة طاولة مستديرة على نظرة المملكة المتحدة بشأن تطور ونمو ومستقبل التمويل الإسلامي، وجرت الجلسة برعاية هيئة التجارة والاستثمار البريطانية. وأدارت الجلسة نعمة أبو وردة، مقدمة البرنامج المالي الأٍسبوعي وتقرير الأعمال في الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot;، وشارك فيها متحدثون، من بينهم همفري بيرسي، الرئيس التنفيذي لبنك لندن والشرق الأوسط، ودارشان بيجور، مدير الاستشارية المالية الإسلامية في شركة كاي بي ام جي المالية، وجليان والمسلي، مدير المنتجات والديون وخبير الأوراق المالية في بورصة لندن، وريتشارد ثوماس الرئيس التنفيذي لبنك غيتهاوس، إضافة إلى منير خان، الشريك ورئيس المالية الإسلامية في سايمونز آند سايمونز.

حيث أكدت الطاولة المستديرة على الضمانات القانونية التي من الممكن للشركات والمصارف والحكومات التمسك بها، في التعامل مع أزمة ديون دبي أو أي أزمة مشابه مقبلة.

وترأس سمير عبدي الشريك- رئيس الخدمات المالية الإسلامية في سمير عبدي شريك ورئيس إرنست أند يونغ لمجموعة الخدمات المالية الإسلامية في البحرين-، جلسة تفاعلية ركزت على المسائل المثيرة للجدل في المالية الإسلامية. وشارك في هذه الجلسة أندرو ليمون، مدير ورئيس مبيعات خدمات مبيعات الأوراق المالية في بنك دويتشه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونيل داونز الشريك في تراويرز آند هاملينز، وغيرهم.

محافظ سلطة النقد في سنغافورة هينغ سوي

كما عقدت جلسة ثانية، نوقشت خلالها سبل تحديد المرحلة الثانية من التطور لنقل المالية الاسلامية من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية. وترأس الجلسة رشدي صديقي، رئيس قسم المحتوى المالي الإسلامي في quot;طومسون رويترزquot;، وتحدث فيها كل من جاك تريبون، الرئيس التنفيذي لبنك بي ان بي باريباس قسم نجمة (المصرفية الإسلامية) البحرين، وريتشارد ثوماس، الرئيس التنفيذي لبنك غيتهاوس، وعارف محمد العلوي المؤسس والرئيس التنفيذي لدار ثروات للاستثمار، وكريغ هيويت الرئيس التنفيذي للأعمال في سوق البحرين المالي. وناقش المشاركون ضرورة التواصل العالمي في قطاع المالية الإسلامية، وبناء القدرات وبنيات الأسواق المفتوحة وتوحيد المعايير بين أوروبا ومجلس التعاون الخليجي وجنوب شرق آسيا.

كما جرت جلسة أخرى برئاسة اوزغور تانريكولو، الشريك في مكتب ماكينزي آند كومباني في الشرق الأوسط، تم خلالها إطلاق تقرير التنافسية العاشر 2009/2010 للمؤتمر، الذي يشكل منصة بحثية قوية، حيث إنه يحدد الاتجاهات الرئيسة لتطوير قطاع المصارف الإسلامية لأعماله، تماشياً مع ظروف السوق المتغيرة.