أدى عزوف السعوديين عن الإكتتابات وتداعيات الأزمة العالمية التي أثرت على الاقتصادات العالمية، بما فيها السعودية، وضعف السيولةوالتخوّف من عدم الإقبال على الاكتتابات وتداول أسهم الشركات، إلى تراجعات في قيمة الاكتتاب في السعودية بأكثر من 33 مليار ريال خلال 2009 عما كانت عليه في العام السابق، في الوقت الذي تراجع فيه عدد الاكتتابات إلى 11 اكتتابًا فقط، واكتتابين لأسهم حقوق الأولوية.

الرياض:أظهر تقرير حديث أنه تم خلال العام الجاري 11 اكتتابًا في سوق المال السعودية، بلغت حصيلتها 3.8 مليار ريال. أما عن الاكتتابات الخاصة، أو أسهم حقوق الأولوية، فقد قامت شركتان فقط، بطرح 129.03 مليون سهم جديد وذلك في عام 2009، مقابل سبع شركات قامت العام الماضي بطرح 1624.43 مليون سهم. أما عن الاكتتابات العامة في عام 2009 فقد كان لقطاع التأمين نصيب الأسد من بين تلك الشركات، حيث تم الاكتتاب على سبع شركات تأمين من بين 11 شركة، وكانت الشركات الأربع الباقية من نصيب أربعة قطاعات هي: البتروكيماويات والاتصالات والتشييد والتجزئة بواقع شركة لكل قطاع، وذلك مقابل 13 شركة قامت بطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام خلال عام 2008، وتوزعت هذه الشركات بين قطاع التأمين (ثلاث شركات)، وقطاع الاستثمار الصناعي (ثلاث شركات)، وشركتين لقطاع البتروكيماويات، وشركة واحدة لكل من قطاعات: المصارف، التجزئة، الزراعة، الاتصالات وقطاع التشييد.

ارتفاع الإنفاق الحكومي السعودي في 2009 إلى 550 مليار ريال

وأوضح التقرير أن محصلات الاكتتاب خلال عام 2009 بلغت ما مقداره 3.8 مليار ريال مقابل 36.6 مليار ريال، وبنسبة تراجع بلغت 89.4 في المئة، وتم طرح 338.7 مليون سهم في عام 2009 مقابل 2.65 مليار سهم في العام السابق وبنسبة تراجع بلغت 87.25 في المئة، وكان عدد الأسهم المصدرة للشركات التي تم طرحها في عام 2009 قد بلغ 779 مليون سهم مقابل 5.29 مليار سهم مصدر للشركات التي تم طرحها في عام 2008 وبنسبة تراجع 85.28 في المئة ومن عدد الأسهم المصدرة للشركات التي تم طرحها في العامين يتضح لنا حجم رؤوس أموال الشركات في كل من العامين والفرق بينهما. وأرجع الخبير الاقتصادي السعودي الدكتور فهد بن جمعة في تصريح لــquot; إيلافquot; ذلك التراجع في حجم طرح الاكتتابات وقيمها إلى عدة أسباب منها ضعف السيولة، وتخوف الشراء من عدم الإقبال على شراء تلك الأسهم، وكذاك حالة السوق المالية السعودية والاقتصاد العالمي.

وأضاف بن جمعة أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وعدم قدرة الأفراد على الحصول على التمويل والقروض، أصبح لدى الشركات تخوّف من عدم رغبة الأفراد والمستثمرين في شراء أسهمها من ناحية، ومن ناحية أخرى أن بعضها الآخر لا يرى أن طرح أسهمها للاكتتاب لن يحظى بإقبال عند تداوله في السوق مما قد يسبب خسائر رأسمالية للشركة،ولا سيما أن معظم أسهم الشركات المتداولة في السوق تراجعت بأكثر من 50%.وتابع أن مستوى السيولة هو الآخر لا يشجع هيئة السوق المالية على طرح المزيد من الاكتتابات في الظروف الحالية، علاوة على أن عدد الشركات السعودية المؤهلة لطرح أسهمها للاكتتاب محدود جدًا، ومعظم الشركات التي طرحت أسهمها للاكتتاب تكون رؤوس أموالها صغيرة، ومعظمها شركات مضاربة مما يؤثر على مستوى أرباح الشركة. وبين بن جمعة أنه لن يتغير في 2010 ولن يشجع الشركات والجهات الحكومية على طرح المزيد من الاكتتابات كون الاقتصاد العالمي لا يزال يعاني من مرحلة التباطؤ الاقتصادي، والذي يتوقع أن يستمر في 2010.