جنيف: أظهرت البيانات الصادرة اليوم الثلاثاء في مدينة جنيف السويسرية أن ميزانية الأنشطة الإنسانية للأمم المتحدة تعاني عجزاً قدره 4.8 مليار دولار خلال الأشهر الستة المقبلة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الاحتياجات المالية للأنشطة الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2009، والتي تتضمن 16 برنامجاً مخططاً للمساعدات من أجل الدول، وبرنامجين طارئين، زادت منذ بداية العام بمقدار 1.5 مليار دولار.

ويصل إجمالي حجم الأموال المستهدف توفيرها لتمويل هذه الأنشطة إلى 9.5 مليار دولار. وفي لمحة إيجابية، قال جون هولمز وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن حجم الأموال التي تم توفيرها حتى منتصف العام الحالي وصل إلى 4.6مليار دولار، بما يوفر حوالي 49 % من احتياجات برامج المساعدات.

وأضاف أن باكستان شهدت أكبر زيادة في الاحتياجات، بسبب تداعيات العملية العسكرية الكبيرة التي شنّها الجيش ضد مقاتلي حركة طالبان في وادي سوات، والتي تسببت في نزوح مليوني شخص، حيث ارتفعت احتياجات تمويل عمليات المنظمة في باكستان من 55 مليون دولار إلى 542 مليون دولار.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بسبب استمرار الحصار على القطاع والحرب الإسرائيلية مطلع العام الحالي، أدى إلى زيادة الاحتياجات المالية للمنظمة الدولية في الأراضي الفلسطينية بمقدار 341 مليون دولار، لتصل إلى 803 ملايين دولار.

وتتركز أكبر زيادة في الطلبات من أجل إقامة مأوى في غزة بعد التدمير الواسع النطاق الذي خلفته العملية العسكرية. وقال هولمز إنه قدم خطة لإعادة الإعمار إلى إسرائيل، إلا أنه لم يتلق أي رد.

وأكد هولمز أن إسرائيل لم تقبل المسؤولية عن الوضع في القطاع، وأضاف إنها لم تقبل بطلبات إعادة البناء، كما منعت دخول سلع، مثل الأسمنت والمواسير إلى غزة، بزعم وجود مخاوف أمنية. وأشار إلى أنه بعدما طردت الخرطوم منظمات خيرية دولية عدة في وقت سابق هذا العام، تدخلت الحكومة المركزية لتقديم المساعدات إلى إقليم دارفور المضطرب، على الرغم من أن السودان يعاني عجزاً، قدره 44 %، من احتياجاته التي تقدّر بأكثر من 2 مليار دولار.

كما تحتاج أعمال الإغاثة في سريلانكا 114 مليون دولار إضافية، بسبب الحرب التي شهدتها مطلع العام الحالي، وأدت إلى تشريد حوالي 285 ألف نسمة.