أملاً بطي صفحة موجعة من الانتكاسات التي هزّت صورتها، وبلغت ذروتها مع أزمة ديون مجموعة دبي العالمية، يفتتح نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، quot;برج دبيquot; وهو أطول بناء في العالم بارتفاع يتجاوز 800 متر، بعد إرجاءات عدة لموعد الافتتاح. وحلّ سهم laquo;إعمارraquo; في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً في بورصة الإمارات اليوم. وكُلّفت بريسم انترناشونال، لتنظيم حفل الافتتاح المزمع أن تشارك فيه شخصيات عالمية.

دبي - إيلاف، وكالات: كُلّفت شركة بريسم انترناشونال، وهي شركة إدارة الأحداث المهمة في دبي- من قبل إعمار العقارية لتنظيم حفل الافتتاح الهائل لبرج دبي، أطول مبنى في العالم، في أسلوب جديد وحصري، ما يواكب هذا الحدث المهم، المحدد إقامته يوم غد الاثنين الرابع من يناير 2010.

ووعد بيير ماركوه، الرئيس التنفيذي والمدير الفني لشركة بريسم انترناشونال، أن يبهر دبي والعالم مع أحدث إبداعاته الفريدة من نوعها التي صممت خصيصاً لحفل افتتاح برج دبي، الذي سوف يحضره الحكام والشيوخ من الأسرة المالكة، وأهم الأسماء والشخصيات العالمية، إضافة إلى غيرهم من المدعوين والمشاهدين، حيث يواكب هذا التاريخ ذكرى تولّي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في دبي.

بريسم انترناشونال قد قدمت العرض الأقوى من حيث الإبداع والابتكار من بين وكالات دولية منافسة عدة، أرادت المشاركة في هذا الحدث الضخم. ويعد اختيار إعمار العقارية لشركة بريسم اعترافاً حقيقياً بمواهب بيير ماركوه وقدرة بريسم انترناشونال على التعامل مع حدث بهذا الحجم. وتتمثل رؤية بيير ماركوه الفنية وتجاربه السابقة في سجله الحافل بالأحداث، التي تشمل مراسم افتتاح مهرجان دبي للتسوق، وكأس دبي العالمي 2008، ودبي أوتودروم في عام 2006، فضلاً عن عروض رائعة لأسبوع دبي للموضة وخلافه.

وفي تعليقه على الحدث قال بيير ماركوه quot;نظراً إلى حجم هذا الحدث الفريد ومكانته، يشرفني ويسعدني أن أقدمه الي العالم. وإننا لفي غاية السعاده والفخر لإعطائنا الفرصة للعمل مع شركة رائدة إقليمياً مثل إعمار العقارية في هذا المشروع، الذي يعد إنجازاً فريداً لا مثيل له، ودائماً ما تكون المشاركة في تلك الأحداث المتميزة فرصة لنا لتقديم أفضل ما نحمله في جعبتنا من خلال عروضنا وتصميماتناquot;.

يشار إلى أن بيير ماركوه المسوؤل عن تنفيذ واخراج وإنتاج هذا العرض الضخم، قد قام بتنظيم العديد من الفعاليات المبتكرة في مختلف أنحاء العالم منذ عام 1997 باستخدام أحدث التقنيات الرائدة في كل وقت. أما عن هذا الحدث فإنه يهدف إلى إحياء تجربة ملهمة للجميع، من خلال استخدام برج دبي كخلفية للعروض والإسقاطات في حفل الافتنتاح.

برج دبي مدينة عمودية تعانق السحاب يزاح الستار عنها الاثنين

برج دبي يتحدى ديون الإمارة وأزمتها ويستعد لدخول غينيس

إعمار تستعد لافتتاح برج دبي وتتحدث عنه بالأرقام

برج دبي يسجل أرقاما قياسية جديدة

وبعد ظهر اليوم حلّسهم laquo;إعمارraquo; في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 0.51 مليار درهم، موزعة على 0.12 مليار سهم، من خلال 2.895 صفقة.إذ أغلق مرتفعاً بنسبة 7.77% عند سعر 4.16 درهماً.

وبعد طول انتظار وتأجيل، تفتتح دبي غداً الاثنين البرج، الذي يحمل اسم الإمارة، ويرسم أفقاً جديداً للتصميم والبناء، لكونه الأعلى في العالم، على أمل طي صفحة موجعة من الانتكاسات، التي هزت صورتها، وبلغت ذروتها مع أزمة ديون مجموعة دبي العالمية. علماً أن شركة إعمار العقارية، المملوكة جزئياً لحكومة الإمارة، والتي طوّرت quot;برج دبيquot; الذي ينتصب كمسلة ساطعة من الفولاذ والزجاج، لم تكشف قط عن الارتفاع الحقيقي للبرج، وتكتفي بالقول إنه يتجاوز عتبة الثمانمئة متر.

ويعكس هذا البرج طموحات دبي الكبرى، وكانت الاحتفالات تعكرها المخاوف الناتجة من الصعوبات المالية التي جعلت الإمارة تلامس الكارثة الشهر الماضي. وبعد سنوات من الاستدانة من أجل تمويل المشاريع العملاقة، دخلت مجموعة دبي العالمية التابعة لحكومة الإمارة في عملية شائكة لإعادة جدولة جزء من ديونها، فيما يواجه القطاع العقاري أزمة حادة عموماً.

ولكن بعدما وصلت تحليلات البعض إلى حد توقّع إفلاس الإمارة في أعقاب طلب مجموعة دبي العالمية تجميد استحقاقات ديونها في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تبدو الأوساط الاقتصادية أكثر اطمئناناً في الوقت الحالي إزاء وضع دبي.

ويتوقع أن يعلن الارتفاع النهائي في الافتتاح الرسمي مساء الاثنين، خلال حفل ضخم، سيقام بمناسبة الذكرى الرابعة لتولّي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في دبي.

والبرج، الذي يرتفع لأكثر من 160 طبقة، ويحتوي على 330 ألف متر مكعب من الكونكريت، و31400 طن متري من القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البناء، و57 مصعداً، تجعل منه هذه الأرقام أيقونة عمرانية بكل معنى الكلمة.

وقدّرت كلفة quot;برج دبيquot;، الذي يمكن مشاهدته على بعد 95 كلم، عند بدء المشروع، بمليار دولار، لكن الكلفة الحقيقية تجاوزت هذا الرقم، بحسب تقارير صحافية محلية.

وقال بيل بيكر، شريك الأعمال الهيكلية والهندسة المدنية في شركة quot;سكيدمور اوينغ آند ميريلquot; (اس او ام) التي صممت البرج، ومقرها شيكاغو، quot;لقد تعلمنا الكثير من برج دبي، ويمكنني القول إنه بات بوسعنا أن نبني برجاً بطول كيلومتر بسهولة. لقد حدد البرج مرجعية جديدةquot;.

وأضاف لوكالة فرانس برس أنه بعد فوز المكتب بمسابقة بناء البرج quot;ظننا أنه سيكون أعلى بقليل من أعلى برج في العالم (تايبيه 101 - 508 أمتار)، إلا أن العميل (شركة إعمار) ما انفك يطلب منا أن نزيد الارتفاع، ونحن قمنا بذلك مرات كثيرة. وكنا نقوم بدوزنة التصميم، وكأنه آلة موسيقيةquot;.

وتصميم البرج يتمحور حول بنية مثلثة الأضلاع، يتوسطها هيكل ضخم من الأسمنت، ويضيق مدى البرج كلما ارتفع، وعلى مراحل متفاوتة بين الأضلاع الثلاثة، قبل أن يتحول في أعلاه إلى هيكل معدني تعلوه مسلة ضخمة. والتصميم مستوحى أيضاً من تويجة زهرة الصحراء، التي تنمو في منطقة الخليج.

ولعل أبرز تحديات البناء هو ضخ الخرسانة دون أن تتجمد على ارتفاع 605 أمتار، وهو الارتفاع الذي يتحول بعده البرج إلى هيكل معدني.

من جهته، قال جورج أفستاثيو الشريك المدير في quot;اس او امquot; والمسؤول المباشر عن مشروع برج دبي إن البنية المثلثة الأضلاع، والمعروفة بـquot;واي شايبquot;، quot;تمنح أساساً متيناً لبرج بهذا الارتفاعquot;. وأضاف quot;لقد اعتمدنا هذا الشكل، واستخدمنا عناصر من الهندسة الإسلامية والقناطر المستدقة، وكلما كنا نرتفع عامودياً، كنا نقلص الحجم للتخفيف من تأثير الرياحquot;.

وعن تأثير الرياح ومدى تذبذب أعلى المبنى، قال أفستاثيو quot;إنه مبنى هادئ جداً، فبعض العواصف لن تشعر بها على الإطلاق، وقد تشعر بالعواصف الأقوى، إلا أن البرج في العموم أهدأ من كل الأبراج الشاهقة الأخرى في العالم، بالرغم من كونها أقل ارتفاعاً منهquot;. ونفّذ أعمال البناء، التي بدأت في 2004، تحالف بين سامسونغ الكورية وبيسيكس البلجيكية وأرابتيك الإماراتية.

والبرج يضم أكثر من ألف شقة و49 طبقة للمكاتب، إضافة إلى فندق في طبقاته السفلى، يحمل توقيع المصمم الإيطالي جورجيو أرماني، فيما ستكون الطبقات العليا، بحسب بيكر، مكاتب أشبه بأن تكون quot;مكاتب للمراسمquot;، أي إنها ستستقبل اجتماعات رسمية، ولن تستخدم ليعمل فيها أشخاص بشكل دائم.

برج دبي سينشّط العقارات والسياحة
وقبل أيام من الافتتاح، أكد عدد من الوسطاء العقاريين لوكالة فرانس برس ارتفاع الطلب بشكل ملحوظ على وحدات البرج التي بيعت كلها قبل سنوات، وذلك في نهاية سنة قاسية على القطاع العقاري في دبي، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 50%، بعد سنوات من الارتفاع الحاد. إلا أن انخفاض الأسعار في البرج كان بحسب هؤلاء أقل حدة.

وقال رجل أعمال فلسطيني، فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس، quot;لقد اشتريت عام 2008 شقة من غرفة نوم واحدة في الطبقة الثمانين مقابل ثلاثة ملايين دولار، وبذلك تكون خسارتي نظرياً كبيرة مع تدني الأسعارquot;.

إشراقة شمس أول أيام 2010، كما تبدو من منصة المراقبة التي تقع في الطبقة 124 من quot;برج دبيquot;، أطول ناطحة سحاب في العالم والذي طورته شركة quot;إعمار العقاريةquot;

إلا أنه قال إن quot;امتلاك شقة في هذا المبنى يمنح شعوراً من الرضا الذاتيquot;. ووصل سعر المتر المربع ضمن المساحات التجارية في البرج في ذروة فورة الأسعار إلى ما بين 4500 و5500 دولار.

لكن مصاعب دبي المالية وتداعيات الأزمة الاقتصادية على دبي ودول الخليج عموماً، قد تخدم برج دبي بشكل غير مباشر، إذ تؤجّل طموحات أخرى لبناء أبراج تقفز فوق عتبة ألف متر.

ويعتقد البعض أن برج دبي سيكون آخر حبة في عنقود المشاريع العملاقة، التي اشتهرت بها دبي، ومنها جزر النخيل الاصطناعية، التي تطورها شركة نخيل، المسؤولة جزئياً عن أزمة ديون مجوعة دبي العالمية، التابعة لحكومة الإمارة.

وتقوم المجموعة حالياً بجهود لإعادة جدولة ديون بحوالي 22 مليار دولار، بعدما لامست التعثر الشهر الماضي وتجنبته، بفضل تدخل إمارة أبوظبي في آخر لحظة. ومن المشاريع التي أعلن عنها في منطقة الخليج، ويبدو مستقبلها أكثر من غامض بعد الأزمة، quot;برج نخيلquot;، الذي قالت نخيل إن ارتفاعه سيتجاوز ألف متر، وبرج مدينة الحرير في الكويت (أكثر من الف متر) وبرج للملياردير السعودي الوليد بن طلال في جدة (أكثر من 1600 متر).

وقال أفستاثيو في هذا السياق quot;سيكون هناك دائماً من يريد أن يبني برجاً أعلى. لقد صمم برج دبي في أوقات مختلفة تماماً عن الآن، والقوة الدافعة وراء بناء الأبراج هي الاقتصاد، ولو يقال لي متى يتحسن الاقتصاد، ستكون لدي فكرة أفضل عن متى سيبنى برج أعلىquot;. وأضاف quot;لو بدأ تصميم برج أعلى اليوم، فلن ينتهي البناء قبل عشر سنوات، وبالتالي سيحتفظ برج دبي بالرقم القياسي لهذه الفترة على الأقلquot;.

وتوقع عقاريون أن تشهد السوق العقارية في الإمارات حراكاً ملموساً، بعد أن يتم افتتاح برج دبي في الرابع من الشهر الجاري. كما يتوقع أن ينعكس افتتاحه إيجاباً على قطاعات اقتصادية تعاني ركوداً غير مسبوق منذ أكثر من عام، جراء الأزمة العالمية التي تلتها أزمة ديون الإمارة.

وينتظر مئات المستثمرين ومالكي العقارات في دبي تسليم البرج -وهو الأعلى والأشهر في العالم- وسط توقعات بانحسار الركود الذي تأثرت به السوق العقارية أكثر من غيرها. وتتكتم شركة quot;إعمارquot; العقارية المطورة للمشروع على الكثير من تفاصيل البرج، الذي يتوسط مشروعاً، بلغت كلفته 20 مليار دولار. لكن الرئيس التنفيذي لشركة quot;أرابتك للإنشاءاتquot; -وهي المقاول الرئيس في المشروع- كشف للجزيرة نت أن البرج يتكون من 160 طبقة.

ويسود التفاؤل أوساط العقاريين بمرحلة ما بعد تسليم البرج، حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة quot;دايموندquot; للتطوير العقاري فارس سعيد إن افتتاحه سيساهم في تنشيط كبير للسوق العقارية. وتوقع سعيد في حديث للجزيرة نت ارتفاعاً ملموساً لأسعار العقارات في البرج والمنطقة المحيطة به في العام 2010. وقال quot;سترتفع الأسعار في دبي عموماً بما لا يقل عن 10%، بينما قد يصل الارتفاع في أسعار وحدات البرج نفسه إلى 50%quot;.

وأشار إلى أن غالبية مالكي الوحدات العقارية في البرج أمسكوا عن البيع منذ شهور عدة، عندما تأكد موعد التسليم مطلع الشهر الجاري. ورجح أن ينشط افتتاح البرج المرافق السياحية وقطاعات اقتصادية أخرى. وأيده الخبير العقاري والمستشار في جمعية المقاولين الإماراتيين عماد الجمل، الذي قال إن افتتاح برج دبي سينشط قطاعات اقتصادية أخرى في دبي غير السوق العقارية، وسيعيد استقطاب المستثمرين إلى الإمارة.

وتوقّع من جهته أن تستعيد الأسعار في منطقة البرج عافيتها في 2010، بعدما يتم افتتاح هذا الصرح الأعلى في العالم والذي سيكون معلماً من معالم دبي. وتوقع أيضاً أن ترتفع أسعار العقارات في برج دبي عينه وفي المنطقة المحيطة (برج دبي داون تاون) بين 10 و20% بعد افتتاحه. وقال إن البرج يشكل مدينة صغيرة تتسع لـ100 ألف شخص قامت على أساس رأسي، وليس أفقي.

وتبنى وسيط عقاري في دبي احتمالات الرأي نفسه. وقال زهر الدين سليم إن كثيراً من مالكي الوحدات العقارية هناك أمسكوا عن عرض وحداتهم للبيع في انتظار الافتتاح، وتوقع حراكاً في سوق دبي العقارية خلال الفترة التي ستلي التسليم للمالكين.

في المقابل، استبعد الرئيس التنفيذي لشركة quot;صكوكquot; العقارية ضرار حطاب أن يؤدي تسليم البرج إلى ارتفاع أسعار العقارات في المنطقة. وقال إن quot;السوق العقاري يتحرك ببطء شديد، وليس كأسواق الأسهم التي تتجاوب سريعاً مع أي حدث أو خبرquot;.

ورأى أن انتعاش السوق العقاري يحتاج تنفيذ مشروعات حكومية كبرى وضخ سيولة كبيرة. بيد أنه توقع بدروه أن ينشّط افتتاح البرج قطاعات ومرافق اقتصادية كثيرة في دبي. فهو سيجلب أفواجاً سياحية كثيرة، ويرفع نسب الإشغال الفندقي والحركة في مطارات الدولة.

وأشار إلى أن تسليم وحداته لمالكيها سيمنحهم فرصاً جيدة للبيع أو الرهن أو التصرف، كما إن البرج سيظهر البنية التحتية القوية في إمارة دبي، وهذه كلها انعكاسات إيجابية غير مباشرة على السوق العقارية.

وكانت إعمار -العقارية، التي تمتلك حكومة دبي حصة غالبية فيها- قد بدأت منذ سنوات في بناء برج دبي، ليكون أعلى ناطحة سحاب في العالم، وطرحت وحداته للبيع.

وتهافت آلاف المستثمرين على شققه وأجنحته ومكاتبه، وبيعت لاحقاً بأسعار قياسية، نتيجة المضاربات، حتى تجاوز سعر القدم المربع الواحد فيها عشرة آلاف درهم. لكن هذه الأسعار هوت لتحوم حول ثلاثة آلاف درهم، بسبب الأزمة العالمية.

من جهته، قال مدير الأبحاث في مجموعة شعاع كابيتال مهدي مطر quot;مقارنة بشهر مضى، باتت ثقتنا أكبر بكثير بالنسبة إلى دبي، بعد تقديم أبوظبي دعمها لمشروع إعادة هيكلة دبي العالميةquot;. وأضاف إن quot;مسألة الديون ليست خطرة بالدرجة التي كانت تخشاها الأسواقquot;.

وكانت شركة نخيل التابعة لمجموعة دبي العالمية تمكنت من دفع صكوك بـ4.1 مليار دولار استحقت في 14 كانون الأول/ديسمبر، وذلك بعدما قدمت أبوظبي لدبي في اللحظة الأخيرة دعماً مالياً بعشرة مليارات دولار. وبدأت المجموعة نهاية العام الماضي مفاوضات لإعادة جدولة ديون بحوالي 22 مليار دولار.

وذكر خبير اقتصادي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن دبي قد تلجأ إلى بيع بعض أصولها العقارية في الخارج، لسداد بعض الديون، إلا أنها لن تتخلى عن الاستثمارات الاستراتيجية، خصوصاً موانئ دبي العالمية، وشركة الإمارات للطيران. وتشير تقديرات إلى أن ديون دبي، التي شحت مواردها النفطية القليلة أساساً، تبلغ حوالي مئة مليار دولار.

وأوضح مدير أبحاث الشرق الأوسط في مجموعة quot;يو بي اس ايه جيquot; للخدمات المالية وإدارة الثروات سعود المسعود أن نصف سكان دبي تقريباً يعملون في قطاعي العقارات والإنشاءات. وبغياب أرقام رسمية محددة، قال المسعود إن عدد سكان دبي تقلّص بنسبة 8% في 2009، بسبب الأزمة وفقدان الوظائف، كما توقع انخفاضاً بنسبة 2% إضافية في 2010.

وأشار مسعود إلى أن أسعار العقارات quot;قد انخفضت بنسبة 50% في الأشهر الـ12 الماضية، متوقعاً انخفاضاً إضافياً بـ30%quot;، ومشيراً إلى أن العرض يفوق الطلب بنسبة كبيرة، وأن هناك حوالي 40 ألف وحدة ستدخل السوق في 2010. كما ذكر أن quot;أعمال الإنشاءات انخفضت في 2009 بنسبة 80% مقارنة بـ2008، كما تم تأجيل عدد من المشاريع العقارية لأجل غير محددquot;.

لكن بالرغم من توقعاته المتشائمة للقطاع العقاري في دبي، يرى المسعود أنه quot;لا يمكن أن تمحى دبي عن الخارطة، فالبنية التحتية لدبي فريدة من نوعها في المنطقة، وهي مركز مالي وسياحي إقليميquot;. واعتبر أن quot;ان التحدي الحقيقي بالنسبة إلى دبي هو كيف ستتمكن من تنويع اقتصادهاquot;. وقد شاطر مطر هذا الراي بالقول إن quot;الأعمال ستستمر في دبي، والسياحة ستستمرquot;، وquot;الأسعار بعدما انخفضت، تصبح بمتناول عدد أكبر من الناسquot;.

وقد شدد مسؤولون في دبي مراراً على أن اقتصاد الإمارة لا يرتكز على العقار والإنشاءات فقط، مذكرين بقطاعات حيوية، مثل النقل والمناطق الحرة وإعادة التصدير والإعلان والإعلام، وهي قطاعات تسير بشكل جيد نسبياً.