حسام المهدي من القاهرة: في إطار تفعيل دور القطاع الخاص في الشراكة الأورومتوسطية، نظم أمس نظم تحالف اتحادات الأعمال الأورومتوسطية برئاسة جلال الزربة رئيس اتحاد الصناعات المصري، مائدة مستديرة بحضور مارك فرانكو سفير الاتحاد الأوروبي وأنطونيو لوبيز مارتينيز سفير أسبانيا ورئاسة الإتحاد الأوروبي وسفراء دول الإتحاد الأوروبي الـ27 لمناقشة برنامج التحالف المستقبلي وعرض رؤية القطاع الخاص لدعم الشراكة.

وأوضح جلال الزربة أن التحالف قد قام بعمل استقصاء شامل للمعوقات والحلول المقترحة، تضمنت رأي أكثر من 40 ألف منظمة أعمال وشركة في دول الاتحاد الأوروبي وجنوب البحر الأبيض، وتم تحليل نتائج الاستقصاء وتحويله لرؤية واضحة لمنظور القطاع الخاص وبرنامج عمل بآليات وأنشطة محددة.

وأضاف جلال الزربة بأن تلك الرؤية قد تم عرضها على متخذي القرار في الإتحاد الأوروبي في بروكسل مع قيادات البرلمان الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، إلى جانب طرحها للنقاش في مؤتمر موسع في بروكسل، شارك فيه أكثر من 150 من قيادات منظمات الأعمال الأورومتوسطية ومؤسسات الإتحاد الأوروبي.

وأكد السفير فرانكو في كلمته أن العلاقات المصرية الأوروبية في تنامي مستمر على الصعيدين السياسي والأقتصادي، بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية والتي تستوجب تحالفات جديدة للتعامل مع المتغيرات الناشئة، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي الشريك الاستثماري الأول لمصر بنسبة 43% من جملة الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب كونه الشريك التجاري والسياحي والتكنولوجي والتعليمي الأول، والذي سينمو مع انتهاء مفاوضات التحرير الكامل للتجارة فى السلع الغذائية والزراعية وبدء مفاوضات تحرير التجارة في الخدمات.

وأشاد فرانكو بالدور الذي يلعبه التحالف في تنمية تلك العلاقات، خاصة بين دول جنوب البحر الأبيض، حيث نادى بالتركيز على القطاعات الواعدة، مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة الجديدة والمتجددة، لخلق فرص عمل والاستفادة من المميزات التنافسية لمصر.

وأوضح فرانكو أن الإتحاد الأوروبي هو الشريك الإنمائي الأول لمصر، حيث إن للمفوضية مشروعات إنمائية تجاوزت 1.2 مليار يورو، بزيادة قدرها حوالي 150 مليون سنوياً، إلى جانب 4.5 مليار في شكل قروض ميسرة من بنك الاستثمار الأوروبي، إلى جانب ما تقوم بع العديد من الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي من مشاريع ثنائية في مختلف القطاعات.

وأكد أن تنامي التجارة هو نتيجة للتعاون المشترك في إطار اتفاقية الشراكة والإعفاءات الجمركية الممنوحة للسلع المصنعة وحصص كبيرة للسلع الزراعية والغذائية، ولكن quot;هدفنا الأساس هو جذب الاستثمارات الأوروبية وما يتبعها من خلق فرص عمل ونقل تكنولوجيا وتنمية الموارد البشرية، وهي المحاور الأساسية التي تركز عليها برامج التنمية في إطار خطط العمل التي يتم الاتفاق عليها مع الحكومةquot;.

وعرض أنطونيو لوبيز مارتينيز أولويات الرئاسة الأسبانية للإتحاد الأوروبي، وأولها بدء سكرتارية الاتحاد من أجل المتوسط، وتفعيل المشاريع المطروحة في إطار الاتحاد في قطاعات الطاقة والنقل البحري والصناعات الصغيرة والمتوسطة والتعليم وتنمية الموارد البشرية والمياه، والسعي إلى توفير التمويل اللازم لها بمشاركة القطاع الخاص من الجانبين.

من جهتها، أشارت مالين كار سفيرة السويد والرئيسة السابقة للإتحاد الأوروبي إلى المستوى المتميز لما قام به التحالف، سواء من خلال خلق تلك الشبكة الضخمة من منظمات الأعمال والتخطيط العلمي والمتابعة للأنشطة الذي يؤكد قدرة وديناميكية القطاع الخاص في تحقيق ما لا تقدر عليه الحكومات، وأشارت إلى بدء السويد في السماع للشركات باستقدام مهاجرين من دول جنوب البحر الأبيض في العديد من التخصصات، مما سيفتح آفاقاً جديدة للتعاون.

وأكد أدهم نديم، عضو مجلس الإدارة التنفيذي للتحالف، على طلب برامج جديدة لدعم القطاع الخاص، ومنها مرحلة جديدة لبرنامج تحديث الصناعة، وبرنامج لتحديث التجارة، وبرنامج لتطوير الصناعات الحرفية التقليدية، خاصة وأن خطط العمل الأخيرة لم تتضمن أي برامج للصناعة والتجارة. إلى جانب استمرار البرنامج الإقليمي الناجح للاستثمار فى البحر الأبيض quot;ميد إنفستquot; الذي ينفذه التحالف.

وصرح د. علاء عز، عضو مجلس الإدارة التنفيذي للتحالف، بأنه فى إطار ميد إنفست يقوم التحالف بتنفيذ 35 مشروعاً إقليمياً فى 11 دولة، من خلال 43 منظمة أعمال، متضمنة مؤتمرات ولقائات لرجال الأعمال ومعونات فنية فى مختلف القطاعات، بهدف تنمية التبادل التجاري وجذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا ودعم منظمات الأعمال.

وأوضح هاني حافظ، مستشار رئيس التحالف بأن تحالف اتحادات الأعمال الأورومتوسطية، والذي ترأسه مصر، من خلال رئاستها لإتحاد اتحادات الصناعات الأورومتوسطية quot;BusinessMedquot;، يتضمن اتحاد الغرف الأوروبية quot;EuroChambresquot; وجمعية غرف التجارة والصناعة المتوسطية quot;ASCAMEquot; واتحاد هيئات الاستثمار الأورومتوسطية quot;Animaquot;. وأنه سيتم تنظيم العديد من الأنشطة فى مصر، ومنها المؤتمر الأورومتوسطي الأول للصناعة في مارس /آذار المقبل، والذي سيجمع قيادات الحكومات والاتحادات والشركات من دول الإتحاد الأوروبي وجنوب البحر الأبيض.

وذكر أنه تم دعوة مجتمع الأعمال من التنظيمات المصرية كافة إلى تعظيم الاستفادة، كما سيتم تكريم كل من المهندس نجيب ساويريس، كأكبر مستثمر من الجنوب فى دول البحر الأبيض، وفونتان دي فيف نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، للدور الفعال الذي قام به فى جنوب البحر الأبيض، حيث أصبح بنك الاستثمار الأوروبي هو المستثمر الأول فى المنطقة باستثمارات تجاوزت 8.5 مليار يورو منذ تولى مهامه في 2002.