لقد كان اطول خلاف تشرف على معالجته منظمة التجارة العالمية والمقصود هنا الخلاف بين الاتحاد الاوروبي والبلدان المصدرة للموز في اميركا اللاتينية من اجل تخفيض بلدان الاتحاد الرسوم الجمركية على دخوله. ولقد شغل هذا الخلاف الطرفين لسنوات طويلة لكن الاسبوع الماضيجاء الحل معه بتوقيع اتفاق سيسهل تصدير الموز دون عراقيل.

سان خوسيه: لم يات حل الخلاف بين الاتحاد الاوروبي والبلدان المصدرة للموز في اميركا اللاتينية بسهولة بل تطلب نقاشات مكثفة في بروكل شاركت فيها وفود من البلدان المصدرة للموز، وينص على قواعد جديدة لتسهيل تصديره الى الاسواق الاوروبية، ما يعني انتهاء الخلاف ايضا مع بلدان الكاريبي والمحيط الهادي والبلدان الافريقية المصدرة للموز ايضا. ولقد كان لهذا الاتفاق جانب ايجابي اخر، اذ تريد بلدان اميركا اللاتينية اسقاط الدعوى المرفوعة لدى منظمة التجارة العالمية بحق الولايات المتحدة الاميريكية والتي تملك الكثير من مزارع الموز لديها.

وقال مندوب البرازيل، وهي احدى اكبر البلدان المصدرة للموز الى اوروبا الى جانب الاكوادور، كان الاتفاق خطوة كبيرة ليس فقط لبلدان اميركا اللاتينية والكاريبي بل ايضا لمنظمة التجارة العالمية. فالاتفاق سوف يسهل اعادة المفاوضات من اجل وضع اتفاق تجاري دولي، وهذا كان ايضا احد الاسباب لتأجيل دورة الدوحة عام 2008 والتي تسعى البلدان الصناعية كما الدول النامية الى مواصلتها.

وظل الخلاف بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية من جهة وبلدان اميركا اللاتينية والكاريبي من جهة قرابة 16 عاما حول رسوم دخول موز البلدان الاخيرة الى الاسواق الاوروبية والاميركية، اذ كان يصطدم دائما بشروط صعبة وبالدرجة الاولى بالرسوم الجمركية العالية جدا وجداول لنوعية الموز الذي يجب ان يصدر. وهذا ما دفع بلدان اميركا اللاتينية والكاريبي لرفع دعوى الى منظمة التجارة العالمية لانها كانت تعتبر انتاجها من النوعية الجيدة.

وينص الاتفاق الان على تخفيض رسوم الجمارك على الموز المصدر الى الاسواق الاوروبية بالتدريج ويصل حجمه من سنويا الى اكثر من 22 مليون طن، فابتداءا من عام 2017 سوف تخفض الرسوم على كل طن من الموز المصدر من 250 دولار الى 160 دولار، يقابل ذلك تخلي الدول المصدرة عن الدعوى التي تقدمت بها الى منظمة التجارة العالمية بحق الاتحاد الاوروبي. اما بالنسبة للبلدان المصدرة للموز في افريقيا والكاريبي والمحيط الهادي تريد المفوضية التجارية في الاتحاد الاوروبي دفع تعويضات مسبقة لها تصل الى 280 مليون دولار تقريبا من ميزانية الاتحاد الاوروبي، فهذا البلدان تخشى من تفوق بلدان اميركا اللاتينية عليها بعد تخفيض رسوم الجمارك بشكل لا تعد فيه قادرة على منافستها وزيادة حجم صادراتها من الموز الى بلدان الاتحاد الاوروبي.