أبوظبي - إيلاف: أشار رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض التراث للسجاد في العاصمة أبوظبي أمير قنبري إلى أن تنظيم معرض التراث للسجاد الفارسي النادر في قصر الإمارات، الذي اختتم أمس، وسط إقبال جماهيري من نوع خاص من فئات المجتمع، إنما هو في إطار تعزيز المعرفة لدى الزوار ودعم المعارض في العاصمة، باعتبارها مصدر إلهام لروادها. ومن خلال مجموعاتها التاريخية الغنية، حيث تسهم المعارض النادرة في فتح نافذة أمام العالم الحديث للإطلاع على تراث العالم وتنوعه الثقافي.
ولفت قنبري إلى أن 200 مليون درهم هي القيمة التقرييية للمعروضات التي يضمها معرض laquo;التراث للسجادraquo; متضمناً عشرة آلاف سجادة من السجاد الفارسي المصنوع يدوياً، منها 16 قطعة نادرة، ما يجعله واحداً من أضخم معارض السجاد في العالم، من حيث عدد القطع المعروضة وقيمتها. مؤكداً على حرصه على أن يتمتع بقدر كبير من التميز والأهمية التي تتناسب مع مكانة العاصمة، وهو واحد من أربعة معارض تخطط quot;التراث للسجادquot; لإقامتها في أبوظبي، بقيمة إجمالية تصل إلى 800 مليون درهم.
وأوضح أنه لن يتكرر عرض أي من القطع، بحيث يضم كل من الأربعة مجموعة جديدة ومختلفة عن المعرض السابق له، ومن المقرر أن يقام المعرض التالي في مارس/آذار المقبل.
وذكر قنبري أن المعرض أكثر من مجرد مجال لبيع السجاد الإيراني الفاخر، فهو أيضاً معرض تثقيفي مدللاً لمعرفة قليل من الجمهور المعرفة الكافية عن السجاد، ومعرفة الفرق بين الجيد والسيء منها، وكيفية اختيار القطع التي تصلح للاقتناء.
وأشاد في تصريح صحافي أن المعرض يضم ثلاثة أنواع من السجاد وفقاً لجودته، بما يشكل قدراً كبيراً من التنوع، ويتناسب مع كل الأذواق، بخلاف معارض عدة أو جهات تجارية تقدم معروضاتها من السجاد من دون الإشارة إلى التفاوت في الجودة بين كل منها. واعتبر قنبري أن إبراز التفاوت بين أنواع السجاد quot;يمثل جزءاً رئيساً من النقاش الذي نسعى إلى إقامته مع الجمهور في المعارض التي نقيمها، لنقدم لهم جانباً من خبرتنا الكبيرة في هذا المجال، باعتبارنا مؤسسة عالمية تمتلك 82 فرعاً في 28 دولة، وسبق أن أقمنا 62 معرضاً في دول متعددة، ومعظمها تتعامل مع البيع باعتباره عملية متصلة بالتعليمquot;.
ويضم المعرض في أبوظبي 16 قطعة من السجاد النادر، تعود إلى القرن 18 الميلادي، ست منها للعرض فقط، وكذلك سجادتان تحملان صورة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إحداهما وهو يصلي، والأخرى وهو يمتطي حصاناً.
وأوضح أن ليس كل السجاد الإيراني تزيد قيمته المادية مع الوقت، ولكن، هناك عناصر تتوقف عليها جودة السجاد، من أهمها جودة اللون، وإذا ما كانت ألوان السجادة مستمدة من مواد وخامات طبيعية أم ألوان صناعية ويمكن اكتشاف ذلك، حسب قنبري، بوضع قطرة ماء على السجادة، فإذا تغيرت ألوانها تكون غير أصيلة، بينما تظل الألوان الطبيعية ثابتة لا تتأثر بالماء والسوائل.
وإلى جانب الألوان، هناك أيضاً تاريخ صناعة السجادة ومكان صناعتها، وإذا كان معها ضمان أو شهادة من المصنع أم لا. وينصح قنبري بشراء القطع الثمينة من محال أو معارض معتمدة، وتتمتع بالثقة والسمعة الجيدة. أما الرسومات التي تزين السجادة، والتي تتراوح عادة بين النقوش الكلاسيكية الشهيرة للسجاد الإيراني وروايات وأساطير تروي قصص أبطال خارقين ومعارك خيالية تناقلتها الأجيال، فإنها لا تؤثر في جودة السجادة وقيمتها.
وأكد أن دولاً قدمت أنواعاً من السجاد تعد تقليداً للسجاد الإيراني، مثل الصين والهند، لكنه يظل تقليداً، حيث مازال السجاد الإيراني المصنوع يدوياً يتربع على عرش أفضل أنواع السجاد، خصوصاً الذي تنتجه قم وتبريز.
وأضاف أن العاصمة أبوظبي مقبلة على افتتاح مشروعات ثقافية وفنية رائدة، من أبرزها المتاحف التي يجري تشييدها في جزيرة السعديات، ومن شأنها رفع درجة الوعي الثقافي والفني لدى الجمهور، وquot;نحن على استعداد كامل للمشاركة في الخطوات المهمة، ووضع كل إمكاناتنا وخبراتنا في خدمة القائمين على المشروعاتquot;.
وتعد صناعة السجاد من أشهر وأقدم الصناعات اليدوية في إيران، وحسب المدير العام للشركة المنظمة لمعرض laquo;التراث للسجادraquo; في أبوظبي، أمير قنبري، فإن الوثائق التاريخية تشير إلى أن أول سجادة يدوية في العالم تم نسجها في إيران، وخير دليل على ذلك هو العثور على أقدم سجادة في مقبرة laquo;بازيريكraquo;، جنوب سيبريا، تعود إلى العصر الإخميني قبل 300 إلى400 عام قبل الميلاد. ولاتزال هذه الصناعة تخطو خطوات مهمة لسد الحاجة المحلية من السجاد الإيراني الفاخر، وتصدير الفائض منه إلى الأسواق العالمية. وتتمثل أبرز أنواع الرسومات المتبعة في نسج السجاد في تسعة أنواع هي: هراتي، وسرطاني، وزهري، وشاه عباسي، ومينا خالي، وحنائي، وبيد مجنون، وجوشقاني وترنجي. وأهم المدن الإيرانية التي تشتهر بصناعة السجاد هي: أصفهان ونائين وكاشان وتبريز وقم وكرمان وأراك.
كما أشاد رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض التراث للسجاد في العاصمة أبوظبي أمير قنبري بالدعم اللامحدود الذي يوليه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد لبرامج ومبادرات بتعزيز الثقافة العالمية في برامج الثقافة والتراث في العاصمة أبوظبي، من المضي في إنشاء متحتف جوجنهايم واللوفر وغيرها من البرامج المتقدمة، ومشيداً بجهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهيئة السياحة في تنظيم العديد من البرامج والمبادرات التي تربط سكان العاصمة بالثقافة العالمية من خلال مختلف ألوان الثقافة ومجالاته الفنية والموسيقية والتراثية والأدبية.
التعليقات