لا بد من القول ان الوجه الافضل لبلدان اميركا الجنوبية حتى الان هو الرئيس البرازيلي لويس اناسيوس لولا دي سيلفا، وتأمل معظم الحكومات ان يكون خلفه على شاكلته لانه تمكن عبر سنوات حكمه من بناء جسر قوي بين بلده في الدرجة الاولى والبلدان العضوة في معاهدة منطقة ماركوسور( معاهدة تجارية بين بلدان اميركا الجنوبية) والاتحاد الاوروبي.

سان خوسيه: حسب تقرير اقتصادي رسم دي سيلفا الخطوط العريضة لمعاهدة الشراكة التجارية بين المجموعة الاوروبية وبلدان اميركا الجنوبية، حيث نجح في اخر زيارة له الى بروكسل مقر المفوضية الاوروبية من دفع المفاوضات بشان الشراكة الى الامام، الا ان مقاومة الفلاحين الفرنسيين مازالت يشكل عائقا، لذا وقبل تنحيه عن السلطة في الاشهر القادمة سوف يحاول كسب قلوب الفرنسيين كما قال.

ولقد تعمد دي سيلفا خلال النصف الثاني من هذا العام تكثيف الاتصالات مع الاتحاد الاوروبي وهذا ظهر عبر القمة الرابعة المسماة quot; البرازيل- الاتحاد الاوروبيquot; التي عقدها في برازليا في شهر تموز ( يوليو) الماضي حيث شارك فيها كبار المسؤولين في المفوضية الاوروبية وعلى راسهم رئيس المفوضية خوسيه مانويل باروزو، فلانه من دولة تتحدث الاسبانية كان التفاهم مباشرا مع المعنيين بالامر من بلدان منطقة ماركوسور.

ولقد بدأت عام 1999المفاوضات بين الاتحاد الاوروبي وبلدان اميركا الجنوبية من اجل المزيد من حرية التجارة بين الكتلتين، الا انها كانت تصطدم دائما بعراقيل يضعها المزارعون الاوروبيون والسياسيون المتخصصون بالشؤون الزراعية والاقتصاد الزراعي. ففي كل مناسبة يظهرون خشيتهم من اغراق الاسواق الاوروبية بلحوم البقر والدواجن المنخفضة الاسعار من الارجنتين والبرازيل والاوروغوي وباراغواي.

وزادت المشاكل حدة في شهر ايار( مايو) من هذا العام، حيث اعلن ممثلون عن الحكومة الفرنسية ورابطة المزارعين الفرنسيين رفضهم لخطط المفوضية الاوروبية من اجل اعادة المفاوضات مع بلدان منطقة ماركوسور المتعلقة بانشاء منطقة حرة، وبرروا رفضهم بان على المفوضية عدم قيادة اي مفاوضات تشكل خطرا على المزارعين الفرنسيين والاوروبين.وحيال هذا الوضع ورفض الفرنسيين يقول الرئيس البرازيلي سوف احاول كسب قلوبهم واجعلهم اكثر مرونة من اجل التوصل الى اتفاق. واعتمد بذلك على تمكنه سابقا من تحريك المفاوضات التي جمدت عام 2004 واعيدت الصيف الماضي، فهو يريد ان يشرح للفرنسيين الفائدة الكبيرة لمعاهدة حرية التجارة للاوربيين، فهي بنفس حجم فائدة بلدان ماركوسور منها.

كما انه لا يريد اغضاب الفلاحيين الفرنسيين لذا قال الفرنسيون لديهم مشاعر قومية وانا احترم ذلك. لكن المعاهدة هي بين عدة بلدان وعلى شعوب هذا البلدان الاستفادة منها، ويجب دفع شكل من التعويضات لكل قطاع يصاب باضرار.اذ ان معاهدة التجارة الحرة تفتح امام الاتحاد الاوروبي اكبر سوق في العالم، حيث يتجاوز عدد سكان اميركا الجنوبية ال700 مليون نسمة وحجم تبادل تجاري يتعدى المائة مليار سنويا.هذا، ووصل حجم التبادل التجاري بين بلدان الاتحاد الاوروبي والبرازيل لوحدها عام 2009 الى 47 مليون يورو لكنه دون مستوى عام 2008 وكان 62 مليار يورو، واعتبر البرازيل في هذا العام عاشر اكبر بلد مصدر الى بلدان الاتحاد الاوروبي.