واصلت السياسة المحافظة وتجنب مخصصات الائتمان إلقاء ظلالها على أرباح ثمانية بنوك سعودية من أكبر البنوك العاملة في السعودية من حيث القيمة السوقية خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الجاري، بعدما جاءت الأرباح أقل من التوقعات.

محمد العوفي من الرياض: قادت السياسة المحافظة وتجنيب مخصصات الائتمان إلى تراجع أرباح ثمانية بنوك سعودية مدرجة في البورصة السعودية خلال تسعة أشهر من العام الجاري بنسب متفاوتة بين 81% و2.6%، فيما أرجع مصرف الإنماء، البنك التاسع الذي تراجعت أرباحه، الأمر إلى انخفاض العائد على الاستثمارات وارتفاع المصاريف التشغيلية.

فيما حقق بنكا البلاد والسعودي الهولندي نتائج إيجابية خلال الأشهر التسعة الماضية من 2010، استطاعا خلالها رفع أرباحهما، حيث زادت أرباح البنك السعودي الهولندي 8%، فيما ارتفعت أرباح بنك البلاد 71%.

ويرى عضو جمعية الاقتصاد السعودية والمحلل المالي تركي فدعق في تصريح لــ quot;إيلافquot; أن أرباح البنوك السعودية جاءت أقل من التوقعات، مشيراً إلى أن مخصصات سيقل حجمها في الربع الرابع من العام الجاري، وستنتهي في مع نهاية العام 2010.
وأضاف فدعق أن وجود هذه المخصصات يعطي إشارة إلى زيادة تعثر عدد من رجال الأعمال الكبار المتعاملين مع البنوك السعودية، وبالتالي أصبحت قروضهم ديون مشكوك في تحصيلها.

ورأى أنه يجب على الجهات المختصة التعامل مع هؤلاء المتعثرين بشكل يمكنهم من إعادة جدولة ديونهم بتكاليف لا تشكل عبء كبير عليهم.

البنوك التي تراجعت أرباحها في 9 أشهر
إلى ذلك، أعلن البنك السعودي الفرنسي أن صافي الربح خلال تسعة أشهر بلغ 2.092 مليار ريال، منخفضاً بنسبة 2.6% عما حققه البنك في الفترة المماثلة من العام المنصرم، والذي كان عند 2.147 مليار ريال، وبلغت ربحية السهم 2.89 ريال مقابل2.97 ريال للفترة المماثلة من العام السابق، بينما بلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 621 مليون ريال، مقابل 714 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 13 % في مقابل صافي ربح للربع السابق، قدره 757 مليون ريال وذلك بانخفاض قدره 17.97%.

وأرجع البنك سبب الانخفاض في أرباح الأشهر التسعة الأولى للعام 2010 إلى انخفاض صافي ربح العمولات الخاصة والسياسة المتحفظة للبنك.

كما انخفضت الأرباح الصافية لمجموعة سامبا المالية خلال الأشهر التسعة بنسبة 5.1% لتصل إلى 3.534 مليار ريال، مقابل 3.725 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وبلغت ربحية السهم خلال الأشهر التسعة 3.93 ريال في مقابل 4.14 ريال للفترة المماثلة من العام السابق. في حين أن صافي الربح خلال الربع الثالث بلغ 1.103 مليار ريال، بانخفاض قدره 8.8% عما كان عليه في الربع المماثل من العام السابق، الذي كان عند 1.210 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق، ومقابل صافي ربح للربع السابق 1.220 مليون ريال، وذلك بانخفاض قدره 9.59%. ويعود سبب انخفاض الأرباح إلى انخفاض ربح العمولات الخاصة.

ولم تكن النتائج المالية لبنك الرياض بعيدة عن نتائج مجموعة سامبا المالية، إذ انخفضت صافي أرباح البنك خلال تسعة أشهر بنسبة 2.69%، لتصل إلى 2.061 مليار ريال في مقابل 2.118 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وبلغت ربحية السهم خلال الأشهر التسعة 1.37 ريال، مقابل 1.41 ريال للفترة المماثلة من العام السابق، كما بلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 611 مليون ريال، مقابل 759 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 19.5%، ومقابل صافي ربح للربع السابق بلغ 766 مليون ريال، وذلك بانخفاض قدره 20.2%.

وأرجع البنك هذا الانخفاض في ربحية البنك للأشهر التسعة إلى الانخفاض في ربح العمولات الخاصة وإلى السياسة المحافظة للبنك.

وأعلن مصرف الإنماء أن صافي الخسارة خلال الأشهر التسعة بلغ 52 مليون ريال، مقابل صافي ربح 210 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وبلغت خسارة السهم 0.03 ريال مقابل ربح 0.14 ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وبلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 20 مليون ريال، مقابل 39 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 49% ومقابل صافي ربح للربع السابق 3 مليون ريال وذلك بارتفاع قدرة 567%.

وعلل البنك سبب انخفاض صافي الدخل إلى انخفاض العائد على الاستثمارات وارتفاع المصاريف التشغيلية نتيجة لتشغيل عدد من الفروع والصرافات الآلية.

كما حقق البنك السعودي البريطاني quot;سابquot; صافي الربح خلال الأشهر التسعة من العام الجاري 1.487 مليار ريال متراجعة بنسبة 25.9 % عما حققه البنك في الفترة المماثلة من العام المنصرم، والبالغ 2.006 مليار ريال، وبلغت ربحية السهم 1.98 ريال، مقابل 2.68 ريال للفترة المماثلة من العام السابق. كما بلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 419 مليون ريال، مقابل 570 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 26.5 %. ومقابل صافي ربح للربع السابق 447 مليون ريال، بانخفاض قدره 6.3%.

وأرجع البنك سبب انخفاض أرباح الفترة الحالية مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق لانخفاض صافي دخل العمولات الخاصة، وكذلك استمرار البنك في انتهاج سياسة متحفظة تهدف لتعزيز المخصصات، وبالتالي استمرار دعم المركز المالي للبنك.

فيما انخفضت صافي أرباح مصرف الراجحي خلال الأشهر التسعة الأولى بنسبة 3.68% لتصل إلى 5.103 مليار ريال، مقابل 5.298 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وبلغت ربحية السهم خلال الأشهر التسعة الأولى 3.40 ريال، مقابل 3.53 ريال للفترة المماثلة من العام السابق، في حين أن صافي الربح خلال الربع الثالث بلغ 1.640 مليون ريال، مقابل 1.795 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 8.64 %، ومقابل صافي ربح للربع السابق 1.779 مليون ريال، بانخفاض قدرة 7.81%.

وأوضح البنك أن سبب الانخفاض في الأرباح يعود إلى سياسة المصرف المتحفظة لتدعيم مخصصاته الائتمانية لاستمرار دعم المركز المالي للمصرف.

كما أعلن البنك السعودي للاستثمار انخفاض صافي أرباحه خلال تسعة أشهر من العام الجاري بنسبة 70%، لتبلغ 192 مليون ريال مقابل 631 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وبلغت ربحية السهم خلال تسعة أشهر 0.43 ريال مقابل 1.40 ريال للفترة المماثلة من 2009، فيما بلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 149 مليون ريال مقابل 203 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 27%، ومقابل صافي ربح للربع السابق بلغ 22 مليون ريال، بارتفاع قدره 577 %.

وأرجع البنك سبب الانخفاض في صافي الربح إلى تكوين البنك للمخصصات اللازمة خلال الفترة للاستمرار في دعم المركز المالي للبنك.

كما انخفضت أرباح البنك العربي الوطني الصافية خلال تسعة أشهر بنحو 22.4% لتصل إلى 1610 مليون ريال مقابل 2074 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، كما تراجعت ربحية السهم إلى 2.48 ريال مقابل 3.19 ريال للفترة المماثلة من العام 2009، فيما بلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 347 مليون ريال مقابل 633 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق وذلك بانخفاض قدره 45.3%، ومقابل صافي ربح للربع السابق 629 مليون ريال، بانخفاض قدره 44.9%.

وأرجع البنك ذلك انخفاض أرباح الأشهر التسعة الأولى من عام 2010 مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من عام 2009 إلى تراجع صافي العمولات الخاصة من جهة، وإلى السياسة المحافظة للبنك من جهة أخرى.

هذا وأعلن بنك الجزيرة تراجع أرباحه الصافية في تسعة أشهر بنسبة 81% لتبلغ 56 مليون ريال، مقابل 293 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وبلغت ربحية السهم خلال تسعة أشهر 0.19 ريال، مقابل 0.98 ريال للفترة المماثلة من العام السابق. بينما بلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 22 مليون ريال، مقابل صافي ربح 70 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 69 %، ومقابل صافي ربح للربع السابق 21 مليون ريال، بارتفاع قدره 5%.

وأرجع البنك سبب الانخفاض في صافي الربح إلى السياسة المتحفظة للبنك من خلال تجنيب المخصصات اللازمة لاستمرار دعم المركز المالي للبنك.

البنوك التي ارتفعت أرباحها في 9 أشهر
في المقابل، حقق بنك البلاد صافي أرباح خلال الأشهر التسعة 87.8 مليون ريال، بزيادة قدرها 71.8% عما حققه عن الفترة المماثلة في العام السابق، والذي كان عند 51.1 مليون ريال، فيما بلغت ربحية السهم خلال الأشهر التسعة 0.29 ريال، مقابل ربحية 0.17 ريال للفترة المماثلة من العام السابق، فيما بلغت صافي أرباح البنك خلال الربع الثالث 2.4 مليون ريال، مرتفعاً بنحو 26.3% مقابل صافي ربح 1.9 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، ومقابل صافي ربح للربع السابق 32.8 مليون ريال، بانخفاض قدرة 92.7%.

وأرجع البنك نمو أرباح الفترة الحالية مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق إلى نمو صافي الدخل من الأنشطة الرئيسة، وكذلك نمو دخل العمليات الأخرى، وبالمقارنة بنتائج الربع الأول والثاني من العام 2010، فإن أسباب الانخفاض ترجع إلى اتخاذ البنك سياسة محافظة لتعزيز جودة الموجودات عن طريق تجنيب مخصصات إضافية لاستمرار تدعيم المركز المالي للبنك.

فيما حقق البنك السعودي الهولندي صافي الربح خلال الأشهر التسعة 565.8 مليون ريال، مقابل 525.3 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق، بارتفاع قدره 8 %، فيما بلغت ربحية السهم خلال الأشهر التسعة 1.71 ريال، مقابل 1.59 ريال للفترة المماثلة من العام السابق، بينما بلغ صافي الربح خلال الربع الثالث 85.3 مليون ريال، مقابل 150.3 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق، بانخفاض قدره 43%، ومقابل صافي ربح للربع السابق 250.5 مليون ريال، بانخفاض قدره 66%.
وربط البنك الارتفاع بصافي الربح بنسبة 8% لفترة الأشهر التسعة مقارنة بالعام الماضي أساسًا إلى انخفاض مصاريف التشغيل، ويعود سبب الانخفاض في صافي الربح للربع الثالث نتيجة لزيادة المخصصات.