من المقرر أن تعلن الحكومة والاتحاد الأوروبي في بروكسل غدا الثلاثاء اختتام المفاوضات الرسمية التي تهدف لمنح الأردن وضعا متقدما تفضيليا في علاقاته مع الاتحاد، حيث يغادر وزير الخارجية ناصر جودة إلى بروكسل لهذا الهدف.

عمان: يولي الأردن أهمية كبيرة لتعزيز وتطوير علاقاته الثنائية مع الاتحاد الأوروبي، حيث يطمح في رفع مستوى التعاون الثنائي والتكامل مع الاتحاد وبما يؤدي إلى إحداث مزيد من التقدم والتطور في العلاقات الثنائية من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون واستكشاف فرص ووسائل جديدة لزيادة وتعزيز هذه العلاقات.

ويتطلع المسؤولون الحكوميون للحصول على وضع متقدم مع الاتحاد الأوروبي ضمن مجموعة من المحاور لتعزيز مستوى العلاقات الثنائية مع الاتحاد، وخاصة تعزيز التعاون والحوار السياسي، وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الأردن والاتحاد، وتعزيز مستوى مشاركة المملكة في برامج وهيئات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجالين الاجتماعي والثقافي وتسهيل انتقال المواطنين.

ويسعى الأردن في المجال السياسي لمأسسة الحوار بين الجانبين وتكثيف المشاورات بما يدعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة. وفي المجال الاقتصادي، يسعى لزيادة وتعزيز فرص التعاون مع الاتحاد، وخاصة ما يتصل بتعزيز مناخ الاستثمار والأعمال، وتطوير التعاون التجاري، وتحسين مستوى التفاعل بين القطاع الخاص لدى الجانبين، وتخطط الحكومة الأردنية لتطوير آليات جديدة للتعاون في عدد من القطاعات وخاصة الطاقة والنقل والمياه والبيئة والزراعة، وبما يساهم في تمكين الأردن من التصدي لجملة التحديات التي تواجهه في هذه القطاعات.

ويهدف المسؤولون الحكوميون إلى تعزيز مشاركته في برامج وهيئات ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف بناء القدرات المؤسسية للمؤسسات والوزارات الأردنية في عدة مجالات، حيث يتطلع الأردن لأن تساهم هذه المشاركة في عملية التحديث والتطوير من خلال الاطلاع على وتعظيم الاستفادة من التجارب الأوروبية والخبرات المتراكمة لدى المؤسسات الأوروبية في المجالات المختلفة ووفقاً لأفضل الممارسات، وكذلك الحصول على مزيد من المساعدات الفنية التي من شأنها المساعدة في نقل المعرفة الأوروبية في مختلف القطاعات.

ومن المؤمل أن يؤدي الوضع الجديد إلى تطوير آفاق التعاون الثقافي من خلال تطوير آليات التعاون في مجالات التعليم والتبادل الطلابي والمدرسين والباحثين، وتوسيع مستوى التعاون بين الجامعات الأردنية ونظيراتها في الاتحاد الأوروبي.

ويعمل الجانبان الأردني والأوروبي في المرحلة الحالية على تطوير وإعداد خطة عمل جديدة على أساس الوضع المتقدم للتعاون المستقبلي بين الجانبين لفترة الثلاثة أعوام القادمة، حيث خطا الأردن خطوات هامة تجاه التحضير والإعداد لهذه الخطة من خلال إطلاق نقاشات فنية معمقة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك للجانبين.

وقد عقدت لهذه الغاية جولة من اجتماعات اللجان الفرعية الأردنية-الأوروبية المشتركة، وبرئاسة الأمناء العامين من الجانب الأردني ومسؤولين رفيعي المستوى من الجانب الأوروبي، وفي المجالات ذات الصلة بالصناعة والتجارة والخدمات، والسوق الداخلي، والشؤون الزراعية، والشؤون الجمركية، والنقل والبيئة والطاقة والمياه، والتعاون الإقليمي، والبحث العلمي والإبداع، وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية، والعدل، والشؤون الاجتماعية.