أظهر تحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية للتقارير الخاصة بالنفقات أن حملات المرشحين في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت مؤخراً للكونغرس الأميركي، قد شهدت إنفاق المليارات من الدولارات على مجموعة واسعة من الشركات، بما في ذلك شركات البث، وشركات الاقتراع، والمطاعم المنتشرة في المدن الصغيرة.


القاهرة: في وقت يُفترض أن البلاد تمر فيه بأزمة مالية، أوضحت الوثائق التي ارتكزت عليها الصحيفة في تحليلها أن المرشحين أنفقوا ما لا يقل عن 50 مليون دولار على تقديم الطعام والمشروبات الكحولية، و 3.2 ملايين دولار على الأندية وملاعب الغولف المنتشرة في البلاد، وكذلك 500 ألف دولار على وجبات البيتزا ومشروب القهوة والكعك.

وتأكيداً على ما تم تبذيره من أموال طائلة في تلك الحملة الانتخابية الأخيرة، قالت الصحيفة الأميركية إن النفقات للانتخابات بدأ في كانون الثاني/ يناير من عام 2009، رغم أن معظم الأموال قد تم إنفاقها في الأشهر الأخيرة. وأشارت في السياق ذاته كذلك إلى أن الإنفاق جاء في وقت جيد بالنسبة إلى العديد من الشركات التي تعاني فتورا في النمو مع بلوغ معدل البطالة على المستوى الوطني ما يقرب من 10 %.

ومضت الصحيفة تنقل عن خبراء تنبؤهم بأن يقترب الإنفاق الإجمالي على انتخابات التجديد النصفي الأخيرة للكونغرس من أربعة مليارات دولار، وهو المعدل الذي وضع هذا الإنفاق الهائل على قدم المساواة مع برنامج quot;النقد مقابل المركبات القديمةquot; الذي بلغت قيمته ثلاثة مليارات دولار، وكان يهدف عام 2009 إلى تعزيز مبيعات المركبات.

وفي هذا الشأن، قال غاري بيرتليس، الخبير الاقتصادي في معهد بروكينغز :quot;لقد كان لهذا الإنفاق أثر بالتأكيد على الخطوط السفلى للعديد من هذه الشركات، لاسيما في المجال الإعلامي. وربما عَمِل هذا الإنفاق على تحسين الأمور لبعض منها في ذلك الوقت الحرجquot;.

ثم لفتت الصحيفة إلى أن مسؤولي الحملات دفعوا أموالاً للبنوك من أجل التصرف في أموالهم، واستعانوا كذلك بمستشارين لوضع استراتيجياتهم، ومشترين إعلاميين لحجز إعلاناتهم. وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن شركات البث التلفزيوني كانت أكبر الجهات التي استفادت على الصعيد المادي من وراء انتخابات الكونغرس الأخيرة، حيث يُتوَقع أن تقوم كل هذه الشركات بتجميع مبلغ يقدر بحوالي 2.5 مليار دولار في صورة عائدات إعلانية من الحملات الاتحادية والحكومية والمحلية.