من أجل فهم العلاقة بين تسعيرة الدولار وسعر الذهب والأسعار التي يتم بها شراء هذا المعدن الثمين في منطقة اليورو يجب الأخذ فيالإعتبار دائما بأن الذهب يتم تداوله بالنقد الأميركي، ووضع هذا النقد يلعب دورا مؤثرا . فهل يمكن للمرء أن يدخل كل هذه العناصر في الحسبان من أجل تقدير سعر الذهب وكيف سيتطور؟
برلين:الكثير من خبراء المال في المصارف الكبيرة يحاولون ذلك، ولهذا السبب ينالون مكافآت ضخمة مقابل تحليلاتهم، وحتى لو لم يصبوا الهدف لكنهم يقتربون دائما منه ما يجعل الضالعين في أسواق المال والمعادن الثمينة يتتبعون كتاباتهم، لاعتقادهم بأنهم يشيرون إلى أي الإتجاه يسير السعر. فعلى سبيل المثال أشار بعضهمعقب الأزمات المالية قبل عامين وخطر تعرض بلدان إلى الإفلاس واضطرارها للجوء إلى الإقتراض من أجل تعويم نفسها، أشاروا إلى امكانية أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع سعر الذهب، لأنه مازال المعدن الذي يشكل احتياطي دول العالم، وهذا ما حدث بالفعل.
وتقديراتهم الحالية لعام 2011 تشير إلى أن الأونصة سوف تصل إلى 1450 دولارا وحتى 1750 دولارا، والسبب في ذلك هو سلوك المصرف المركزي الأميركي سياسة نقدية أكثر استرخاء منتصف شهر تشرين الثاني( نوفمبر) الماضي بهدف زيادة إقبال الأميركيين على شراء الذهب، لكن هذا قد يؤدي إلى وصول سعر الأونصة إلى 2000 دولار ويشكل خطر حدوث تسابق من أجل الحصول على المعدن الثمين.
وبالتحديد كان ذلك في الولايات المتحدة واليابان والصين، ما قد يؤدي إلى نشوب حرب نقدية، وهذا ما حذر منه منذ زمن طويل صندوق النقد الدولي. فهذه الحرب قد تكون عنصرا لمواصلة ارتفاع سعر الذهب، لذا فالمطلوب الآن مواجهة ما لا يحمد عقباه والعمل بسرعة على لجم هذا الرالي الخطير.وحيال هذا الوضع تنصح مصارف ألمانية من بينها خبراء دويتشه بنك بالإحتفاظ بالأعصاب وعدم بيع الذهب، بل شراء المزيد منه، لأن رالي التسابق على اقتنائه مازال في البداية.
وفي هذا الصدد ,يضع مانفريد غبورك خبير المال الألماني ومؤلف كتابquot; كتاب الذهبquot; تصوره عن كيفية احتمال تطور سعر الذهب الذي وصلاليوم إلى 1357 دولارا ويرد في الوقت نفسهعلى التخمينات الحالية أن مواصلة الإرتفاع ستدوم عشرة أعوام ، فيقول إن التضخم المالي في العالم هو أحد أهم المسببات الأساسية للتسابق على شراء المعدن الأصفر والأبيض أيضا( أي الفضة). وبعكس خبراء مال آخرين لا يريد تحديد زمن سوف يحتفظ سعر الذهب بوتيرة الإرتفاع ، لأن تطور السعر مرتبط بتأثير الديون العالية جدا وما سيترتب عليها من تضخم مالي في هذا البلد أو ذاك. ومن أنه بالإمكان لجم التضخم حسب الخطط المتبعة، لكن من المحتمل أيضا أن تحدث سلسلة من التضخمات المالية في بلدان كثيرة.
ويذكّر الخبير المالي أن الصينيين اشتروا ما بين شهر آب( اغسطس) عام 2009 الشهر نفسهمن هذا العام 143 طنا من الذهب، ولم تتجاوز مشترياتهم عام 2008 ال17 طنا، ويعتقد أن الحكومة الصينية تعرف تماما في أي الاتجاه يسير قطار الذهب، لذا تشجع مواطنيها على الإسثتمار في المعدن الأصفر.لكن في الوقت نفسهيحذر خبراء مال من رفع حجم الذهب المستخرج في المناجم وبالاخص في اميركا الجنوبية، فهناك موجة خفية لاستخراج المعدن الأصفر، لأن ذلك يستنزف قدرات المناجم وله تأثيرات سلبية على البيئة والطبيعة هناك، ولا ينطبق على الذهب حاليا المقول كلما زاد العرض تراجعت الأسعار بل بالعكس.
التعليقات