تصل قيمة تداولات العملات في الأسواق العالمية إلى 4 تريليون دولار(أربعة آلاف بليون دولار أميركي)، كل يوم.


برن: تصل قيمة تداولات العملات في الأسواق العالمية إلى 4 تريليون دولار(أربعة آلاف بليون دولار أميركي)، كل يوم.

نمت أسواق العملات العالمية في السنوات الأخيرة، بصورة جنونية جعلت الأسواق المالية، مقارنة بقوتها، مجرد لعبة صغيرة، لا أكثر. ولا تلعب المصارف العالمية الكبرى دوراً مباشر في نمو أسواق العملات. إذ إن الفضل الرئيس في نموها، يعود الى المصارف الصغيرة وصناديق التحوط وصناديق الاستثمارات وشركات التأمين وصناديق التقاعد والمستثمرين العاديين (retail investors).

في خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تغيرت خرائط أسواق العملات بصورة جذرية. ففي عام 2007، كانت المصارف الكبرى تدير، يومياً، ما مجموعه 1.2 تريليون دولار من أصل 3 تريليون داخل هذه الأسواق. أما باقي القوى المالية العالمية، فإنها كانت تدير حوالي تريليون دولار، يومياً. أما العام الحالي، فإن هذه القوى تدير أكثر من 2 تريليون دولار، يومياً، داخل أسواق العملات العالمية. هكذا، أضحى الصغير quot;كبيراًquot; والكبير quot;صغيراًquot;. ما يعني أن المعايير انقلبت رأساً على عقب.

من جانبهم، يشير الخبراء السويسريون الى أن المستثمرين الأفراد دخلوا خط التجارة بالعملات بفضل تكاثر أنظمة التداولات الالكترونية التي عملت على زيادة السيولة المالية داخل أسواق العملات، من جهة، وساعدت في تخفيض تكاليف الصفقات التجارية، من جهة أخرى.

في سياق متصل، يشير البروفيسور اينريكو روبالتيللي، في علوم الاقتصاد بجامعة quot;لوغانوquot; لصحيفة quot;إيلافquot; الى أنه يوجد شخصيتين تجارتين رئيسيتين ومتطورتين، للمستثمرين العاديين في الأسواق المالية. الأولى تدعى quot;ألغو ترايدرquot; (algo-trader) حيث يقود المستثمر أنشطة بيع وشراء عبر كمبيوترات مربوطة مباشرة بمنصات عدة للتداولات معروفة باسم quot;اي سي انquot; (Ecn) أي (Electronic Communication Networks).

هنا، يشير البروفيسور روبالتيللي الى أن الكمبيوترات تعمل على جمع الأسعار، من منصات عدة. ثم تقوم بزرع عرض الشراء أم البيع من دون أي تدخل بشري.

علاوة على ذلك، ينوه البروفيسور الى أن الشخصية الثانية، التي تتفشى أكثر فأكثر في صفوف المستثمرين لها علاقة بما هو معروف باسم (High-frequency-trading). وتعتمد استراتيجية هذه التجارة على quot;استغلالquot; تذبذبات أسعار الصرف لتنفيذ عمليات البيع والشراء.

بيد أن هذه العمليات ينبغي انجازها في غضون أجزاء من الثواني. مع ذلك، يعتبر البروفيسور روبالتيللي أن الشخصية الثانية خطرة التداعيات على المستثمرين، بما أن أسواق العملات تبقى بين الأسواق الغدارة التي يصعب الهيمنة على نتائجها.