منتدى الرياض الاقتصادي، ومنتدى التنافسية، ومنتدى جدة الاقتصادي، والمؤتمر العقاري الدولي، ومؤتمر الاستثمار الخليجي الأفريقي، تجمعات ضخمة باتت جزءًا من المشهد الاقتصادي السعودي تذخر بها قاعات المؤتمرات والفنادق والمحطات الفضائية، وتفتح الباب للتنقيب عن أهميتها للواقع الاستثماري في المملكة.

عبد الله أحمد من الرياض: تشكل هذه المنتديات والمؤتمرات نقطة التقاء لمئات المشاركين والمحاضرين، وأوضح لـ quot;إيلافquot; الدكتور عبد الرحمن السلطان أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمام أن أهمية هذه الملتقيات تكمن في الخبرات والتجارب التي يمكن أن يقدمها المشاركين لرجال الأعمال والمستثمرين السعوديين في مختلف المجالات.

وأضاف السلطان أن العديد من الأفكار الاستثمارية المطروحة على الساحة غير محددة المعالم والاحتكاك المباشر مع المتخصصين يوضح العديد من الجوانب الاقتصادية وأبعادها لتلك الأفكار، ومخاطرها خاصة إذا كان المشاركون في المنتديات أصحاب تجارب عملية في تلك المجالات. وهذه التجمعات فرصة لنقل تجارب الدول الأخرى في حل المشاكل الاقتصادية حسب ما قاله الدكتور السلطان، وتجلى ذلك في استفادة المملكة من خبرات الإمارات وقطر والصين والولايات المتحدة في حل أزمة الأمن الغذائي والمائي.

والهدف المعلن لمعظم المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية في المملكة هو مناقشة القضايا الاقتصادية الوطنية من خلال أسلوب علمي وبإتباع منهجية من أجل المساهمة في إيجاد تنمية اقتصادية مستدامة.ومن هذا المنطلق أوضح الدكتور السلطان أن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى دقة اختيار المشاركين والمحاضرين في المؤتمرات بحيث يمثلون وجهات نظر مختلفة من مدارس اقتصادية متعددة ومتخصصين في الموضوعات المطروحة داخل أروقة المؤتمر.

وأضاف الدكتور السلطان أن الخطأ الشائع في تلك المؤتمرات أن يكون المحاضر أو المشارك من دولة متقدمة ولكن الذي يحكم هذه المسألة طبيعية الموضوع وليس بلد المحاضر ، والمشاكل المطروحة للمناقشات هي التي تحدد المشارك، على أساس أن يكون المدعو له علاقة مباشرة مع موضوع المناقشات. وأضاف الدكتور السلطان أنه من الجائز جدًا دعوة محاضرين من دول ناشئة لأن تجاربهم أفضل أو أكثر ملاءمة لهدف المنتدى أو المؤتمر أو أكثر ملاءمة لطبيعة البيئة الاستثمارية في المملكة.

والمتابع لخريطة المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية في السعودية يلاحظ تعدد وتنوع تلك المؤتمرات فمنها المتخصص في قضية معينة مثل العقارية والتكنولوجية والمالية والزراعية ومنها المتعدد المواضيع.ومع كثرة هذه المؤتمرات على الأراضي السعودية، تبرز مشكلة عدم التنسيق حيث من المحتمل تزامن أكثر من تجمع اقتصادي في الوقت نفسه بل وفي المنطقة نفسها، ومن هنا قد يحتاج الأمر إلى جهة منسقة بين تلك المؤتمرات.

ولكن الدكتور السلطان أوضح أنه من الصعوبة بمكان إنشاء جهة عليا تنسق بين تلك المؤتمرات بسبب اختلاف الأهداف لكل مؤتمر إضافة إلى أن المسؤولين عن كل مؤتمر يحددون توقيته بناء على معطيات ظروفه العملية وأجندة المشاركين. وقال الدكتور السلطان إن المشكلة الحقيقة تكمن في عدم وضوح أهداف العديد من المؤتمرات بل إن بعضها قد يأخذ صدى إعلاميًّا أضخم مما هو موجود بالفعل على أرض الواقع، مضيفًا أن العديد من المؤتمرات تعاني من ندرة الحضور بسبب عدم توفر المعلومات عن مكان انعقاد الجلسات أو المحاضرين أو التوقيت. وتبقى الأهمية الكبرى لهذه اللقاءات الاقتصادية الضخمة هي تلقي وتلاقح الأفكار سعيًا إلى الوصول إلى توصيات علمية منهجية تفيد الاقتصاد السعودي، عبر النوافذ التي تفتحها تلك المؤتمرات على التجارب العالمية، ولكنها تحتاج إلى دينامكية مختلفة عن الحالية بشكل يجعلها جيدة التهوية للمستثمرين والاقتصاديين.