بالنسبة لتجار الكوكايين الكولومبيين وتجار الأسلحة الأفغان وقراصنة خليج عدن فان عهد الدولار الأميركي مات وحلت محله العملة الأوروبية الموحدة، أي اليورو.
برن (سويسرا): منذ انهيار بورصة quot;وول ستريتquot;، في العام الماضي، غابت ثقة زعماء المافيا والمنظمات الإجرامية المستقلة عن الدولار الأميركي متوجهة إلى خليفة الجديد، اليورو، الذي يحتل اليوم، للأسف، المكانة الأولى مرجعاً جديداً للمافيات العالمية وأوكارها. انها الثورة الجديدة التي أشعلت فتيلتها الأزمة المالية في عالم الجرائم. ما يعني أن quot;طغيانquot; الدولار الأميركي على العالم أوشك على الانتهاء حتى لو بدأ الأخير يسترجع جزء من قوته وكرامته أمام اليورو العملاق.
مهما كانت النوايا، فان الانخراط في أي نشاط، إجرامي أم غير شرعي، في ظل الأزمة المالية، حلماً ينشده الكثيرون منا! بفضل العولمة، فان القليلين ينجحون في فهم كيف أن التوسع المافيوي الحالي قادر على زعزعة قضبان التوازنات المالية العالمية بسهولة تامة. مما لا شك فيه أن خسارة الدولار الأميركي عرشه مرجعاً للمنظمات المافيوية، التي تدير كل عام واحد إلى 2 تريليون دولار أي 4 إلى 8 في المئة من القيمة السوقية للاقتصاد العالمي، سيكون له تداعيات لا مفر منها في عالم الشرعيات.
إن هذه التغيرات القادمة، وفق العديد من الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين والسويسريين، سيكون لها دوراً قاطعاً في ولادة سلة جديد من العملات المفضلة، على رأسها اليورو الذي سيرفس الدولار الى الوراء كي يحتل المرجع المالي العالمي الذي لن تهزه الرياح. لليوم، كانت كميات اليورو المتداول بها حول العالم قليلة أي أنها كانت تشكل عائقاً رئيسياً أمام ترويجه وتفعيله خليفاً للدولار الأميركي. بيد ان هذه المشكلة تمكنت المافيا عالمياً من سحقها بأكملها!
في سياق متصل، يشير خبير في منظمة quot;يوروبولquot; (Europol) الاستخباراتية إلى صحيفة quot;إيلافquot; إلى أن منتجات التهريب، على كافة أنواعها، من المخدرات الى الأسلحة ودفع الفدية، يتم دفعها باليورو. في عام 2009، قامت المنظمات الاجرامية بتهريب ما قيمته أكثر من 300 بليون دولار من الولايات المتحدة الأميركية. وجزء كبير من هذا المبلغ وصل أميركا اللاتينية على شكل أرباح صافية لصالح مهربي المخدرات. وتشهد القارة الأميركية حرباً ضروس بين العملتين، الأميركية والأوروبية. بما أن السوق السوداء، بأميركا، تعتبر اليورو أكثر ثباتاً من الدولار، فان جميع تجار المخدرات الذين يتداولون باليورو لديهم منافع أكثر واذن خصم اضافي على شحنات المخدرات التي يشترونها!
من وجهة نظر تقنية، فان اليورو يتمتع بجوانب استثنائية على الدولار. فاستعمال فئة 500 يورو(حوالي 740 دولار) بدلاً من فئة مائة دولار، لنقل مبالغ مالية طائلة، على سبيل المثال، أسهل بكثير لا سيما ان كنا أمام عمليات غسل الأموال التي يتم 90 في المئة منها نقداً كي لا تترك أثراً لها في المصارف.
التعليقات