طلال سلامة من برن (سويسرا): لم تنجح الأزمة المالية في شلّ نمو البنك المنزلي (Home Banking). ففي العام الماضي وخلال الربع الأول من العام، زاد في سويسرا عدد عملاء الصيرفة الالكترونية، لا سيما أولئك الذين تتخطى أعمارهم 55 عاماً، بنسبة 11 %. مقارنة بمعدل نمو سنوي، لعملاء الصيرفة الالكترونية الشباب، يرسو عند 10 % سنوياً، فان معدل النمو لدى أولئك السويسريين، الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً، يقدر اليوم بـ 16 %. في حين يقفز هذ المعدل إلى 25 % لدى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عاماً.

واعتماداً على دراسة مشتركة، قادها مصرف سويسرا المركزي بالتعاون مع مركز (Gfk Eurisko)، تنوّه النتائج بأن quot;البنك المنزليquot; أضحى النشاط اليومي المفضل لدى السويسريين الذين تجاوزوا 60 عاماً. علاوة على ذلك، فان خُمس العدد الكلي، لعملاء المصارف السويسرية، تتجاوز أعمارهم 55 عاماً.

في هذا الصدد، يشير الخبير ماركوس روس، في مركز (Gfk Eurisko)، لصحيفة إيلاف إلى أن البنك المنزلي الالكتروني فتح الأبواب أمام شرائح عمرية جديدة، مع أنه ما زال جديداً على العالم. فبالنسبة إلى المسنّين، فإن هذه الصرخة المصرفية الحديثة تمثل اليوم طريقة ثورية، تجعل إنجاز المعاملات أكثر سهولة، لكونها تعرض عليهم ما يستطيعون إنجازه أمام الأكشاك المصرفية. ما يعني أنه بات بإمكانهم، من المنزل، استشارة حساباتهم المصرفية وإدارتها، ودفع الفواتير والغرامات، وإرسال التحويلات وجمع المعلومات حول المنتجات والخدمات المصرفية، عدا عن المقارنة بين جودة المنتجات المصرفية المعروضة عليهم.

في الوقت الحاضر، يشير الخبير روس أيضاً إلى أن 35 % من عملاء المصارف السويسرية، الذين يستخدمون البنك المنزلي، أعمارهم ما دون 35 عاماً. في ما يتعلق بسلوك العملاء المسنين، فإنه تغير بصورة جذرية من جراء استخدامهم المتزايد للشبكة العنكبوتية. كما إن 36 % من أولئك، الذين تجاوزوا 60 عاماً، يزور المواقع الالكترونية للمصارف السويسرية بحثاً عن معلومات. فيما يستعمل 24 % منهم هذه المواقع للقيام بمعاملات مصرفية. علماً أن مزايا الصيرفة الالكترونية تختلف اليوم عما كانت الحال عليه في السابق.

في الماضي، كان عملاء الصارف السويسرية مجذوبين إلى نسب الفوائد العالية، على ودائعهم. بيد أن هوامش الربح، على الحسابات المصرفية الالكترونية، تراجعت إلى الآن في سويسرا أكثر من 70 %، وبرغم كل شيء، يبدي السويسريون، خصوصاً المسنون منهم، ارتياحهم للبنك المنزلي، من جراء ما يوفّره الأخير لهم من سرعة وفاعلية.