تحظى مجموعة من علامات السيارات الألمانية والفرنسية باهتمام خاص في السوق المغربي، حيث تبقى الأفضل والأكثر إقبالاً من طرف المستهلكين، الذين ينتظر أن يرتفع عددهم في الشهور المقبلة، بعد تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية.

الدار البيضاء: تجوب شوارع المغرب أكثر من 50 علامة للسيارات، غير أن 12 علامة فقط تظفر بنصيب الأسد، وتحقق أعلى أرقام مبيعات، إذ تصل الحصة التي تسيطر عليها إلى 88 %.

وتتصدر هذه العلامات الماركات الفرنسية الثلاث quot;داسياquot; بـ 19.7 %، وquot;رونوquot; بـ 18.5 %، وquot;بوجوquot; بـ 9.6 %، متبوعة بالعلامتين الكوريتين الشهيرتين quot;هيوندايquot; بـ 6.5 %، وquot;كياquot; بـ 6.2 %.

وما زال ينتظر المغاربة، بفارغ الصبر، أن تؤدي التخفيضات الجديدة في التعرفة الجمركية، المطبقة على السيارات الجديدة المستوردة، إلى خفض أسعار البيع في السوق المغربية.

هذا وأدى مسلسل تفكيك الترسانة الجمركية إلى هبوط التعرفة، بالنسبة إلى السيارات المستوردة من آسيا، من 32.5 % إلى 27.5 %، منذ بداية السنة الجارية، ومن المتوقع تخفيضها إلى 17.5 % سنة 2012، بينما ينتظر تراجع المعدلات المطبقة على السيارات المستوردة من أوروبا، التي تبلغ حاليا 6.5 %، إلى 3.2 % سنة 2011، ثم إلى الصفر سنة 2012، طبقاً لمقتضيات اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي.

إلى ذلك، سجلت مبيعات السيارات الجديدة، في الفصل الأول من 2010، انخفاضاً بنسبة 10.5 %، مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2009، إذ لم يتجاوز عدد السيارات المسوقة 24 ألف و310 سيارات. ويرجع هذا الانخفاض إلى استمرار تداعيات الأزمة، التي يشهدها قطاع السيارات، منذ أواخر سنة 2009.

وانتقل عدد الوحدات إلى 109 آلاف سيارة، منها 93 ألفاً مستوردة من البلدان الآسيوية، و16 ألف وحدة من أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، وروسيا. وكانت دراسة ميدانية لسوق السيارات في الوسط الحضري في المغرب أظهرت أن 53 % من مالكي السيارات الحاليين ينوون شراء سيارة أخرى جديدة، وأن 58.2 % من الذين لا يملكون سيارة يفكرون في اقتناء سيارة جديدة خلال الإثني عشر شهراً المقبلة.

وتحتل العلامات الألمانية، حسب الدراسة، المرتبة الأولى في تفضيلات المغاربة، خصوصاً quot;مرسيدسquot;، وquot;بي إم دابليوquot;، وquot;أوديquot;، تليها الفرنسية quot;رونوquot; وquot;بيجوquot;.

يأتي هذا في وقت أعلن في الرباط أن مصنع شركة quot;رونوquot; في طنجة، سيشرع مطلع سنة 2012، في إحداث موقع صناعي في مدينة البوغاز لإنتاج السيارات quot;صفر كربونquot;، وquot;صفر نفايات صناعية سائلةquot;. وسيساهم هذا المشروع، الذي أعلن عنه خلال ندوة صحافية، في تقليص تأثير مصنع رونو على البيئة ليبلغ مستويات غير مسبوقة بالنسبة إلى مصنع خاص بتجميع السيارات، حيث سيتم تقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 98 %، أي ما يعادل 135 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

كما سيساهم هذا الموقع الصناعي، الذي سيشرع بخط إنتاج سنوي يقدر بـ 170 ألف سيارة، على أن تصل 400 ألف سيارة سنوياً، في عدم تصريف أي مياه عادمة ذات أصل صناعي في الوسط الطبيعي، كما سيتم تقليص كل الموارد المائية بقصد استخدامها لأغراض صناعية بنسبة 70 % مقارنة مع مصنع يماثل قدرته الإنتاجية.