طلال سلامة من برن (سويسرا): حقق الدولار الأميركي هذا العام قفزة نوعية له على حساب العملة الأوروبية الموحدة. إذ إن قيمته توطدت لتحوم حول 1.22 مقابل اليورو الواحد، بعدما كانت ترسو على أكثر من 1.43. وأصبحت قيمة الدولار الأميركي اليوم هي الأفضل منذ عام 2005.

يذكر أن العديد من الخبراء، توقعوا منذ بداية شهر مارس (آذار) المنصرم، تدهوراً لليورو، ليصبح سعره أمام العملة الأميركية الخضراء، ما دون 1.20 نزولاً من 1.35. وهذا ما حصل بالفعل. أما بالنسبة إلى تلك الشريحة من الخبراء والمحللين، الذين طالما وجهوا انتقادات، لاذعة وبلا حدود، لولادة اليورو القيصرية، فإن خطة الإنقاذ، التي أقرّ بها رؤوساء الدول الأوروبية، والتي يتراكم داخلها حوالي بليون دولار، لن تكون فاعلة أبداً، في حال غياب إعادة تقويم الدولار الأميركي.

في سياق متصل، يشير ألبيرتو دانا، من مصرف يو بي اس، لصحيفة إيلاف إلى أن إعادة تقويم الدولار من شأنه رفع مستوى التنافسية لدى الشركات الأوروبية. ومن يستفيد الآن من تقلبات اليورو هي الشركات السويسرية التي تزداد تنافسيتها الدولية. في الوقت الحاضر، دخلت أسواق تبادل العملات مرحلة استراحة قصيرة، خالية من المفاجآت، قد تستمر لغاية نهاية شهر آب (أغسطس) المقبل.

بعد ذلك، فإن وضع اليورو سيتدهور مجدداً، ما يضع العديد من صناديق التحوط في حالة استنفار. ويذكر الخبير دانا أن بين صناديق التحوط القلقة من إمكان انهيار اليورو، صندوق (FX-Concept)، الأبرز عالمياً لناحية الاستثمار في العملات الصعبة، الذي يدير راهناً عمليات ومضاربات عالمية بقيمة 7.5 بليون دولار أميركي. ويعتقد دانا أن الدولار الأميركي سيسحق اليورو، في نهاية المطاف. ما يشكّل حالة غير مقبول بها أبداً بالنسبة إلى دول منطقة اليورو. فنزول قيمة اليورو إلى ما دون 1.20 أمام الدولار قد يكون ملفاً ميؤوساً منه وظاهرة غير قابلة للانعكاس.

علاوة على ذلك، تتضارب التوقعات حول مستقبل اليورو. إذ إن المصارف السويسرية الكبرى تتوقع أن تتعادل قيمة اليورو مع الدولار في نهاية العام، وفق الخبير دانا. في حين تتوقع شرائح من المستثمرين والمصارف والمؤسسات الحكومية الأوروبية والأميركية، الذين يمتلكون اليوم رسملة سوقية ترسو عند 3 تريليون دولار، أن يبقى الدولار الأميركي على قيمة تتراوح بين ما دون 1.3 و1.2 أمام اليورو، حتى نهاية العام. بعد ذلك، فإن لكل حادث.. حديث.