اعتدال سلامه من برلين: تعتبر شبه الجزيرة العربية سوقاً مغرية بالنسبة إلى الشركات الألمانية، وتحتل الدول الصغيرة، مثل قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة، المركز الأفضل نسبياً، والسبب في ذلك يتعلق بالدخل السنوي الجيد للفرد.

وبناء على ذلك، يتركز نشاط شركات المعارض الألمانية على الإمارات القوية اقتصادياً وعلى مملكة البحرين. وتفيد لجنة المعارض التابعة للاقتصاد الالماني AUMA أن شركات المعارض الألمانية قد نظّمت في عام 2008، 17 معرضاً في الإمارات العربية المتحدة وحدها، ثلاثة منها في أبوظبي ودبي، على الرغم من الأزمة المالية التي واجهتها الأخيرة.

من أجل ذلك، أسست شركة معرض فرانكفورت، كأنشط شركة معارض ألمانية في المنطقة العربية عام 2002 فرعاً لها في دبي يحمل اسم إيبوك EPOC. ففي هذا العام، أقيم في منطقة الإمارات العربية المتحدة 12 معرضاً، من بينها معرض أوتو ميكانيكاquot; في إمارة دبي، الذي يدور حول ميكانيك السيارات ومستلزماتها، أي سوق القطع الأصلية والتجهيزات المتممة.

وظهر الاهتمام الكبير عام 2005 عندما اشترك في هذا المعرض 450 عارضاً، أي بزيادة قدرها 50 % عن العام الذي سبقه، وأدى ذلك إلى مضاعفة مساحة المعرض.

وحسب قول هورست نيدليس، مدير شركة إيبوك في ألمانيا، سيحتاج العارضون أضعاف هذه المساحة، رغم الأزمة الاقتصادية، لأن الخليج بوابة إلى العالم. فالعارضون يمكنهم تقديم أنفسهم بشكل أفضل وأوضح، وهذا ما يراه الزوار أيضاً. وحسب الأرقام التي قدمها، فإن عدد زوار المعارض، التي تنظمها شركته، ارتفع بشكل ملحوظ. وهو يعتبر إمارة دبي موقعاً جيداً لإقامة المعارض، لأن منطقة الإمارات بشكل عام تقع في نقطة مركزية نسبياً، حيث يأتي إلى المعارض زوار من الهند وباكستان، وخصوصاً من كراتشي، التي تقع على بعد ساعة ونصف طيران.

وعليه، تجذب معارض دبي أيضاً المهتمين من شبه الجزيرة العربية ومصر وسوريا وتركيا ومصر ولبنان والأردن. كما يأتي إليها زوار من إيران والعراق. إلى جانب معرض أوتوميكانيا، يقام في الخليج سنوياً معارض مهمة، مثل إيديال هوم، أي البيت المثالي، وأنترسك (المعرض الدولي للأمن والحماية من الحرائق).

وتجمع شركة معرض فرانكفورت معارضها الأخرى في دبي في الفترة ما بين شهر أيار (مايو) وأيلول (سبتمبر)، حيث يقام معرض عالم التجميل الشرق الأوسط ومعرض الصحة والتسلية ومعرض الألعاب ومعرض الأدوات والتجهيزات المنزلية، إضافة إلى معرض أجهزة الإنارة ومعرض الحدائق والمخيمات والعيش خارج المنزل ومعرض المطابخ والحمامات والتقنية المنزلية.

إلا أن اهتمام ألمانيا بإقامة معارض في المنطقة العربية يزداد بشكل متواصل، ومنها معرض quot;البيئةquot;، وتقيمه شركة معرض ميونيخ وquot;معرض الأمن والسلامquot;، الذي تقيمه شركة معرض آسن في أبوظبي، ثم معرض quot;الماء الشرق الأوسطquot; ومعرض quot;البناء الذكيquot; وتقيمهما شركة المعارض العالمية نورنبيرغ في البحرين. وهناك معارض quot; الزوارق بيروتquot; الذي تقيمه شركة معرض دوسلدورف في لبنان. ومنذ عام 2005، تقيم شركة IFWexpo هايدلبيرغ في دمشق، بالاشتراك مع شركة سوريا، معرض سيريافت، وهو معرض للتقنية الزراعية وتقنية المواد الغذائية.

وكدليل على الاهتمام بالعالم العربي على الصعيد الحكومي أيضاً، تشارك وزارة الاقتصاد والعمل في معارض عدة في الإمارات العربية المتحدة، فبينما كان عدد المشاركات عام 2000 ستة مشاركات فقط، ارتفع العدد عام 2008 إلى 30 مشاركة، وارتفع عدد الشركات الألمانية المشاركة في برنامج المعارض الخارجية للحكومة الألمانية من 338 إلى حوالي 800 شركة، ويعتبر هذا نمواً ديناميكياً واعداً.

وتقدم معظم الشركات الألمانية بشكل عام نفسها في أجنحة مشتركة، تسمى الجناح الألماني، وفي عام 2009، استغل هذه الفرصة أكثر من 1536 عارضاً ألمانياً في معارض أقيمت في بلدان عربية وفي شمال أفريقيا.