ضمن مساعيها الرامية إلى توسيع نطاق عملياتها، تمارس شركة طيران الإمارات ضغوطاً على الساسة الألمان بغية الحصول على مزيد من حقوق الهبوط والإقلاع الجوي في البلاد. كما بدأت لوفتهانزا تخشى من أن يُسفِر توسع الشركة الإماراتية عن فقدان للوظائف في ألمانيا.

القاهرة: بدأت منافسة لوفتهانزا الألمانية المنافسة الرئيسة لشركة طيران الإمارت تشعر بالقلق من إمكانية خسارة حصتها في السوق، وتبذل في تلك الأثناء جهوداً بغية التصدي لمحاولات توسع الشركة الإماراتية، بيد أن الأخيرة تأمل أن تعينها طلبيتها القياسية الأخيرة الخاصة بالحصول على 32 طائرة طراز A380 من شركة صناعة الطائرات الأوروبية quot;إيرباصquot; في التركيز على تفكير صناع القرار، وذلك بحسب تقرير نشرته مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية.

ويلفت التقرير إلى أن الضغوط الجديدة التي تمارسها شركة طيران الإمارات للحصول على حقوق إضافية متعلقة بالإقلاع والهبوط في المطارات الألمانية، تأتي بعد مرور ثلاثة أسابيع فقط على إعلان شركة طيران الإمارات عن أنها ستقوم بشراء 32 طائرة A380 جديدة من شركة إيرباص، في طلبية ضخمة جديدة تقدر قيمتها بـ 11.5 مليار دولار (9.42 يورو).

وتشير المجلة كذلك إلى أن الشركة الإماراتية قامت بتوصيل رسالتها في وثيقة مكونة من اثنتي عشرة صفحة، تم إرسالها الأسبوع الماضي إلى نحو 100 خبير متخصص في شؤون الطيران، وسياسيين، وصناع قرار، ونجحت دير شبيغل أيضاً في الحصول على نسخة منها.

الشركة الإماراتية أوضحت في هذا الإطار أن الصفقة ستكون مفيدة للغاية بالنسبة إلى مدن ألمانية مثل برلين وشتوتغارت، حيث لا تحظى الشركة حالياً بأي عمليات هناك. وإضافة إلى محاولتها جذب المسؤولين الألمان، قالت المجلة إن الشركة هاجمت بضراوة منافستها الألمانية لوفتهانزا في الوثيقة نفسها.

في حين حذّرت لوفتهانزا، أكبر شركات الطيران في ألمانيا، من العواقب السلبية، إذا ما تقدمت الشركة الإماراتية بشكل أكبر في السوق الألمانية. وتخشى من أن تتعرض محاورها في فرانكفورت وميونخ إلى ضغوط هائلة، إذا ما بدأت طيران الإمارات في نقل مسافرين ألمان إلى وجهات تستدعي قطع مسافات طويلة عبر مركزها في دبي. كما تخشى لوفتهانزا من أن يُسفِر توسع طيران الإمارات عن فقدان للوظائف في ألمانيا.

في غضون ذلك، تؤكد الشركة الإماراتية أن تلك المخاوف لا أساس لها من الصحة، وتؤكد أنها تساعد في تأمين عشرات الآلاف من الوظائف في ألمانيا، بما في ذلك وظائف للطيارين والعاملين في إيرباص. كما رفض بقوة المسؤولون التنفيذيون لطيران الإمارات ذلك الاتهام، الذي وجهته لها شركة لوفتهانزا، في وثيقة خاصة بها، حول أنهم سيحاولون كسب حصة في السوق من شركات طيران أخرى quot;بأي ثمنquot;.

ثم تشير المجلة إلى أن خطوة الضغط التي تقوم بها طيران الإمارات تأتي كجزء من خطة توسعها السريع. كما تُشكِّل الشركة منافسة قوية بشكل متزايد بالنسبة إلى التحالفات الثلاثة الرئيسة لشركات الطيران (سكاي تيم، وستار أليانس، وون وورلد)، وأنها ما زالت تمارس ضغوطا من أجل الحصول على مزيد من حقوق الحركة في أوروبا وكندا.

وأخيراً، يشير محللون للمجلة إلى أن الإعلان عن طلبية طائرات الإيرباص طراز A380، الذي تم الكشف عنه في معرض برلين للطيران يوم الثامن من شهر حزيران/يونيو الجاري، كان متعمداً، وكان يهدف إلى التأكيد على أهمية طلبية الشركة بالنسبة إلى توفير وظائف في القارة الأوروبية. لافتة كذلك إلى هذا الاتهام الذي واجهته شركة طيران الإمارات من قِبل الشركات الأوروبية المنافسة بأنها تتلقى مزايا غير عادلة في شكل إعانات حكومية، وهو ما تنفيه الشركة الإماراتية بشدة.