بعد مرور خمس سنوات من تدشين أعمالها في السعودية استحوذت موبايلي على حصة سوقية تتجاوز 40 % من سوق الهاتف الجوال، والحصة الأكبر في ما يتعلق بالنطاق العريض المتحرك، عطفاً على عدد المناطق التي نغطيها بأكبر شبكة وعدد المشتركين ومعدلات الاستخدام أيضاً.
محمد العوفي من الرياض: تتوقع الدراسات المستقبلية أن تبلغ حصة ''موبايلي'' السوقية في سوق الهاتف المتنقل في السعودية ما يقارب 46 % وذلك خلال فترة وجيزة، مع زيادة نمو الحصة في النطاق العريض. وتوقع الرئيس التنفيذي للشركة المهندس خالد الكاف في لقاء مع quot;إيلافquot; أن يكون هناك تفاهم قريب بين موبايلي وهيئة الاتصالات السعودية في قضية التجوال الدولي، مؤكداً أن شركته ستركز في المرحلة المقبلة على تطوير خدمات النطاق العريض، وأن الحديث عن المنافسة للحصول على رخصة الهاتف الثابت في حال طرحها سابق لأوانه. كما وصف المنافسة بين شركات الاتصالات في السوق السعودية بالشديدة.
س: بداية سنتحدث عن القضية الأبرز، التي أخذت زخماً كبيراً.. قضية إلغاء مجانية التجوال الدولي، أين وصلت الشركة في إجراءات التقاضي ضد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات؟ وهل تتوقعون حكماً قريباً فيها؟.
الكاف: التجوال ليس القضية الأبرز لدينا، فعندنا العديد من المشاريع التي نعمل عليها لتطبيق إستراتيجيتنا للأعوام الخمسة المقبلة، ربما تكون القضية الأبرز لدى الرأي العام، نظراً إلى مساسها بشيء حيوي بالنسبة إليهم دون النظر إلى شركة اتصالات بعينها، ونحن في موبايلي لا نفضل الحديث عنها في الوقت الحالي، وكل ما أستطيع قوله إننا نتوقع تفاهماً قريباً بيننا وبين هيئة الاتصالات في هذا الشأن.
س: هل لدى الشركة تقدير لحجم الخسائر المترتبة على قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المتعلق بإلغاء مجانية التجوال الدولي؟ وكم عدد الشركات الموقع معها اتفاقية التجوال الدولي؟.
الكاف: من الصعب أن تجد شركة تعمنحك أرقاماً دقيقة، سواءً للخسائر أو للأرباح عن جزئية ما، ونحن في موبايلي نتوقع أن يكون التجوال الدولي مفيداً ومجدياً لعملائنا، كما هو الحال بالنسبة إلى الشركات وللقطاع بشكل عام. أما بخصوص اتفاقيات التجوال الدولي، فمشتركو موبايلي يمكنهم إجراء واستقبال المكالمات في أي مكان على وجه الكرة الأرضية، متى ما وجدت شبكة GSM، ولدينا اتفاقيات تجاوزت 1100 اتفاقية مع مشغلين دوليين في شتى دول العالم.
وتشمل هذه الاتفاقيات الخدمات المسبقة الدفع واللاحقة الدفع واستخدام الانترنت والمكالمات المرئية، كما إن لدينا ما يقارب من 700 اتفاقية ربط بيني مع مشغلين عالميين، لتمكين مشتركي موبايلي من التواصل مع أصدقائهم وأقاربهم، سواء من خلال الرسائل المتعددة الوسائط أو من خلال مكالمات المرئية. وهنا أشير إلى أن هذا الكم الهائل من الاتفاقيات ما كان ليكن لولا امتلاك شركة موبايلي بنية تحتية قوية وشبكات تتوافق مع المتطلبات كافة.
س: تعتمد استراتيجية الشركة المقبلة ورؤى الشركة المستقبلية للسنوات الخمس الآتية على تقديم خدمات اتصالات متكاملة، سواء ثابتة أو متحركة تتركز على النطاق العريض بشقيه الثابت والمتحرك. هل يعني ذلك أن الشركة ستدخل في منافسة للحصول على رخصة للهاتف الثابت في السعودية، في حال منح رخص جديدة للهاتف الثابت؟.
الكاف: نحن في موبايلي نتربع على صدارة قائمة الشركات المالكة لشبكة البرودباند المحمول، حيث نمتلك أكبر شبكة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتركز عملنا في المرحلة المقبلة على تطوير خدمات النطاق العريض. وبالنسبة إلى رخصة الثابت، في حال توافر رخصة جديدة، فموضوع بحثنا عن مثل هذه الرخصة هو موضوع سابق لأوانه.
س: بعد مضي خمس سنوات على بدء أعمال الشركة، هل ما حققته من إنجازات متوافقاً مع الخطط والأهداف الاستراتيجية التي وضعتها موبايلي؟ وما مستوى رضاكم عن تلك النتائج؟.
الكاف: لن ننسف كل الجهود والنجاحات التي نحسب تحقيقها في الفترة الماضية بوصف عدم رضانا، ولن نقطع الطريق على كل جهود لاحقة لتطوير مسيرة العمل بوصف الرضى التام، سواء على خارطة التميز في قطاع الاتصالات، أو العمل المجتمعي الذي خطونا فيه خطوات مقدرة ومرضية.
بالطبع حجم النجاحات لا يمكن قياسه بالكم العددي، بل بالنوعي، ومع ذلك فإن موبايلي كشركة ترى نفسها، كما أكدت في أكثر من مناسبة، أنها تعمل وفق منهجية تحقق لها الأهداف قصيرة المدى في وقتها المناسب، ثم إن بناء استراتيجيات جديدة بعد مضي خمس سنوات، والنجاح الذي تحقق في الفترة الماضية، هو بالتأكيد دليل على توافق الخطط وانسجامها مع التوجهات العالمية في القطاع.
س: ما أبرز الخطط المستقبلية التي تسعى الشركة إلى تحقيقها على أراض الواقع، فيظل التنافس المحموم بين الشركات المشغلة في المملكة؟.
الكاف: لعل التعامل الجاد مع تقنية الجيل الرابع وخدمة التلفاز الرقمي، يؤكد اهتمامنا بالنظر للخدمات المستقبلية، وتأكيد سيرنا على طريق ثابت، فتطوير خدمات التقنية وفق تجارب عملية وعلمية هي من أبرز ملامح خططنا المستقبلية، ولم يتبق علينا سوى الدخول في بوابة إطلاق الخدمات وفق جدول زمني مدروس للمرحلة المقبلة، والجدير بالذكر أننا استطعنا عرض خدماتنا للمرحلة المقبلة من خلال معرضي جايتكس 2009، 2010م.
وهنا نترك الأمر لتقييم الجمهور والعملاء، ليدركوا أن موبايلي لا تتردد في توفير أي خدمة متميزة، ومتوافقة مع أحدث ما يوجد في العالم، بعيداً من التأخير.
س: كيف تقوّمون مستوى المنافسة في سوق الاتصالات في المملكة؟ وهل يحتمل سوق الاتصالات من وجهة نظركم دخول مشغل رابع؟.
الكاف: هناك فارق كبير بين التعقيدات والصعوبات، فنحن من اليوم الأول لعملنا في عام 2005، واجهتنا صخرة عملاقة من الصعوبات، أبرزها أننا ندخل سوقاً ليس بكراً، و بعيداً من حسابات البداية والأسبقية، نحن نعلم أن السوق كان نشطاً، وهذا الأمر بالطبع يمنحك هاجس كيفية إرضاء عميل تعرّف إلى الخدمة، وأخذنا على عاتقنا المنافسة، وصممنا على أننا لا نستحق الرخصة إذا لم نوفر الخيار المناسب، وعلى العميل الاختيار، وفق عقليته وتصنيفه وإمكانياته، ونحسب هنا أننا دخلنا في تحد مباشر، قد لا يشعر به العملاء، بل عايشناه حتى نلنا الثقة في ما نقدمه.
ونحن الآن نقف على أرض صلبة تمنحنا ثقة للترحيب بوجود مشغل رابع، بل وحتى خامس، فالسوق مفتوح وصاحب قرار الفصل في التقييم والاختيار هو العميل حسب تقييماته واختياراته.
س: هناك من يصف الحملات الإعلانية والعروض التي تقدمها شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية بأنها بداية أو مؤشر لوجود حرب أسعار بين الشركات، من وجهة نظرك كيف تراها؟.
الكاف: لا أخفي سراً إن قلت أن هناك منافسة قوية بين المشغلين، لكنه مادام الأمر في إطار تغليب المصلحة الوطنية فلا مجال للاختلاف، ونحن منذ اليوم الأول، أعتقد أننا كرسنا مفهوماً جديداٍ للمنافسة، يجدد الثقة، ولا ننسى أحقيتنا في استحداث أساليب تسويقية، وجدت الترحيب، بدليل الاقتباس. نحن لا ننافس أحد، لأن خطواتنا ممنهجة وفق دراسات عميقة، نحسب أنها تحقق المطلوب، لذا فان تطابق العامل الزمني في بعض الخدمات ليس مقصوداً في كل الأحيان، وليست مرتبطاً بعامل الفعل ورد الفعل.
س: هل لدى الشركة نية بعد نجاحها داخلياً للتوسع خارجياً من خلال الدخول في شراكات دولية أو الاستحواذ على شركات اتصالات خارجية مستقبلاً أم سيبقى تركيزها محلياً؟.
الكاف: نحن على تواصل دائم مع مؤسسة الاتصالات في الإمارات، ومتى ما وجدنا أن الفرصة مناسبة للدخول في مشاريع كهذه لن نتردد خصوصاً إذا ثبت لدينا جدوى اقتصادية لمثل هذه الاستحواذات.
س: يعتبر قطاع الاتصالات أقل القطاعات الاقتصادية تضرراً جراء الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصادات العالمية، ألا يعد ذلك مغرياً لدخول منافسين جدداَ للسوق وزيادة عملية الاستحواذ والتوسع سواء محلياً أو عالمياً؟، وبالتالي تقليل الحصص السوقية للشركات؟.
الكاف: قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات حيوية واستقراراً، وهذا ما قلل من تأثره بالأزمة الاقتصادية، أما بالنسبة إلى عمليات الاستحواذ فكنا الأبرز محلياً باستحواذنا على شركتي بيانات الأولى لخدمات الشبكات وزاجل، التي أثبتنا بعد استحواذهما أنهما من أنجح عمليات الاستحواذ. وبالنسبة إلى الاستحواذ العالمي فهو تجربة لم نقدم عليها، ولكن كما ذكرت، ربما لو أتيحت في المستقبل لنا فرصة استثمارية جيدة فسندرس حينها خوضها.
س: دخلت خدمة الانترنت ذو القطاع العريض مساهماً كبيراً في عوائد الشركة، هل تتوقعون أن هذه الخدمة مستقبلاً بديلاً لخدمات الانترنت التقليدية أو العادية التي تعتمد على الكيبل؟.
الكاف: أوضح تقرير جديد لشركة بوز ألن هاملتون أنه منذ عام 2003، شهدت بيئة خدمات النطاق العريض (Broadband) تغيراً سريعاً. في ظل تحرر السوق، وزيادة المنافسة وظهور تقنيات جديدة في عالم الشبكات، فإن الطلب على وصلات خدمات النطاق العريض في ازدياد مضطرد.
كما وجد التقرير أن معظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد شهدت في عام 2006 معدل زيادة في مشتركي خدمات النطاق العريض، يقدر بضعف أو أضعاف، مما أدى إلى ظهور فرص مميزة لمشغلي الاتصالات في المنطقة. ونحن في موبايلي نقدر مدى أهمية مواكبة التطور، وخصوصاً في مجال خدمات النطاق العريض، حيث أنهت الشركة أخيراً ترقية عدد من مدن وقرى المملكة إلى شبكات النطاق العريض العالية السرعة، ليفوق إجمالي ما تمت تغطيته حتى الآن 414 موقعاً، تشكل أكثر من 90 % من المناطق المأهولة بالسكان، ولتحافظ بذلك موبايلي على صدارتها لقائمة الشركات المالكة لأكبر شبكة للبرودباند المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
س: هل لدى الشركة توجه في المستقبل للدخول في المنافسة على حقوق رعاية الدوري السعودية للأندية الممتازة بعد انتهاء عقد الرعاية الحالي الذي حصلت عليه شركة زين؟.
الكاف: نحن لا نعلم إلى ماذا ستؤول الأمور بعد انتهاء عقد الدوري، لذا لكل حادث حديث، وإن كانت الأمور أقرب في الوقت الحالي للاكتفاء برعايتنا لنادي الهلال. وأضيف هنا أن موبايلي ستدعم وبكل قوة توجه الأمير نواف بن فيصل، الذي صرح أن الدوري السعودي سيكون واحداً من أقوى عشرين دوري في العالم.
س: لا يزال نادي الهلال الشريك الوحيد لموبايلي، رغم أن هناك أندية أخرى لا يوجد لديها راع رسمي، إلا أن الشركة لم تتقدم لرعايتها، ما هي المعايير التي تعتمد عليها الشركة كي تكون راعياً رسمياً لناد؟.
الكاف: رعاية الأندية لا تقوم بناء على سد فراغ اسم الراعي وحسب. لذا فنحن في موبايلي نذهب برعايتنا لأي منشط، سواء كان في الرياضة أم غيرها، بعد دراسات مستفيضة، يقوم بها خبراء في الشركة، يحللون كل العوائد، سواء الاجتماعية أم الإعلانية أم المالية، وبعدها يتم تقويم هذه الرعاية وجدوى الشروع فيها، لذا فرعايتنا أو بمعنى أصح شراكتنا مع نادي الهلال قامت على أسس ومعايير ثابتة وواضحة، جعلتنا نتمسك برعاية هذا النادي العملاق، ونقدم له كل ما يمكن لأخذ هذه العلاقة إلى نجاح بعد نجاح.
التعليقات