تحتل المرتبة الثانية بعد بريطانيا على قائمة الدول الأوروبية الأكثر استقطاباً للسياح من مواطني الخليج، حيث بلغ عدد السياح الآتين من دول مجلس التعاون إلى ألمانيا العام الماضي 258.883 سائحاً، غالبيتهم من السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت.
اعتدال سلامه من برلين: على الرغم من التشاؤم الذي ساد قطاعات السياحة في ألمانيا، بسبب الأزمة الاقتصادة العالمية، إلا أن المؤشرات التي بدأت تظهر تجعل الشعور الذي ساد في السابق في طي النسيان. إذ إن أعداد السياح في ألمانيا لم تصب بالتراجع الكبير.
هذا ما أكد عليه فولفغانغ أودي من المكتب الاتحادي للسياحة في ألمانيا في حديث له مع quot;إيلافquot;، حيث قال إن القطاعات السياحية سعت إلى التنويع في النشاطات كي تجذب السياح، خاصة من المناطق العربية، وخصوصاً من بلدان الخليج العربي.
وكبادرة منها، بدأت السفارات الألمانية ومكاتب السياحة منذ بداية العام بجولة ترويجية، وضعها المكتب الوطني الألماني للسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، كلّلت العام الماضي بالنجاح، وانطلقت في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، تبعها أيضاً ورش عمل أخرى في كل من مدينة جدة والكويت وإمارة دبي وأبوظبي. والمكتب في صدد تنفيذ برامج أخرى في المنطقة.
وذكّر أودي بالإحصائيات التي نشرها مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني. وأشارت إلى أن عدد السياح المقبلين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى ألمانيا خلال عام 2009 بلغ 258.883 سائحاً، وغالبيتهم أتت من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، ما يعني زيادة قدرها أكثر من 7 % مقارنة مع عام 2008. ومن المتوقع أن تصل هذا العام إلى 8 %.
ما يجدر ذكره أن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية بعد بريطانيا على قائمة الدول الأوروبية الأكثر استقطاباً للسياح من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، كما إنها من أهم البلدان السياحية في العالم. فإلى جانب طبيعتها الخلابة، التي تضم البحيرات والغابات والجبال المغطاة بالثلوج، فيها العديد من الأماكن السياحية المهمة، التي تشتمل على مدن تاريخية عريقة وأماكن ترفيهية، تجعل من هذا البلد وجهة مثالية لقضاء العطلات. يضاف إلى ذلك الأعداد الكبيرة من القصور الرائعة التي تعود إلى القرون الوسطى، وتقام فيها في الصيف مهرجانات فنية مختلفة.
وسواء أكان الهدف من الزيارة هو الاستمتاع بإجازة ذات تكلفة معقولة، أم قضاء عطلة فاخرة، فإن ألمانيا تقدم لزائريها مجموعة متنوعة من البرامج السياحية، التي تتناسب مع كل الأعمار والموازنات، إضافة إلى الفنادق، من الفندق البسيط وحتى فندق الست نجوم.
ولقد بلغ عدد الحجوزات العام الماضي في برلين وحدها أكثر من 16 مليون، حيث يوجد فيها حوالي مائة ألف سرير في الفنادق والبنسيونات ومساكن الاصطياف وبيوت الشباب. ومن أبرز الأنشطة التي تقدم للسائح ضمن البرامج السياحية التجذيف وركوب الخيل والتزلج. أما المدن الألمانية الحديثة فتوفر لزائريها مزيجاً انتقائياً من الأنشطة الثقافية، وتعد موطناً لأكثر المناطق شعبية للتسوق في أوروبا.
ومنذ الوحدة الألمانية، أصبح للعاصمة برلين وزن مهم كقبلة للسياح، فإلى جانب بوابة براندنبورغ التاريخية، هناك الكثير من الأماكن التاريخية، مثل مبنى البرلمان، الرايخ الألمانيquot; وشارع فريديشquot; وهاكشر مارك الحي القديم والمعروف بالحوانيت الظريفة والمقاهي والمطاعم المتنوعة. وفي الشارع نفسه، تصطف المقاهي ذات الطابع البريليني والغاليريات لفنانين من كل أنحاء العالم، وفيه أيضاً ورش خياطة لأشهر المصممين الألمان والعالميين.
وتحاول كل شركات السياحة وضع برامج سياحية ضمن حزمة تتناسب مع الكثير من الأوضاع الاقتصادية، ويركز معظمها على الجولات السياحية في المناطق الطبيعية والمتنزهات، منها غابة بايرن، وهو متنزه قومي افتتح عام 1970، وتضم أشجاراً من العصور القديمة، أهمها الصنوبر، وأشجاراً متنوعة أخرى. كما يوجد فيها مستنقعات وطحالب وجداول جبيلة. وتحتوي أجزاء من المنتزه القومي بريشتسغادن الواقع في أعالي الجبال في منطقة جبال الألب على حياة نباتية أشبه بتلك الموجودة في المناطق القطبية.
وتشتهر منطقة الإيفل بكثرة الغابات والماء وأشكال الحياة البرية الجميلة، وتنتشر فيها غابات شجر الزان، وتعيش فيها حتى اليوم القطط المتوحشة والغزلان. وتعتبر المستودعات الطبيعية محميات مثالية، تتم فيها المحافظة على التعايش الطبيعي والمتوازن بين الإنسان ومختلف أشكال الكائنات والطبيعة، وقد صنفت منظمة اليونيسكو 13 منطقة في ألمانيا على أنها مستودعات أو مناطق الحياة الطبيعية. وتصل مساحتها الإجمالية إلى أكثر من 6 مليون هكتار. يضاف إلى ذلك أعداد كبيرة من البحيرات، كبحيرة شال، وهي منطقة محمية تقع بين هامبورغ ولوبيك وشفيرين، وتتألف من طبيعة متأثّرة بالعصر الجليدي حتى الآن، بما تحتويه من بحيرات عميقة ومستنقعات ضحلة وغابات ومصبات الأنهار والمروج الواسعة.
وإلى جانب شهرتها الواسعة كوجهة سياحية بامتياز، تعتبر ألمانيا من أهم الوجهات العلاجية في العالم. ويزورها في كل عام أعداد ضخمة من المواطنين الخليجيين، الذين يريدون العلاج في مستشفياتها المتطورة والاستفادة من ينابيعها المعدنية، فضلاً عن منتجعاتها التي تعد واحة مثالية للشفاء والاسترخاء.
ويدرك المجلس الوطني الألماني للسياحة أهمية ذلك، لذا فهو يعمل على تثبيت الجودة السياحية في العروض المقدمة ووضع استراتيجيات تسويقية مختلفة. ويريد هذا العام زيادة الاهتمام بالقطاعين الصحي والاستجمامي. فمن المعروف أن مواطني دول الخليج العربي يهتمون بالسياحة العلاجية في ألمانيا، والكثير من المستشفيات في ألمانيا تهتم بالمواطن العربي من خلال تقديم خدمة الرعاية باللغة العربية وتقديم خدمة المرافقين. وبغية تعزيز وجود ألمانيا على خارطة سوق السياحة الخليجية، افتتح المكتب الوطني الألماني للسياحة مكتب له في إمارة دبي عام 2004.
التعليقات