60 ألف مشترك عدد اللبنانيين المشتركين في خدمة بلاك بيري في البلاد، مصيرهم حتى الآن ما زال مجهولاً، وإن لم تبد حكومة لبنان أي نوايا باتخاذ قرار منع الخدمة، إلا أنها أكدت أنها ستجتمع مع الشركة المصنعة للهاتف بغية تزويدها ببرنامج يفك التشفير عقب أكبر خرق أمني يتعرض له قطاع الاتصلات في لبنان.

بيروت: أمل وزير الاتصالات اللبناني شربل نحاس أن تمنح شركة ريسيرش ان موشن quot;ار.اي.امquot; المصنعة لهواتف بلاك بيري لبنان برنامج، يسمح له بالوصول إلى المعلومات المنقولة عبر هذا النوع من الهواتف الذكية.

وتخضع quot;ار.اي.امquot; لضغوط كي تفتح شبكتها شديدة التأمين أمام التدقيق الحكومي، فيما يطالب عدد متزايد من الدول بالوصول إلى البيانات المشفرة، التي ترسل عبر الجهاز، متذرعة بالمخاوف الأمنية.

وقالت الهيئة المنظمة للاتصالات في لبنان الخميس إنها ستقوّم المخاوف الأمنية المتعلقة باستخدام بلاك بيري. ويتزامن قلق لبنان مع مخاوف واسعة حيال سلامة شبكة الاتصالات في أعقاب القبض على ثلاثة أشخاص، يشتبه في تجسسهم لحساب إسرائيل.
وتشير مصادر أمنية إلى أن هناك مخاوف من أن تستغله جماعات إسلامية متشدة أو جواسيس بعيداً من رقابة الدولة.

ونقلت صحيفة السفير عن نحاس قوله إن quot;الوزارة تقوم بدراسة الملف وتحضيره للتفاوض مع شركة ار.اي.ام، بهدف الحصول على البرنامج الذي يسمح للدولة بالوصول إلى المعلومات أو البيانات منقولة عبر هذه الجهازquot;. ولفت نحاس إلى أنه يوجد في لبنان نحو 60 ألف مستخدم لبلاك بيري، لكن لم يتخذ قرار بعد quot;لوقف هذه الخدمات، علماً أن المفاوضات قد تستغرق مدة شهرينquot;.

وفي الشهر الماضي وجّهت اتهامات بالتجسس لمصلحة إسرائيل إلى اثنين من موظفي شركة ألفا للهاتف المحمول المملوكة للدولة. كما ألقي القبض الأسبوع الماضي على موظف ثالث، يعمل في شركة أوجيرو للهاتف الثابت.

وكان مسؤول في قطاع الاتصالات اللبناني أعلن أمس الخميس لوكالة فرانس برس أن السلطات اللبنانية تجري حالياً تقويماً لـquot;مسائل أمنيةquot; متعلقة بهاتف بلاك بيري المتعدد الوسائط، على أثر التوقيفات الأخيرة التي طالت موظفين في القطاع، يشتبه بتعاملهم مع إسرائيل.

وأكد عماد حب الله رئيس quot;الهيئة المنظمة للاتصالاتquot; بالنيابة في تصريح لفرانس برس أن quot;الهيئة الناظمة للاتصالات تجري تقويماً حول مسائل أمنية تتعلق بهواتف بلاك بيريquot;. وأوضح أن quot;هذا الأمر مرده ازدياد المخاوف الأمنية داخل شبكة الاتصالاتquot;، في إشارة إلى التوقيفات التي نفّذتها الأجهزة الأمنية أخيراً، وطالت ثلاثة موظفين في قطاع الهاتف الخلوي، يشتبه بتعاملهم مع إسرائيل.

وأشار حب الله إلى أن الهيئة المنظمة للاتصالات ستبدأ الأسبوع المقبل مباحثات مع شركة quot;ريسيرتش إن موشنquot; الكندية المصنعة لهاتف بلاكبيري. وقال إن quot;المسألة تتعلق بقدرة السلطات (اللبنانية) في الوصول إلى بيانات (الاتصالات التي تتم عبر بلاك بيري) بما يتلاءم مع تطبيق القانونquot;.

وبحسب الخبراء، فإن هاتف بلاك بيري يتمتع بقدرة تشفير للبيانات، تفوق تلك التي تتمتع بها باقي quot;الهواتف الذكيةquot;، ما يجعل مراقبة مستخدمي هذا الهاتف أمراً بالغ الصعوبة. وقررت الإمارات والسعودية أخيراً تعليق بعض خدمات بلاك بيري، مطالبة بتمكينها من مراقبة هذه الهواتف المتعددة الوسائط. ويفرض هذان البلدان الخليجيان رقابة على الانترنت، ولا سيما المواقع الإباحية، إضافة إلى عدد من المواقع السياسية.

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من جهتها أعلنت الخميس أن خبراء أميركيين وإماراتيين سيتباحثون في ملف بلاك بيري لمحاولة إيجاد حل بشأن المخاوف الأمنية التي دفعت بالإمارات العربية المتحدة والسعودية إلى تعليق استخدامه.
وقالت كلينتون quot;إننا نأخذ وقتاً للتشاور وتحليل جملة المصالح وكل أوجه الملفن لأننا نعي بأن أسئلة أمنية مشروعة تطرح. لكن هناك أيضا حقاً مشروعاً بالوصول إلى المعلومات والاستخدام من دون عقباتquot;.

وفي نيودلهي، أثارت الحكومة الهندية مسائل تتعلق بالأمن القومي وصعوبة quot;مراقبة بلاك بيريquot;، مهددة بحظر بعض خدمات هذا الهاتف في البلاد، إحدى أهم الأسواق العالمية في قطاع الاتصالات.

وأضاف حب الله quot;نحن بحاجة لإبرام اتفاق مع بلاك بيري أو على الأقل التفاهم مع الشركة، للتمكن من الوصول إلى البيانات أو الخوادم ومعالجة المخاوف الأمنيةquot;. ومنذ 2009 اعتقلت السلطات اللبنانية حوالي مئة شخص بشبهة التعامل مع إسرائيل، وذلك في إطار حملة أمنية واسعة النطاق لمكافحة التجسس. وتم الكشف عن الكثير من هؤلاء بفضل بيانات هواتفهم الخلوية.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، أبدى وكيل بلاك بيري في لبنان مصطفى الشاب ثقته من أن الشركة والسلطات اللبنانية ستتوصلان إلى تفاهم حول هذا الموضوع. وقال quot;إذا علّق لبنان بدوره خدمات بلاك بيري، فإن الشركة ستتأثّر بذلك، وأنا أشك في أنها تريد خسارة هذه السوق في الشرق الأوسط بعد السعودية والإماراتquot;.

ويباع هاتف بلاك بيري في الأسواق اللبنانية منذ عام ونصف العام، وبحسب الشاب فإن عدد المشتركين بهذه الخدمة في لبنان يبلغ حوالي 60 ألفاً.