بلغت الأسواق التجارية في مناطق السعودية كافة ذروتها في الاستعدادات قبيل دخول شهر رمضان المبارك، حيث توجه المواطنون والمقيمون لتأمين مستلزماتهم من السلع، خاصة الأغذية والمشروبات التي ارتبطت بهذا الشهر.

الرياض: قدر متخصصون في الأسواق التجارية والسلع التموينية ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية في السعودية في رمضان إلى أضعاف عدة ماكانت عليه مقارنة بالأيام العادية، مشيرين الى أن متوسط الشراء لدى الفرد يرتفع في رمضان من 100 إلى 500 ريال لمواجهة متطلباته العديدة.

وقبيل رمضان، رصدت وزارة التجارة والصناعة أسعار السلع تثقيفاً للمستهلك قبل حلول الشهر الكريم وتأكيدا على متابعتها للأسواق ومدى وفرة المواد التموينية فيها. واليوم رصدت وكالة الأنباء السعودية quot;واسquot; في تقرير جوانب من الحراك في رمضان بين البائع والمستهلك في عدد من مناطق المملكة.

فكان أول مالفت انتباه الوكالة هو تفضيل العديد من المواطنين في الرياض التبضع وشراء مستلزمات رمضان من أطعمة وأشربة ابتداء من آخر عشرة أيام من شهر شعبان الماضي، فيما نشطت الحركة الشرائية وبلغت ذروتها في الأيام الخمسة الأخيرة قبيل دخول شهر رمضان، خاصة بعد تسلم الموظفين لرواتبهم.

وأكد عدد من مسؤولي تلك المجمعات التجارية في عدد من الأسواق التجارية أن مجمعاتهم شهدت إقبالاً كبيراً منذ يوم السبت الماضي، حيث شهدت تلك المجمعات زحاماً كبيراً من قبل المواطنين والوافدين على حد سواء، وإن اختلفت العادات الشرائية بينهم. وأشار بعضهم أنه من المتوقع استمرار وتيرة زيادة التسوق حتى مطلع الشهر الفضيل.

ويشير أحد مسؤولي المجمعات التجارية إلى أن الأسواق التجارية شهدت هذا العام منافسة كبيرة في توفير السلع الرمضانية الأكثر شعبية، وخاصة في منتجات الشوربة والمكرونة والشعيرية والعصائر وزيادة ملحوظة في الطلب على الدقيق والخمائر المستخدمة لإنتاج المعجنات المنزلية إقبالاً كثيراً، إضافة إلى استخدامها لإنتاج الحلويات الشهيرة المرتبطة بالشهر الفضيل، وسط توافر الدقيق والسكر بكميات كبيرة حسب تأكيدات وزارة التجارة.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة أسواق العثيم عبد الله بن صالح العثيم إن الطلب يزداد على المنتجات الغذائية في رمضان إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأيام العادية، مشيراً إلى أن من أهم الأصناف التي يكثر عليها الطلب الزيوت بأنواعها والأرز و والمعكرونة وشراب التوت وعصائر البودرة، إضافة إلى اللقيمات والدقيق والجلي والكريم كرميل.

وعد رئيس مجلس إدارة أسواق العثيم في حديثه لـquot;واسquot; شهر رمضان من أهم الأشهر الموسمية التي تنشط مع تباشيره حركة المبيعات، حيث يزداد الطلب من قبل المستهلكين على معظم المواد الغذائية، ويرتفع متوسط مشتريات المتسوقين من 100 ريال إلى 500 ريال. وقدر حجم سوق المواد الغذائية في المملكة بنحو 100 مليار ريال، فيما تستحوذ مبيعات السلع المتعلقة بشهر رمضان على أكثر من 15% من حجم هذا السوق.

ورصد التقرير توفر العديد من الأصناف للشوربة والعصائر التي تغني المواطنين والمقيمين عن الطلب الزائد عن بعض المنتجات الشهيرة، وهي بحسب المسؤولين عن تلك الأسواق التجارية مقاربة لجودتها وأرخص ثمناً، وحرص العديد من المستهلكين على شراء أنواع بديلة في حالة ارتفاع ثمن السلع الشهيرة، خاصة وأنها قريبة منها في الجودة ومنافسة لها في السعر، وهي إشارة جيدة على ارتفاع وعي المتسوقين.

وكانت وزارة التجارة والصناعة قد أعلنت من خلال تقرير لها أن كل السلع الرمضانية متوافرة بكثرة في المجمعات التجارية، مشيرة إلى استقرار أسعار بعضها، وارتفاع طفيف في الأخرى، مع تراجع لأسعار سلسلة كبيرة من المنتجات الأكثر طلباً، داعية المواطنين إلى التعاون معها، في حال وجود فروقات سعرية كبيرة بين المجمعات التجارية في بعض السلع والإبلاغ عنها.

وتميز قطاع المخابز والمعجنات بمنافسة حادة وشرسة بين الشركات المصنعة والمخابز المحلية التي تحرص على توفير رقائق السمبوسة والمطبق والحلويات الرمضانية كالكنافة من خلال مخابزها، فيما ركزت بعض المخابز جل نشاطها من أجل توفير تلك الرقائق والتركيز عليه وتقليص إنتاجها من المعجنات الجاهزة والحلويات لتلبية الطلب الكبير، خاصة وأن الكثير من الأسر تفضل صنع الحلويات المنزلية، وبخاصة أطباق quot;اللقيماتquot; وquot;البسبوسةquot; والحلويات الأخرى.

ومما يزيد الطلب على السلع الغذائية في رمضان المبارك هو انتشار العديد من مخيمات تفطير الصائمين التي تقوم برعايتها عدد من الجمعيات الخيرية وتقوم بنصب خيم قرب المساجد، إضافة إلى توزيع الوجبات الجاهزة للإفطار والسحور على العاملين والمحتاجين.

وأكد عدد من المواطني خلال تسوقهم في المجمعات التجارية في الرياض وجود ارتفاع ملحوظ في أسعار بعض السلع الرمضانية وثبات في أسعار الأخرى وانخفاض في بعض أسعار المنتجات الأقل شهرة، مشيرين إلى أن أفضل مافي سلع رمضان هذا العام هو حرص الشركات والمجمعات التجارية على توفير الكثير من البدائل للأطعمة والأشربة في رمضان بأسماء تجارية متعددة، مما يوجد حالة صحية من التنافس السعري بين المنتجات، ويسهم في بقاء تلك الأسعار عند هوامش سعرية مقبولة بين سوق تجاري وآخر وبين بقالة وأخرى.

ومن الجولات الميدانية على أسواق الرياض تم ملاحظة ارتفاع في الطلب على اللحوم والمنتجات الحيوانية والدجاج التي يقبل المواطنون والمقيمون عليها بوصفها من العناصر الأساسية للوجبات الرمضانية، حيث يفضلون استخدام اللحوم في الشوربة والسمبوسة، باعتبارها حشوة مكملة لهذه الأكلة الرمضانية الشهيرة.

وبفضل الطلب الكبير على الاستهلاك الغذائي في شهر رمضان تنشط أسواق الخضار التي توفر المواد الأولية الطبيعية لكل الأطعمة في رمضان، حيث يتوفر في السوق وفق جولة ميدانية في أسواق الشمال وشرق الرياض وجنوبها الخضر بكميات كبيرة وبأسعار شهدت بعض الأرتفاع في الخضار الأكثر طلباً في الشهر الفضيل لكونها من المكملات والمنكهات الطبيعية.

ومن بين القطاعات الأقل نشاطاً في الأسواق التجارية قطاع الفواكه الذي يتراجع الطلب عليه نتيجة لتفضيل الصائمين تناول عصائر البرتقال والليمون بدلاً من تناول الفواكه الطبيعية، ويرجح عدد من العاملين في المجمعات التجارية ميل أسعار الفواكه إلى الثبات أو الانخفاض الطفيف بنسب مابين 2 الى 3%.

ومن مظاهر التسوق الرمضانية يلاحظ وجود طلب كبير على المطاعم خاصة الشعبية منها التي تقدم وجبات quot;المنديquot; وquot;المظبيquot; في وجبات السحور والإفطار، بفضل الطلب الكبير من الجمعيات الخيرية لتموين مخيمات تفطير الصائمين وتقديم وجبات السحور لهم، اضافة الى وجود طلب من قبل الأفراد quot;العازبينquot; الذين يفضلون تناول وجبة الكبسة في السحور، كما تحرص بعض المطاعم الى تقديم عروض خاصة لبرامج الإفطار والسحور على شكل بوفيهات مفتوحة بأسعار تتراوح مابين 65 الى 180 ريال للشخص.