ارتفعت أسعار الياميش والحلوى الرمضانية بشكل كبير في مصر، لدرجة وصلت الحال أن من سيشتري هذه السلع هم طبقة الأغنياء فقط، وبالطبع هذا يعني أن سوق الياميش هذا العام قد ضُرب في مقتل.

القاهرة: من خلال جولة ميدانية في مناطق القاهرة لاحظت quot;إيلافquot; ضعف الإقبال على شراء الياميش في المناطق الشعبية، بينما شهدت المناطق الراقية قوة شرائية كبيرة لطبيعة سكانها الأغنياء، الذين لم يتأثروا كثيرا بالغلاء وارتفاع الأسعار. ومن الأمور الملفتة التي صادفتنها أثناء الجولة تباين أسعار السلعة الواحدة من مكان إلى آخر. فوجدنا أن مسافة كيلو متر واحد كفيلة بارتفاع سعر السلعة بين 5 و10 جنيهات دفعة واحدة، والسبب ليس في جودة السلع، ولكن لأنها تباع في منطقة من المناطق الراقية.

هذا التباين نعرض منه على المثال لا الحصر سعر البلح المجفف، الذي يباع في المناطق الشعبية بسعر يبدأ من 5 جنيهات إلى 20 جنيهاً للكيلو، بينما تتراوح الأنواع نفسها في المناطق الراقية بين 9 و27 جنيهاً، وعين الجمل (الجوز) يباع بسعر 23 جنيهاً للكيلو في المناطق الشعبية. في حين وصل سعر الكيلو منه في المناطق الراقية إلى 28 جنيهاً. أما الزبيب فكان صاحب أكبر فروق الأسعار بين المناطق الشعبية والراقية، فكان في الأولى بسعر 14 جنيهاً للكيلو، في حين وصل إلى 24 جنيهاً في بعض المناطق الراقية، كحي العجوزة وحي الزمالك.

وعن الياميش قال التاجر عبد الله quot;لقد زادت أسعار قمر الدين، فأصبح يباع بين 7.5 و12 جنيهاً، بنسبة زيادة حوالي 20 % عن العام الماضي. ويباع عين الجمل والبندق واللوز بقشره بأسعار تتراوح بين 25 و27 جنيهاً للكيلو، فيما يباع جوز الهند بأسعار تتراوح بين 9 و13 جنيهاً للكيلو، والفستق يباع بأسعار تتراوح بين 60 و65 جنيها للكيلو دون زيادة عن أسعار العام السابق.

وتباع المشمشية والقرصية بأسعار تتراوح بين 27 و30 جنيها للكيلو. وأضاف عبد الله أن الإقبال على شراء الحلوى الرمضانية لم يتأثر بالغلاء وارتفاع الأسعار، وأن مؤشرات البيع كبيرة، وإن كانت في المناطق العشوائية والفقيرة ضعيفة نسبياً عن العام الماضي، لعزوف طبقة الفقراء ومحدودي الدخل عن شراء الياميش، باعتباره نوعاً من الرفاهية، فمن الأولى لهؤلاء أن يكتفوا بالمطالب الأساسية، كالمأكل والمشرب.

أما سعيد عيد ndash; تاجر في إحدى المناطق الشعبية القريبة من القاهرة فأوضح quot;لقد اضطررنا كتجار تجزئة لتقليل كمية الياميش و الحلوى الرمضانية، وذلك لأن أسعار تلك السلع صارت مرتفعة بشكل كبير، ولا يوجد عليها إقبال كبير كما في الأعوام السابقة، و أهل المنطقة التي فيها متجري، غالبيتهم من أناس متوسطي ومحدودي الدخل، ولا أتوقع أن يقوم هؤلاء بشراء الحلوى والياميش، في حين أنهم يكابدون لشراء الخبز والأرز والزيت، ولكن الجمعيات الخيرية خلقت لنا بصيصاً من الأمل في البيعquot;.

وتقول فاتن أمين- ربة منزل لم نشهد منذ أعوام زيادة كبيرة في أسعار الياميش مثل التي حدثت هذا العام، ولكن بالرغم من ذلك نحن مضطرون لشراء هذه المنتجات لأننا لا نشتريها سوى مرة واحدة في العام، وهذه عادة مكتسبة منذ قديم الزمن، وبها يشعر الأطفال بدخول شهر رمضان المبارك، ولكن هناك بعض الناس قللت الكمية التي تشتريها كل عام. أما عن الطبقات التي لا تستطيع أن تشتري الياميش من الفقراء ومحدود الدخل، فهؤلاء أعتقد أنهم لا يشتروه أصلاً، سواء كان رخيصاً أو غالي الثمن، فهم يعتمدون على صدقات وهبات أهل الخير في شهر رمضان.

أما الخبير الاقتصادي الدكتور سيد صادق فأكد أنه من الطبيعي أن يشهد هذا العام ركوداً في سوق الياميش، لأن السواد الأعظم من المصريين يعانون الأمرين، وخاصة مع دخول المواسم التي تتسم بكثرة جهات الصرف، فمن الصيف إلى رمضان، وفي انتظارهم بعد ذلك العيد والموسم الدراسي الجديد، كل ذلك بإمكانه إرهاق أكثر الموظفين دخلاً، فضلاً عن الارتفاع المتوالي وغير المتوقع في أسعار السلع الإستراتيجية والأساسية.

وأضاف صادق أن كل ما يقع تحت بند الرفاهية من السلع فمن المتوقع أن يشهد ركوداً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها مصر، ورأى أن الحلول لهذه الظروف لن تأتي بين ليلة وضحاها، لكن من خلال تطبيق أسس ومعايير يمتثل لها كل الفئات، بداية من الحكومة مروراً بالشركات والتجار، وصولاً إلى المستهلك وأجهزة الرقابة.