هل راودتك في أحد الأيام فكرة اصطحاب أسرتك أو أصدقائك لقضاء يوم مشمس في متنزه تم إنشاؤه على أذن حيوان وحيد القرن quot;الخرتيتquot;، أو ممارسة رياضة quot;الغولفquot; على صدر زرافة؟.. هذه الأفكار لم تعد خيالية، وإنما ستصبح أمراً واقعاً خلال السنوات القليلة المقبلة.

جوبا (السودان):كشفت حكومة إقليم quot;جنوب السودانquot; هذا الأسبوع، عن خطة quot;طموحةquot;، تتجاوز تكلفتها عشرة مليارات دولار، ويستغرق تنفيذها عدة عقود، لإقامة مدن عصرية على شكل حيوانات، وهي الخطة التي لفتت أنظار العالم إلى الإقليم الذي يُعد واحداً من أكثر المناطق فقراً على سطح الكرة الأرضية.

الرجل الذي يقف وراء هذه الخطة، دانييل واني، وهو وكيل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بحكومة الإقليم، قال إن الانتباه الذي جذبه مشروعه على المستوى العالمي، قد منحه دفعة إضافية للمضي قدماً نحو جعل هذا الاقتراح واقعاً حقيقياً.

وقال واني، في تصريحات للصحفيين بمدينة quot;جوباquot; عاصمة الإقليم الذي يستعد لاستفتاء عام حول الانفصال عن السودان مطلع العام القادم، إن quot;ردود الفعل التي تصل إلينا جيدة جداً، فنحن نتلقى اتصالات من مختلف الأنحاءquot;، وتابع قائلاً: quot;بشكل عام، ما نتلقاه من ردود أفعال يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.quot;

وتتضمن الخطة، التي تُقدر تكلفتها الاستثمارية بـ10.1 مليار دولار، إعادة تصميم عواصم الولايات العشرة التي يضمها إقليم جنوب السودان، بما يجعل منها quot;مدن أحلامquot;، قد تسحب البساط من مدينة quot;دبيquot;، بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تشهد طفرة معمارية فريدة.

ويُعد إقليم جنوب السودان، الذي يعاني عجزاً كبيراً في بنيته التحتية، ولا يوجد به شبكة طرق تربط بين مدنه الرئيسية، جزءاً من جمهورية السودان، التي يحكمها نظام الخرطوم، والذي خاض الجنوبيون ضده حربين طاحنتين، خلال ما يقرب من نصف قرن.

ويستعد سكان الإقليم للاستفتاء الذي من المقرر إقامته في يناير/ كانون الثاني 2011، للانفصال عن السودان، بموجب اتفاق سلام تم التوصل إليه حكومة الخرطوم وقادة الجنوبيين عام 2005، وهو الاتفاق الذي منح الإقليم حكماً ذاتياً حتى إجراء الاستفتاء.

وبعيداً عن التصميمات المميزة لتلك المدن، فإن التكلفة التقديرية لتلك الخطة، تثير هي الأخرى عدة تساؤلات حول قدرة حكومة جنوب السودان على توفير تلك المليارات، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه ميزانية الإقليم لعام 2010 ملياري دولار، تأتي 98 في المائة منها عائدات النفط.

ورغم الانتباه الخارجي الذي نجحت الخطة الطموحة والغريبة من نوعها، في جذبه إليها، فقد لقيت العديد من الانتقادات من جانب أبناء جنوب السودان.

وقال بن جيرومي غانا، البالغ من العمر 28 عاماً، والذي يقيم بأحد الشوارع القذرة في إحدى ضواحي مدينة quot;جوباquot; لم يصل إليها التيار الكهربائي بعد: quot;هناك العديد من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها قبل أن يبدأوا في بناء مثل هذه الأشياء.quot;

كما ذكر أوتشيرا بوسكو، الذي يعمل بأحد المطاعم، ويبلغ من العمر 27 عاماً: quot;لو حدث ذلك، فإن الجميع سوف يأتون لمشاهدة البلد، وهذا قد يعني أننا تطورناquot;، إلا أنه شدد على أن الحكومة يجب أن تزيد ميزانية القطاعات الحيوية الأخرى أولاً.

وتابع قائلاً: quot;لو بنوا تلك المدن، ونحن ما زلنا نعاني من نقص المستشفيات، أو المدارس الملائمة، والطرق الجيدة، فإن ذلك لن يكون جيداً.quot;

أما واني فقد دافع عن مشروعه بقوله إنه يجب على المرء أن يبدأ التخطيط لمستقبله اعتباراً من اليوم.