يهيمن التفاؤل على عوالم المال، للعام، بفضل نوعية الأسهم المتداول بها، في الأسواق المالية، والسيولة المالية الهائلة التي تعتبر، اليوم، ملكة ساحات المال العالمية. مع ذلك، قد تمر الأسواق المالية ببعض الصدمات الكهربائية، أي المفاجآت غير السارة، التي يطلق عليها خبراء المال اسم quot;بلاك سوانquot; (black swan).


برن: في الوقت الحاضر، يكثر الحديث في سويسرا عن احتمال موت اليورو. في العام الماضي، كانت هذه النظرية جنونية انما هاهي تتحول، الآن، الى احتمال واقعي لحل أثقال الديون العامة الأوروبية، الذي أضحى لا يطاق والذي سيطال بلجيكا قريباً. من دون اليورو، فان الناتج المحلي الاجمالي لأوروبا الوسطى سينهار 5 في المئة.

كما سينهار هذا الناتج، الذي يعكس معه درجة غنى الدولة، 9 في المئة، في اليونان، وأكثر من 6 في المئة، في ايطاليا، وأكثر من 6 في المئة، في اسبانيا، و4 في المئة، في فرنسا، وأكثر من 3 في المئة، في ألمانيا. في الحقيقة، فان ما يقلق التجار السويسريين يتمثل في أسعار الصرف، في حال زوال اليورو، بين الفرنك السويسري وكل عملة أوروبية مستقلة، على حدا. بالطبع، فان هذا القلق يتعلق بحركة الصادرات السويسرية التي قد تنكمش، بدورها، مسببة بالتالي موجة كساد تجتاح الاقتصاد المحلي!

في سياق متصل، يشير الخبير فيكتور كارليني الى أن كل شيء، العام، يتعلق بمدى فعالية معالجة الملف الاسباني. اذ أن أوضاع المصارف الاسبانية أصبحت قاتمة. واعتماداً على المعطيات الصادرة عن المصرف المركزي الاسباني فان درجة انكشاف المصارف الاسبانية على الدائنين مجموعها 100 بليون يورو وهذا مستوى لم تراه اسبانيا منذ عام 1996. في حال باءت الجهود، لانقاذ اسبانيا من اعلان افلاسها، العام، بالفشل فان الأمر سيتحول الى مفعول quot;دومينوquot; سيحصد معه ما تبقى من دول أوروبية، في منطقة اليورو.

وينوه الخبير كارليني بأن المصارف السويسرية تبقى متفائلة، العام. اذ ان مباشرة تفعيل مخططاتها التوسعية، في الدول النامية، ومحاولاتها لتوطيد ما أسسته في منطقة الشرق الأوسط، سيبعدها قليلاً عن متاعب منطقة اليورو وما يجري من معارك مالية طاحنة، في الولايات المتحدة الأميركية. على سبيل المثال، يذكر الخبير كارليني لبنان أين تحاول بعض المصارف السويسرية الكبيرة بناء فروع لها هناك. في ما يتعلق بدول الخليج، فان تبادل الخبرات المصرفية سيكون حجر الأساس لتوطيد التعاون، المالي والاستثماراتي، مع هذه الدول.