يؤمن الخبراء السويسريون بأن الأعوام الخمسة القادمة ستشهد إنتعاش البورصات العالمية ثانية، وسيرتبط محرك هذا الإنتعاش بتغيرات إجتماعية وإقتصادية.


برن: ما تزال الأسواق المالية مقوقعة على نفسها داخل مرحلة صعبة تتضاعف عوارضها على البورصات الأوروبية، منذ يوم أمس. ولا تعيش الأسواق المالية السويسرية أوضاعاً أفضل، حالياً، خصوصاً بسبب تحرك شركة quot;سونوفاquot; لسحب أجهزة السمع، التي تنتجها، من السوق المحلية من جراء عيب داخلها. مع ذلك، يؤمن الخبراء السويسريون بأن الأعوام الخمسة القادمة ستشهد انتعاش البورصات العالمية ثانية. ما سيدفع بأسهم عدة شركات الى مستويات صعودية غير مسبوقة. على الأرجح، سيرتبط محرك هذا الانتعاش بتغيرات، اجتماعية واقتصادية، مُعرٌف عنها تقنياً باسم quot;ميغاتريندquot; (megatrend)، بدأت تطرأ على نمط حياتنا الاستهلاكي.

علاوة على ذلك، تتعلق هذه التغيرات، أيضاً، بظاهرة انعكاس القدرة الشرائية للأسرة على المجتمع، المُعرٌف عنها باسم quot;ريفلايشنquot; (reflation). برغم ذلك، يربط بعض الخبراء هذه الظاهرة ببعض المخاطر التي لا تتعلق بالقدرة الشرائية القوية وإنما بالإسراف في استخدامها. فكثرة الاستهلاك والتبذير، في الأسرة الغربية، ينعكس أثره السلبي ليس على الأسرة فحسب انما على الوضع الاقتصادي العام، في المجتمع والدولة. اذ ان زيادة الانفاق والاستهلاك المرتفع، الناجم عن قدرة شرائية قوية، من شأنه أن يخفض من قيمة النقد. ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات على حساب حرمان الفقراء من حاجاتهم. فتغرق الأسر مجدداً في الديون والمشكلات الاجتماعية لكونها تكون قد اعتادت على نمط استهلاكي معين لن تستطيع مجاراته بعد ارتفاع الأسعار.

في ما يتعلق بظاهرتي الانكماش الاقتصادي (deflation)، المنوط بمستوى طلب كلي أدنى من مستوى عرض كلي، وانعكاس القدرة الشرائية للأسرة على المجتمع quot;ريفلايشنquot; تشير الخبيرة بيلين جولان لصحيفة ايلاف الى أن الانكماش الاقتصادي يواكب العالم منذ عام 2001. بيد أن مكانة الاستثمار في السندات توطت على حساب تراجع أسعار الأسهم كافة وموضة الاستثمار فيها. مع ذلك، تتوقع الخبيرة جولان أن تتغير المعادلات، بين السندات والأسهم، بين عامي 2012 و2014. اذ ان فقاعة السندات، حينها، ستنفجر. أما أسهم الشركات فهي ستعاود انتعاشها على المدى الطويل.

ان الانتقال من الانكماش الاقتصادي الى ظاهرة انعكاس القدرة الشرائية للأسرة على المجتمع، حيث سيسجل مستوى طلب كلي أعلى من مستوى عرض كلي، وفق رأي هذه الخبيرة، سيكون تدريجياً. وفي السنوات الخمس القادمة، لن تتمكن السندات من عرض فوائد مرضية على المستثمرين، خصوصاً أولئك الذين تلاشت معظم ثرواتهم أثناء خوضهم مغامرات مالية خاسرة مع نوابغ المال(من مضاربين ومشغلين). اذن، فان العودة للاستثمار في أسهم الشركات ستكون جماعية.